المحتوى الرئيسى

بالصور - أجمل مومياء في العالم

04/05 15:24

لباب، يقشعر بدنه من الخوف والفزع؛ حيث يجد تماثيلاً عملاقه لاشخاص ينحدرون من اصول المورو، مثل جني مصباح علاء الدين، تنظر اليه نظره مخيفه تنذر بالشر. ويمثل هذا الباب نهايه المدينة العتيقة في باليرمو وكذلك نهايه المنطقه الاثريه التي تُعد محميه ثقافيه. وفي هذه المنطقه الاثريه يجد السياح اشارات مرور ولافتات ارشاديه تهدي طريقهم، كما انهم يجدون معامله طيبه وقدراً من التساهل.

وفي عام 1534 شيَّد الرهبان الكبوشيون ديراً خاصاً بهم علي مساحه كبيره امام ابواب المدينه غربي باليرمو. وفوق مدخل هذا الدير يجد السائح عباره «Ingresso Catacombe» والتي تعني "مدخل سراديب الموتي". ويعد الرجل العجوز الذي يقوم بتحصيل رسوم الدخول هو الانسان الوحيد الحي الذي يجده السائح هنا، وفيما عدا ذلك يقابل السائح امواتاً.

ويتحسس السائح خطواته اثناء نزوله السرداب، ويعبر في طريقه منعطفاً ثم ممراً الي ان تتبدي المومياوات امام عينيه. وحينئذ تتملك السائح دهشه كبيره، حيث لا يري المومياوات ترقد في توابيت تحميها وتحفظها، وانما منتصبه وواقفه في صفوف الي جوار بعضها البعض كما لو كانت جيشاً من الارواح. واجمالاً يضم سرداب الموتي 2000 مومياء مازال معظمها يرتدي ملابس تتنوع ما بين بذلات سوداء وفساتين ذات كرانيش وارديه كهنوتيه وازياء موحده اصبحت رثه وباليه علي مر السنين.

ويقشعر بدن السائح، حينما يكتشف ان الموتي يتواجدون في مراحل تحلل مختلفه؛ حيث لا يري علي ياقات ملابس العديد من الموتي سوي جمجمه ذات محاجر اعين سوداء وانف بارزه علي نحو قليل واسنان ظاهره للعيان، في حين مازالت بعض الرؤوس الاخري تكتسي بجلد بني متجعد تحيط به بضع خصلات من الشعر الاسود. وتجف جثث الموتي اكثر مما تتحلل في ظروف طقس خاصه تتمثل في تيار هواء مستمر وجدران مشيده من حجر التوف المسامي والتي تمتص الرطوبه.

وقد اكتشف الرهبان الكبوشيون هذا التاثير عام 1599، وهو العام الذي تعود اليه اقدم مومياء، الا وهي مومياء الراهب "سيلفسترو دا جوبيو". ومنذ ذلك الحين بدا الرهبان تعليق الموتي علي الحائط ليوجهوا للاحياء تحذيراً مفاده :"ما نحن فيه الان، ستصبحون عليه عما قريب. وما انتم فيه الان، كنا نحن عليه فيما مضي". وبعد فتره من الوقت حظت طريقه التحنيط هذه باعجاب اثرياء باليرمو؛ حيث وجدوا انها تقدم لهم الفرصه لزياره احبائهم الذين فقدوهم في مثواهم الاخير.

وشهدت طريقه التحنيط هذه اقبالاً كبيراً لدرجه دفعت الرهبان الي توسيع نظام السراديب وترك الجثث في باديء الامر مُعلقه فيما يُعرف باسم غرفه التجفيف لمده ثمانيه الي عشره اشهر تقريباً الي ان يتم تخصيص مكان ثابت لها. ويتم تنسيق الموتي بشكل جميل؛ حيث يتم ترتيبهم تبعاً للجنس (رجال ونساء)، والوظيفه (قسيس او معلم). وهذا يعني ان طريقه التحنيط هذه لا تجعل الجميع سواسيه في الموت، وانما تحافظ علي المقام الدنيوي.

وفي القرن التاسع عشر تم حظر تقديس الموتي، غير انه استمر لبضعه عقود بعد ذلك. وفي الوقت الحاضر تعد مومياء الطفله "روزاليا لومباردو" ابنه العامين التي راحت ضحيه لوباء الانفلونزا الاسبانيه عام 1920 ابرز المومياوات في سراديب الموتي. ولحزنه الشديد علي رحيلها كلف والدها الجنرال "ماريو لومباردو" الذي كان يتمتع بقدر من النفوذ انذاك المُحنط الشهير "الفريدو سالافيا" بتحنيط ابنته لتكون معه بجسدها فقط علي الاقل.

وعند التحنيط ابدع الكيميائي وصنع منها "اجمل مومياء في العالم"؛ حيث تحدو الزوار رغبه عارمه في اخراج الفتاه رائعه الجمال التي يزدان شعرها بربطه ورديه اللون من تابوتها الزجاجي واخذها بعيداً عن الهياكل العظميه المخيفه الموجوده في هذا المكان الموحش.

واذا ذهب السائح لزياره سراديب الموتي خلال فتره ما قبل الظهيره في يوم وسط الاسبوع، فقد يكون بمفرده تماماً مع الموتي في هذا المكان الذي يطبق عليه صمت القبور والذي يكسره في بعض الاحيان ضجيج بسيط قادم من عالم الاحياء عبر احد منافذ الهواء.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل