المحتوى الرئيسى

كتاب بريطاني: حالة غضب دولية من أوضاع العمال المهاجرين في قطر

04/05 20:28

يقول الكتاب البريطاني «قطر والربيع العربي»: «ربما تكون بوادر ذلك الوضع المثير للقلق قد بدات في الظهور بالفعل، مع قضيه العماله الوافده الي قطر، التي ستتزايد بطبيعه الحال في السنوات المقبله مع تزايد التجهيزات والانشاءات المطلوبه لاقامه المونديال، علي الرغم من انها تحولت منذ الان الي مصدر للجدل العالمي، واساءت بالفعل الي صوره وسمعه قطر امام العالم، وفتحت باباً يصعب غلقه للجدل الدولي حول ما يحدث في قطر».

ويتابع: «الاهم ان حجم الجدل والتركيز العالمي علي ما يحدث في قطر، الي درجه قد تصل الي حد الترصد، سوف يتزايد تدريجياً في الفتره المقبله مع قرب موعد اقامه كاس العالم، وربما بدا ذلك التركيز بالفعل مع حاله الغضب الدوليه التي اجتاحت العالم كله حول اوضاع العمال المهاجرين في قطر بعد الفضيحه التي فجرتها وسائل الاعلام البريطانيه في خريف 2013، وهي حاله قد تقدم لمحه عن المحاكمه التي سوف تقام ضد قطر من خلال وسائل الاعلام العالميه العدائيه بطبيعتها ضد اي دوله تستعد لاستضافه حدث عالمي مثل المونديال».

ويضيف الكتاب: «كانت العناوين الرئيسيه في الصفحه الاولي لصحيفه «الجارديان» البريطانيه تتناول تحقيقاً حول مصرع 44 عاملاً من نيبال بسبب انهيار في وظائف القلب نظراً لظروف العمل غير الادميه التي يعملون بها في مواقع الانشاءات الخاصه باستضافه كاس العالم في قلب قطر، وقالت تقارير للاتحاد التجاري الدولي المدافع عن حقوق العمال حول العالم، ان استعدادات قطر لاستضافه كاس العالم سوف تكلف حياه 4 الاف من العمال المهاجرين قبل ان يتم لعب مباراه واحده علي ارضها».

ويرصد الكتاب رده الفعل العالميه الغاضبه ضد قطر منذ الكشف عن المعامله غير الانسانيه التي يتعرض لها العمال الاجانب، ويضيف: «توالت بعدها عده تحقيقات عبر وسائل الاعلام العالميه تحمل عناوين لا تقل عنفاً عما سبق: «عبيد كاس العالم في قطر.. قطر.. مواقع انشاءات من قلب الجحيم.. «الفيفا» يشعر بقلق عميق من قضيه «عبيد كاس العالم» في قطر»، وتحولت القضيه الي محور للنقاش في اجتماع طارئ للجنه التنفيذيه للفيفا في زيورخ، تلاه عقد لقاء شخصي بين الامير تميم شخصياً، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «سيب بلاتر».

ويواصل الكتاب: «والواقع ان ما حدث فيما بعد، من واقعه القاء القبض علي صحفيين المانيين قاما بتصوير العمال الوافدين الذين يعملون في احد مواقع الانشاءات بالقرب من الفندق الذي يقيمان به في الدوحه، كشف عن حجم وتعقد التحديات التي تنتظر القيادات في قطر، هؤلاء الذين لم يعتادوا علي تبرير انفسهم او شرح قراراتهم امام احد خارج دائره صنع قرارهم الضيقه، ولم يعتادوا ايضاً علي التعامل ولا التكيف مع كل هذا القدر من التركيز والاهتمام الاعلامي العام والدولي، وتناثرت عده تحقيقات اعلاميه عالميه في الفتره التاليه تركز علي الاحصائيات الاليمه التي تكشف عن ارتفاع نسبه الوفيات بين العمال المهاجرين، بشكل سيجعل السلطات القطريه تجاهد للحاق بحجم الاهتمام الاعلامي المكثف والثابت بالقضيه، والحد من تاثيره واضراره علي سمعتها وصورتها التي جاهدت لسنوات في تكوينها، وعلي الرغم من ان قطر بنت صورتها علي الضجه الاعلاميه التي تحيط غالباً بتحركاتها المثيره للتساؤلات والجدل حول العالم، فان الواقع ان الدوحه لا تملك القدره علي التعامل، ولا التسامح، مع الانتقادات والتساؤلات المشروعه التي يمكن ان يوجهها الراي العالم العالمي لها».

ويواصل: «الاهم ان امام قطر طريقاً طويلاً ستظل فيه تحت رحمه تاثيرات واتجاهات الرأي العام العالمي لحين استضافتها مونديال 2022، خاصه ان سحب قرار استضافتها له يظل معلقاً بقرارات «الفيفا»، سيكون علي القياده القطريه ان تتعامل مع تداعيات كشف كل تجاوز يحدث علي ارضها تحت سمع وبصر كل وسائل الاعلام الدوليه، وتحت الاضواء الكاشفه لها، خاصه انه سيكون من الصعب في قضيه مثل قضيه «عبيد المونديال» ان يتم تحويل الاهتمام العالمي منها الي ما حولها، بعد ان وصفتها العديد من التقارير الصحفيه بانها ابرز قضيه عامه وانسانيه تحيط بكأس العالم 2022».

ويتابع الكتاب البريطاني: «منذ ان نجحت قطر في استضافه كاس العالم والشكوك تحيط بها حول الكيفيه التي نجحت بها في تامين الاصوات اللازمه لها لاستضافه المونديال، الا ان المؤكد ان نجاح قطر في استضافه الاحداث الرياضيه العالميه الضخمه، ليس امراً مستمراً او يمكن الرهان عليه، لقد نجحت قطر في الحصول علي حق تنظيم مونديال 2022، الا انها عجزت عن تامين الاصوات اللازمه لتنظيم الالعاب الاولمبيه في 2016، وكذلك الالعاب الاولمبيه في 2020، والمثير ان الملف القطري لم ينجح حتي في الوصول الي قائمه المرشحين النهائيين لاستضافه ذلك الحدث، الامر الذي يعكس تزايد انعدام الثقه بين الهيئات الدوليه حول ما اذا كانت قطر مناسبه من الاساس لاستضافه الاحداث الدوليه الكبري».

ويواصل الكتاب: «جزء من هذه الشكوك يرجع الي المناخ شديد الحراره في قطر، الذي يقترب احياناً من 50 درجه مئويه، كما تم الكشف فيما بعد، عن ان الخطط التي اعلنت عنها قطر خلال الملف الذي عرضته لاستضافه المونديال، وتتضمن اقامه ملاعب مكيفه بالكامل، هي امر ستتم اعاده النظر فيه بعدما ظهر ان تصميمات تلك الملاعب المكيفه مكلفه بشكل يفوق الحد الطبيعي، كما انه لا يمكن استمرارها لوقت طويل بسبب تاثيراتها علي البيئه، وبدا ان الجدل الذي اشتعل بين اجهزه الفيفا المختلفه حول امكانيه تغيير موعد اقامه كاس العالم في قطر من الصيف للشتاء مراعاه للظروف المناخيه، قد تسبب في مزيد من الاساءه لصوره قطر، ووصلت الشكوك الدوليه في مدي اهليه قطر لاستضافه ذلك الحدث العالمي الي اقصاها، عندما وقف رئيس الاتحاد الدولي للفيفا «سيب بلاتر» ليعترف علناً في سبتمبر 2013، ان منح تنظيم كاس العالم 2022 لقطر ربما كان «خطا».

ويتابع الكتاب: «كان من ضمن الاسباب التي جعلت العالم ينظر بعين الشك الي قدره قطر علي تنظيم احداث عالميه، هو صعوبه التنبؤ بما يمكن ان يحدث في المنطقه. ففي منطقه شديده الاضطراب مثل الشرق الاوسط، يصعب توقع تطورات الاحداث السياسيه والامنيه التي يمكن ان تحدث في الفتره التي تفصل ما بين نجاح قطر في الحصول علي حق تنظيم بطوله عالميه، وبين الموعد الفعلي لاقامه تلك البطوله، اي شيء يمكن ان يحدث ما بين التاريخين، كان تتجدد المواجهه مثلاً ما بين دول الخليج وايران، او ان تندلع اضطرابات داخليه في اي دوله من دول مجلس التعاون الخليجي، المثير هنا ان بدايه اضطرابات الربيع العربي، التي اعتبرتها الدوحه فرصه ضخمه لها علي الصعيد السياسي، كان لها تاثير سلبي علي مساعيها لتنظيم الاحداث الدوليه الكبري، وكان السؤال الذي طرحه المجتمع الدولي بعد ان اندلعت الثوره التونسيه عقب اسبوعين فقط من نجاح قطر في الحصول علي حق تنظيم المونديال هو: هل كان من الممكن ان تنجح قطر في الحصول علي حق تنظيم المونديال لو ان التصويت علي استضافته كان «بعد» اندلاع اضطرابات الربيع العربي بشهر او شهرين مثلا؟».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل