المحتوى الرئيسى

جمال خاشقجي.. صاحب الوجهين (فيديو وصور) | المصري اليوم

04/06 00:28

يعشق الاضواء، ويرفض دائمًا القبوع وراء الظل، صنع اسمه منذ سنوات، واصبح احد ابرز الاعلاميين المقربين من دوائر صنع القرار في المملكه، لكنه يظل مثيرًا للجدل، فهو يكتب ويتحدث، وسرعان ما يُناقض نفسه.

اصبح اسم الكاتب السعودي جمال خاشقجي، متداولُا في الاوساط الاعلاميه المصريه، منذ بدايه العام الجاري، وتحديدًا عقب توجيه الجيش المصرى ضربه جويه لتنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في ليبيا، ردًا علي ذبح 21 مصريًا، اذ في الوقت الذي يؤيد فيه الجميع حق مصر في الدفاع عن نفسها، وحمايه الامن القومي، كتب «خاشقجي» مقالًا في صحيفه «الحياه» اللندنيه، بعنوان «حتي لا تسقط مصر في فخ داعش»، اعلن فيه رفضه لتدخل مصر عسكريًا في ليبيا، وانحاز فيه لموقف قطر، المُعادي للقاهره.

واستند «خاشقجي»، (57 عامًا)، في رفضه لـ«ضربه ليبيا»، الي ان مصر لديها ما يكفيها من مشكلات، والمحبه تقتضي نصيحتها بعدم الوقوع في «نكسه» اخري، قبل ان يُناقض نفسه، ويدعو الي ضروره التدخل عسكريًا في اليمن، لحمايته من الميليشيات الحوثيه، ما يُشير الي ان «الرجل مُهتم فقط بمصلحه بلاده التي ستواجه خطرًا حقيقيًا حال استيلاء الحوثيين علي اليمن».

لم يكتف «خاشقجي» بمشاركه مصر في عمليه «عاصفه الحزم»، واعلان استعداداها التدخل بريًا اذا لزم الامر، وهاجمها في تغريدات علي موقع «تويتر»، اكثر من مره، كانت الاخيره اتهام النظام بقمع حريه الراي.

وكتب الرجل الذي تولي منصب رئاسه تحرير صحيفتي «المدينه» و«الوطن» السعوديتين، علي حسابه بـ«تويتر»، تعليقًا علي تنظيم عدد من المصريين وقفه احتجاجيه للتوقف عن «غزو» اليمن: «لا يقولن احد انها حريه راي، او انهم اخوان، القاعده التي تعمل بها الشرطة المصرية: تتظاهر تُقتل!».

كما هاجم الاعلام المصري، قائلًا: «تجاوزات الاعلامي المصري ابراهيم عيسي علي المملكه والامير سعود الفيصل تستلزم تدخلا، لو كان الاعلام هناك حرًا لما قلت ذلك، ولكنه اعلام النظام».

التناقض في المواقف سمه بارز لدي «خاشقجي»، حيث اصدر عقب ثورات الربيع العربي، كتاب «ربيع العرب.. زمن الاخوان»، ظهر فيه تناقضه.

وبحسب الباحث السوداني عمر البشير الترابي، الذي عرض الكتاب، فان «خاشقجي»، رفض في بدايه كتابه نظريه المؤامره، واعتبر فرضيه وجود مخطط لما حدث «طرح روجت له الانظمه لتشويه حركه الربيع العربي»، الا انّه قبله حينما قدّمه «الاخوان» كمبرر للاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس الاسبق محمد مرسي في 22 نوفمبر 2012.

تحدث «خاشقجي»، في كتابه عن «اعتصام الاتحاديه»، وقبل فرضيه وجود مؤامره، سماها «مؤامره الليل»، وقال انها «ربما كانت تقضي ان يكون اولئك المعارضون المعتصمون بخيامهم حول القصر، راس حربه تجتمع الافها المؤلفه لاحقًا، للانقضاض علي القصر وطرد الرئيس منه او اعتقاله بشكل مهين ما يسقط اعتباره ومن ثم شرعيته، وبناء علي هذا التفسير فكان من الضروري للاخوان استعراض قوتهم، وارسال رسالتهم وابعاد هؤلاء عن القصر وهو ما تحقق لهم»، بحسب الباحث السوداني نفسه.

واضاف: «قد تكون المؤامره حقيقيه ومخططا لها ونتيجه اجتماعات محكمه واموال وتدخلات خارجيه وامتدادات للنظام القديم، كما يقول الرئيس وانصاره، وقد تكون مجرد غضب عفوي صادق، تقرير ذلك ليس مهمًا، المهم ان الاخوان معتقدون بوجود مؤامره، وان واجبهم اسقاطها، وان دفعوا ثمن ذلك غاليًا، فسقط 6 من شبابهم واحرقت العشرات من مقارهم».

مراقبون اعتبروا ان «خاشقجي» اكثر ميلًا الي «الاخوان»، التي صنفتها السلطات المصريه «منظمه ارهابيه» في ديسبمر 2013، ويُعادي نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.

ربط اسم «خاشقجي»، وبين جماعه الاخوان، ليس بجديد، فالرجل الذي يتفاخر بانه «ليبرالي»، كتب تغريده في حسابه بموقع «تويتر» في 18 فبراير 2011، قال فيها: «الله اكبر.. ما اعظم الاسلام حرًا قويًا، شاهدوا الشيخ القرضاوي من ميدان التحرير علي القناة الأولى المصرية، حتي ندرك حجم التغيير الذي حصل».

كانت تغريده «خاشقجي» بمثابه «عباره ملغومه» انفجرت في وجهه، اذ اتهمه نشطاء سعوديون بالانتماء الي «الاخوان»، حتي ان رئيس تحرير صحيفه «الشرق الاوسط» اللندنيه، طارق الحميد، خصص له مقالًا، وصفه فيه بـ«المخادع».

وقال «الحميد» في مقاله: «المخادعون كثر في منطقتنا، لكن دعونا نستعرض نموذجًا اعرفه شخصيًا، وهو الاعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي يوصف في بعض وسائل الاعلام الغربيه بالاعلامي المُطالب بالاصلاح والديمقراطيه، وهو يقدم نفسه كذلك في السعوديه، والاعلام العربي».

وسرد «الحميد» تغريده «خاشقجي» عن «القرضاوي»، وعلق عليها بالقول: «اي تغيير الذي راه الزميل؟ وعن اي اسلام يتحدث؟ وهل عظمه الاسلام مرتبطه بالشيخ القرضاوي؟ وهل مصر ما قبل (25 يناير) لم تكن فيها عظمه للاسلام؟ وماذا عن الازهر؟ اسئله كثيره، ومحيره، تدور في ذهن المتابع، ولا يمكن تجاهلها، او تجاوزها، ولاسباب كثيره ايضًا»، متابعًا: «هل نريد دوله مدنيه ديمقراطيه حقيقيه في مصر، دوله تحترم الحريات، وتقوم علي الدستور، ام اننا نريد دوله مرشد تحت مظله الاخوان؟ اذا كان هذا راي الزميل خاشقجي فمن حقه، ولا اعتراض، فمن حقه ابداء رايه، لكن يبقي سؤال مهم هنا وهو: لماذا اشغلنا الزميل خاشقجي لسنوات بالسعوديه وهو يقدم نفسه علي انه يمثل خط الاصلاح، وجعل اولي خطوات الاصلاح، خلال فترتين من رئاسه التحرير، هي التهجم علي المؤسسه الدينيه في السعوديه، وتصيد رجال الدين الواحد تلو الاخر، ايا ما كانت مكانتهم، ولا اقول تنظيم القاعده، بل اتحدث عن رجال الدين، ما دام الزميل خاشقجي يرضي بالنموذج الديني الاخواني اساسًا، ويقبل بسطوه الشيخ؟ فهل كان الاصلاح الذي يتحدث عنه الزميل خاشقجي هو تبديل النموذج السعودي الحالي بنموذج الاخوان، ام كان يريد تبديل الشيخ السعودي بشيخ اخواني؟».

«خاشقجي»، مدير قناه «العرب» الاخباريه، لا يُخفي ميله لـ«الاخوان»، اذ كتب مقالًا في «الحياه» بعنوان «لكل زمان دوله ورجال ... وسياسه خارجيه»، المح فيه الي ضروره تدخل السعوديه والولايات المتحده الامريكيه لاعاده «الاخوان» الي المشهد السياسي مره اخري.

وقال: «حتي مصر، فان اوضاعها لا تبشر بخير، وادت حمايه نظامها من النقد والمحاسبه الي ان يتوغل علي الحريات، وبات سقوط قتلي مصريين كل يوم في شوارع القاهره وبقيه المدن من اجل حمايه النظام خبرًا عاديًا، ما عمّق الانقسام والاستقطاب، وجعل المصالحه الوطنيه المنشوده اصعب وابعد، وليس هذا بالتاكيد ما تريده السعوديه والولايات المتحده لمستقبل هذا البلد المهم».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل