المحتوى الرئيسى

تجربة المكي إبراهيم الشعرية في ندوة بالخرطوم

04/05 16:08

ويعتبر محمد المكي احد ابرز شعراء السودان المعاصرين، واحاطت بتجاربه الشعريه الثوريه ظلال من اسئله النقاد ومتابعي مسيرته. وكان قد هاجر الي الولايات المتحده في تسعينيات القرن المنصرم وعاد للخرطوم مطلع سبتمبر/ايلول الماضي.

وقد احدث رجوعه للسودان حراكا ثقافيا امتد حتي مدينه الابيض مسقط راسه، وقد اثار تكريمه من قبل السلطات الرسميه اسئله حول موقف الشاعر السياسي مما يحدث في البلاد، كما تم تكريمه عده مرات من قبل جهات شعبيه ثقافيه احتفت به وبشعره.

ويقول استاذ الفلكلور والنقد بالجامعات السودانيه البروفسور محمد المهدي بشري انه من الصعب تناول تجربه محمد المكي إبراهيم بمعزل عن تيارات الحداثه العربيه، اذ كان احد كبار المساهمين السودانيين في نقل الشعر العربي من التقليديه الي مراتع الحداثه.

واضاف بشري ان المكي ابراهيم مرتبط بتيار فني شعري سوداني يبدا من استاذهم الراحل محمد المهدي المجذوب وجيلي عبد الرحمن ومدرسه الغابه والصحراء والشاعر عبد الله شابو مرورا باجيال كمال الجزولي والراحل عبد الرحيم ابو ذكري والشاعر الراحل صلاح احمد ابراهيم.

واوضح مهدي اهميه قراءه هؤلاء الشعراء وربطهم باستدعاءات التواريخ القديمه لقراءه الحاضر، بمعني ان اعمالهم قد اعادت القصيده العربيه الي تلمس خطي الماضي مرورا بالحاضر وبحثا عن المستقبل، وهذا ما ينتج فضاءات كثيره "نراها واضحه ايضا في قسمات اشعار ودراسات الراحل الدكتور محمد عبد الحي".

وذهب الامين العام لجائزه الطيب صالح العالميه الناقد مجذوب عيدروس الي ان لكل شاعر ملامحه الخاصه وتفرده واضافته، اذ قدم المكي ابراهيم شعرا تمثلت فيه روحه مصحوبه بنكهه المكان الكردفاني، ولكنه من خلال شعره "الاكتوبري" اصبح شاعرا للتمرد والقلق.

وقال عيدروس ان ثوره اكتوبر التي اندلعت عام 1964 قد سبقت ثوره الشباب في العالم عام 1968، وسبقت ربيع براغ والربيع العربي بعقود.

وقال ان ثوره اكتوبر اكدت انعتاق الشعر السوداني من اسر التقليد، وخرجت به من الاتباع الي فضاء الابداع.

وحول محمد المكي ابراهيم وجيله، اوضح عيدروس ان هذا الجيل قد نجح في استخدام الاسطوره لقراءه الواقع، واعاد الروح السودانيه التي حاول الاستعمار قتلها من التراث والتاريخ، كما كان علي تماس مع كل قضايا التحرر في العالم.

من جهه ثانيه، طالب عيدروس باخراج الشعر من السياسه حتي لا تتشابك الدروب وتتصادم المواقف والمبادئ لكي يبقي جوهر الشعر، قائلا "واننا نحلم مع الشاعر المكي ابراهيم، ذات يوم سنذهب الي وطن رائع وزمان جديد".

وفي مداخلته، ذهب عميد الشعراء السودانيين عبد الله شابو الي ان صديقه المكي ابراهيم شاعر سيال ياتيه الشعر سهلا، عفوا، سهوا، وهي مقوله للبروفسور عبد الله الطيب.

وتحدث في الندوه محمد المكي ابراهيم نفسه، ورسم للحضور لوحه ابداعيه لاستاذه الشاعر الراحل محمد المهدي المجذوب. وقال انه كان رجلا جريئا وعلما في تجسيد علاقه الجنوب بالشمال شعرا وحياه.

واضاف ان الاستعمار قد نقل المجذوب لجنوب السودان كعقوبه له، ولكنه حوله الي واحه من الشعر متغنيا به وانسانه.

وحول علاقته بالشاعر الدبلوماسي صلاح احمد ابراهيم، ذهب المكي ابراهيم الي ان الاول كان من ذوي الوجدان العظيم، وكان من شعراء الغابه والصحراء.

واشار الي ان صلاح قد كتب مخلدا المقاتلين السودانيين في ليبيا اثناء الحرب العالميه الثانيه.

وعن علاقه المبدع بالوطن، اشار المكي ابراهيم الي ازدواجيه العلاقه، متسائلا عن موت تطلع المبدع لغد اجمل واسبابه الكامنه وراء ذلك.

اما عن علاقه المبدع بالانظمه الحاكمه، فاكد محمد المكي اهميه تعبير المبدع عن ضيقه بتخلف بلاده وعمله من اجل استعاده دورها في المنظومه الانسانيه الحضاريه، قائلا ان هذا الحديث لا يعبر عن كراهيه لنظام او اتجاه فكري.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل