المحتوى الرئيسى

"البصخة".. أسبوع الآلام والعبور

04/06 16:09

بعد انتهاء عيد احد الشعانين، يستعد الاقباط والمسيحيون الشرقيون بشكل عام، لصلوات "البصخه المقدسه"، بمناسبه بدء أسبوع الآلام، الذي يمثل للمسيحيين "اقدس ايام السنه"، حيث يحوي ذلك الاسبوع طقوسا وصلوات وقراءات خاصه، تحرص خلالها الكنيسه علي ان تعيش قصه الصلب بكل ما فيها من معاني.

كلمه "بصخه" تعني باليونانيه الـ"فصح"، والتي يقابلها في العبريه "بيسح Pesah" او بالانجليزيه "Pass-over"، وهي بمعني "العبور" او "الاجتياز"، وهي تنطق في القبطيه واليونانيه "بصخه Pascha".

واستخدمت الكنيسه هذه العباره في اشاره للذبيحه التي ذبحها موسي وبنى اسرائيل حينما كانوا في مصر وجعلت "ملاك الموت" يعبر عنهم ولا يهلكهم حينما راي دم الذبيحه، حيث تؤمن الكنيسه بانها كانت رمزا للذبيحه الحقيقيه، وهو دم المسيح الذي سُفك علي الصليب ليفديهم، حتي يجتاز البشر الموت وينتصرون عليه بالقيامه في اليوم الاخير، كما قام المسيح من بين الاموات منتصرا علي الموت، ولهذا السبب يسمون المسيح "الفصح الحقيقي"، كما قال بولس الرسول "فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا" (1كو 5: 7).

صوره لكتاب ترتيب ونظام صلوات البصخه

كان اسبوع الالام في القرون الثلاثه الاولي ياتي منفصلا عن صوم "الاربعين يوما" المقدسه، حتي قررت الكنيسه في عهد البابا ديمتريوس الاول (البطريرك القبطي رقم 12) (188- 230م) ان يكون اسبوع الالام تاليا للصوم الاربعيني.

وكانت قوانين الرسل تقضي بان يقرا المسيحيون العهد القديم والجديد خلال هذه الفتره، حتي رات الكنيسه في ذلك صعوبه علي المسيحيين فقررت في عهد البابا غبريال الثاني (ابن تريك) (1131 – 1146م) وضع نظام لقراءات الاسبوع، تتضمن كل نبوات العهد القديم عن صلب المسيح، وفصول الاناجيل المتضمنه لاحداث الصلب وما سبقها من تصاعد للاحداث، وقسمها لساعات وجعل لكل ساعه قراءات معينه من النبوات والاناجيل واقوال الاباء ورتبها طبقا لسير الاحداث في الاسبوع الاخير من حياه السيد المسيح.

وقام بجمع كل هذا في كتاب معروف حتي الان باسم "الدلال"، وطرقت علي هذا النظام بعض تعديلات بسيطه الا ان الهيكل الاساسي له مازال يعمل به حتي الان.

بعكس كل صلوات الكنيسه، فان "صلوات بصخه اسبوع الالام" تجري في الخورس الثاني (اي ليس امام الهيكل مباشره مثل باقي الصلوات)، لان المسيح صُلب خارج اوروشليم، مثلما كانت ذبيحه الخطيه في العهد القديم تحرق خارج الاقداس.

الاقباط يصلون البصخه في الخورس الثاني (ليس امام الهيكل مباشره)

وتعلق الكنيسه الاستار السوداء للمره الوحيده خلال هذا الاسبوع، حزنا علي خطايا البشر التي تسببت في آلام المسيح.

كما لا يتم خلال هذا الاسبوع الصلاه علي الموتي والا يمارس سر المعموديه او الميرون او الزواج لاحد، لتركيز الكنيسه علي صليب والام المسيح فقط خلال هذه الفتره.

ويكرر المصلون عشرات المرات في كل ايام اسبوع الالام تلاوه لحن "ثوك تي تي جوم نيم بي اوؤو نيم بي ازمو نيم بي اما هي شا اينيه" بمعني "لك الملك والقوه والمجد والبركه والعزه الي الابد"، وياتي ذلك التكرار تاكيدا علي ان صليب المسيح ليس علامه ضعف، بل هو علامه القوه والانتصار، حيث تؤمن الكنيسه بان المسيح قبل ان يصُلب بارادته دون غصب، وقرر ان يتحمل الالام عن البشر بمحبته له لهم، فالصليب بالنسبه للكنيسه هو علامه الحب الباذل الذي انتصر علي الالام والموت، بالقيامه مبتلعا الموت الذي لم يتمكن منه.

وتقول الكنيسه عن السيد المسيح انه "داس الموت بالموت" حتي لا يصبح له سلطان علي البشر، ويقول عنه القديس اثناسيوس "الذي اظهر بالضعف ما هو اقوي من القوه".

البابا شنوده الثالث يتكلم عن فلسفه صلوات البصخه

وترتب الكنيسه القراءات للاسبوع الاخير في حياه للسيد المسيح بحسب الايام، حيث يوافق يوم الاثنين طرد السيد المسيح للباعه من الهيكل الذي دنسوه وهو رمز لتطهير قلب الانسان من الخطايا، ويوم الثلاثاء يوافق اخر مره يعلم فيها المسيح داخل الهيكل، والاربعاء الذي يوافق التامر علي المسيح من رؤساء كهنه اليهود في ذلك الوقت، متذكرين خيانه يهوذا في ليله خميس العهد.

وياتي يوم الخميس الذي يسمي خميس العهد ضمن اهم ايام اسبوع الالام، حيث يوافق تاسيس المسيح لسر التناول والافخارستيا والاتحاد بالله، حيث تقيم الكنيسه هذا السر منذ ذلك اليوم وحتي الان، ولاتعتبر فيه الكنيسه ان ذبيحه المسيح ذبيحه حيه وممتده، لا كتذكار او تكرار لذبيحه ذُبحت في الماضي وانما امتدادا لها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل