المحتوى الرئيسى

وزير الخارجية الليبي لـ"الأهرام": لولا مصر والسعودية والإمارات لما استطاعت ليبيا مواجهة الإرهاب

04/05 04:54

استضافت الاهرام وزيرالخارجيه الليبي السفير محمد الدايري، لاستعراض وجهة نظر ليبيا في الوضع الراهن ، والسبيل الامثل لحل الازمات المحدقه بدوله الجوار. بدا وزير الخارجية حديثه بالتاكيد علي ان الوضع في ليبيا شديد الصعوبه، في ظل تعرض البلاد في الفتره الاخيره لهجمات قويه من تنظيم داعش، سبقتها هجمات من تنظيم أنصار الشريعة الذي كان ينتشر في بقاع كثيره في الداخل ابرزها مدن مثل درنه وبنغازي وصبراته وسرت منذ عام 2012.

واشار الدايري الي ان ليبيا عانت من فراغ مؤسساتي، و كان هناك اتجاه قوي لدي بعض القوي السياسيه لفرض" فيتو" علي اعاده انشاء الجيش الليبي والشرطه، كما تم التركيز ما بين عامي 2012 و 2014 علي انشاء ما سمي بالدروع واللجان الامنيه ، وهي هياكل موازيه صاحبه القول الفصل في المجال الامني والعسكري علي الارض.

هذا بالاضافه الي وجود قوه سياسيه كانت تفرض نفسها واجندتها السياسيه بالقوه، كما حدث عندما فرض قانون العزل السياسي بالقوه في عام 2013، كذلك ما حدث من اجتياح للمؤتمرالوطني وزياده نسبه الاغتيالات في صفوف المسئولين واقاربهم، واختطاف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان لمده ساعات.

ولعل الاختطاف البدني لم يكن هو الاهم بل ان الاختطاف السياسي كان هو الحدث الابرز، والذي ساد المناخ السياسي و الاجتماعي خلال هذه الفتره، فبعد انتخابات البرلمان عام 2012 علقت وسائل الاعلام علي الامر بان ليبيا اختارت التيار المدني، في الوقت الذي كانت هناك اجندات اخري تعمل في الخفاء، وفشل التيار المدني في فرض سيطرته، وفرضت التشكيلات العسكريه سيطرتها بالقوه.

وبدات ايادي الغدر تعبث بالامن الليبي ، حيث زادت عمليات الاغتيال لتصل الي 600 عمليه من رجال الجيش والشرطه في بنغازي، كذلك انتشرت عمليات اغتيال النشطاء والناشطات الليبيين، وضاق الليبيون ذرعا ، حتي ظهرت عمليه الكرامه بقياده الفريق خليفه حفتر في مايو 2014، واجريت من بعدها الانتخابات البرلمانيه في يونيو 2014 حيث كان الشعب الليبي اكثر وعيا وتعلم من اخطائه السابقه.

ورغم الترنح الذي شهدته ليبيا، الا ان هذه الانتخابات ارسلت رساله واضحه المعالم حيث تم انتخاب 188 نائبا من اصل200 اختار 30 منهم فقط عدم المشاركه في مجلس النواب ،وقبل الاعلان عن نتائج الانتخابات ظهرت قوات فجر ليبيا التي قامت بمهاجمه مطار طرابلس ووصلت الي اماكن سكنيه بجوار ورشفانه.

وهنا قال الدايري ان هناك حقيقه لا يتم الاشاره اليها اعلاميا وهي ان عناصر "فجر ليبيا" صور لهم خلال هذا الهجوم ان ساكني ورشفانه هما اتباع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وتم اتهام الجميع بهذه التهمه، حيث قررت عناصر فجر ليبيا ان هؤلاء سارقو الثوره وعليهم التخلص منهم، ويقول الدايري ان الاسلام السياسي في ليبيا رفض ان يصدق انه خسر المعركه الانتخابيه واصر بعض اعضاء المؤتمر الوطني علي تسليم السلطه في طرابلس مما اضطر البرلمان الي مباشره عمله من مدينه طبرق، وتم اختيار رئيس للجيش الليبي وقتها اللواء عبد الرازق النادوري ، ثم تم اختيار الحكومه الشرعيه للبلاد.

بعد ذلك اعاد المؤتمر الوطني نشاطه بطريقه غير شرعيه وغير قانونيه في طرابلس ، وقام 21 منهم باختيار حكومه جديده "الانقاذ الوطني" وهو ما يعتبر انقلابا علي الشرعيه اعتمادا علي المليشيات المسلحه في طرابلس.

لم يتمكن المجتمع الدولي وقتها من اتخاذ قرار سريع، الا ان مجلس الامن الدولي ادرك خطوره الامر ، واصدر قرارا يدعو الي حل سياسي ويهدد بفرض عقوبات علي من يستهدفون المباني العامه او يعرقلون الحوار، وتم تعيين المبعوث الدولي لدي ليبيا بيرناندينو ليون الذي عقد جلسه للحوار في غدامس ثم قام بجولات بين طبرق وطرابلس افضت الي حوار جينيف في يناير الماضي.

بعدها قامت بعض الدول المهتمه بالشان الليبي مثل الولايات المتحده وبريطانيا وفرنسا بالاضافه الي ايطاليا والمانيا واسبانيا التي اصدرت بيانا في فبراير الماضي جاء فيه انها تثمن موقف مجلس النواب - المنتهيه ولايته –علي مشاركته في الحوار وطالبته بالانخراط والقيام بدور ايجابي في العمليه السياسيه حيث اكدوا دعمهم للحوار ، الا ان بعضهم كان مترددا في هذا الشان وهم ممثلو تيار الاسلام السياسي وعلي راسهم جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، بينما اختار ممثلو مصراته وفجر ليبيا الانخراط في الحوار وطالبوا " المؤتمر " باللحاق بالركب.

طلب المؤتمرالوطني بعد ذلك اجراء حوار داخل ليبيا وتم ذلك بالفعل في "غدامس " ، كما يتم الان عقد حوار بين الاطراف الليبيه في " الصخيرات " في المغرب، حيث تم التركيز علي معايير الوفاق الوطني والترتيبات الامنيه لانجاح الحكومه، كما عقد اجتماع اخر في الجزائر بين مكونات سياسيه في اطار الحوار الذي تقوده الامم المتحده،كما تم عقد لقاء بين الجانبين المصري والجزائري في هذا الشان.

واختتم الدايري كلمته بالقول " ان امن ليبيا من امن مصر والعكس"، واكبردليل هو ما حدث بعد مقتل 21 مصريا علي يد داعش ورد الجيش المصري الانتقامي، الا ان داعش قامت بعد ذلك باغتيال 40 ليبيا وخلفت هجمات التنظيم 120 جريحا في حادث القبه انتقاما من ضربات الجيش المصري، ولم يندد المؤتمر الوطني الليبي او يقوم بواجب العزاء الا بعد 24 ساعه من الحادث " ومعروف السبب "، مضيفا ان الخطر الذي يمثله داعش وباقي المنظمات الليبيه يتهدد ليبيا ودول الجوار واوروبا.

> وماذا عن الدور المصري في حل الازمه؟

لقد طلبنا من مجلس الوزراء العرب للمره الثانيه رفع القيود عن تسليح الجيش الليبي ، وذهبنا بمشروع قرار مع مصر تقدمت به الاردن الي مجلس الامن بهذا الشان، معظم الدول العربيه وافقت علي قرار التسليح باستثناء قطر التي تحفظت، والجزائر التي كان لها عده تساؤلات.

الحكومه الحاليه تتمتع بالصبر نظرا لتاكدها من خيوط المؤامره التي تحاك علي الوطن ولكن " للصبر حدود"، ننتظر تفعيل نداء الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاص بانشاء قوه عربيه مشتركه لمكافحه الارهاب.

> هل يمكن ان يكون الحل عسكريا يتبعه حل سياسي؟

نحن في ليبيا نتمسك بالحل السياسي كذلك الحال بالنسبه للقياده المصريه، فمصر لا تؤيد الحل العسكري في ليبيا ، لانه سيؤدي الي حرب اهليه طويله كما حدث في سوريا، لان الخصم لن يمكنك من الانتصار العسكري كما ان الشعب الليبي يلفظ الخيارات المتطرفه وسيثبت ذلك في الانتخابات القادمه من خلال التصويت.

> ما هي حقيقه الدور المصري في الازمه؟

دور مصر مساند للشرعيه، ومساند في معركتنا ضد الارهاب ولقد بعثت مصر بسفيرها في ليبيا لمتابعه الحوار الليبي في جينيف والمغرب ، وبدون مصر والمملكه العربيه السعوديه و الامارات لن تستطيع ليبيا الوقوف امام الارهاب.

> ماذا عن اقامه اكثر من حوار ليبي في المغرب والجزائر؟

المبعوث الدولي يحاول اشراك اكبر قدر ممكن من المكونات الليبيه في الحوار للتوصل الي وفاق وطني فموافقه الطرفين امر غير كافي اما مشاركه اطراف سياسيه اكثر فهو امر اكثر نفعا وضروره.

> هل ستقبلون بمشاركه الاخوان في الحكومه؟

معايير اختيار الحكومه تم الاتفاق عليها وياتي علي راسها الا تضم حكومه الوفاق اعضاء من المشاركين في جلسات الحوار او اعضاء من المؤتمر الوطني المنتهيه ولايته او اعضاء من مجلس النواب او الاحزاب بل حكومه تكنوقراط.

> هل تعيين الفريق خليفه حفتر قائدا للجيش يثير مشكلات داخل الحوار؟ وهل سيتم تنحيته في حاله التوصل الي اتفاق؟

هناك حقيقه ناصعه ان الفريق حفتر قام بمجهود جبار، ويجب الاعتراف بجميله وبما نفذه مع جنود وضباط من الجيش الليبي، عندما قاموا بعمليه الكرامه، الحديث عن تنحيته تجني علي واقع ورغبه الشعب الليبي، انا اري مكونات قبليه ونشطاء سياسيين وماركسيين مع عمليه الكرامه لانهم تعرضوا لاغتيالات ، فالخطر يهدد الجميع، وبالتالي نحن نقف وراء الجيش الليبي، وقيادته.، الفريق حفتر يتمتع بشعبيه كبيره، فهو من وقف ضد الارهاب في بنغازي ودرنه،ولا يروق له ما يحدث في طرابلس من سيطره مليشيات عسكريه عليها، حفتر خط احمر ومن يريد محاربه الارهاب فليات مع " حفتر".

> هل يمكن الاستغناء عن احد البرلمانين؟ وما هي متطلبات نجاح الحوار الليبي؟ وهل ستتم التوافق الدولي عليه؟

وزير الخارجيه الليبي محمد الدايري : الي الان مازال المجتمع الدولي متمسكا بشرعيه مجلس النواب في طبرق ، حتي ان الانتقادات التي وجهت لبريطانيا بخصوص وجود ممثليها في تونس ، لقد اكد لنا سفيرها في ليبيا انه لاسباب سياسيه وليست امنيه، مؤكدا ان بلاده لن تعترف بالمؤتمر الوطني ، كما قدم خصومنا السياسيون – كما احب ان اصفهم – طرحا علي هامش مؤتمر الحوار في المغرب يتمثل في مشروع مجلس رئاسي يراقب الحكومه يشكل من 6 اعضاء من الجانبين، واستاء المبعوث الدولي من هذا الطرح لانه يتم خارج نطاق الحوار،والحقيقه ان ليبيا لن تترك بفراغ دستوري او مؤسساتي.

وهنا لابد ان اؤكد ان هناك تخوف من قبل اعضاء البرلمان الليبي المنتخب بعد حادث القبه حيث راوا ان هناك مؤامره تعد وتم وقف الحوار وتم استئنافه مره اخري.

واريد ان اشير الي ان الشرعيه كانت متهمه وللاسف لدينا قصور اعلامي كبير ، فهناك حوادث ارتكبها داعش مثل الهجوم علي مجلس النوب اثناء وجود 90 نائبا بداخله ولم يسلط الاعلام الليبي او العربي الاضواء عليه، كذلك الحال مع عمليه الشروق التي شاركت فيها عناصرانصار الشريعه، وكتيبه الفاروق والتي استهدفت الحقول النفطيه علي عكس ما حدث في" القبه "، وعلي الرغم من ذلك مازال البرلمان الليبي يعلن تمسكه بالحل السلمي والسياسي، وهنا يجب ان نشير الي ان هناك عاملا اخر يدفعنا نحو هذا الحل وهو ان تسليح الجيش الليبي اصبح مرهونا بعقد هذا الحوار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل