المحتوى الرئيسى

عن سب البرغوث ولعاب الكلب.. أغرب فتاوى كتب التراث

04/04 11:32

ترددت عبر التاريخ الاسلامي بعض الفتاوي الفقهيه الغريبه والصادمه في كتب التراث، حتي دعت الحاجه الي كتابه مؤلفات ودراسات عده لرصدها وبيان مدي صحتها.

"دوت مصر" يعرض بعضا منها، من اجل كشف الجوانب المجهوله للكتب التراثيه، التي تستند عليها بعض الفتاوي حتي عصرنا الحديث.

تقتضي المساله ان نبدا بالكتابين الرئيسيين اللذين اجتمع المسلمون تقريبا علي صحه ما ورد فيهما، ويقول يحيى بن شرف النووي "اجمعت الامه علي صحه هذين الكتابين ووجوب العمل باحاديثهما".

في (البخاري كتاب الطب /58)، نجد الحديث الشهير "حدثنا قتيبه حدثنا اسماعيل بن جعفر عن عتبه بن مسلم مولي بني تيم عن عبيد بن حنين مولي بني زريق عن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: اذا وقع الذباب في اناء احدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فان في احد جناحيه شفاء وفي الاخر داء".

وهو الحديث الذي انكره الكثير من المفكرين والعلماء، منهم علي سبيل المثال الدكتور محمد توفيق صدقي، الذي نفي صحته في مجله "المنار"، ورشيد رضا في نفس المجله، قائلا "حديث الذباب غريب عن الراي والتشريع جميعا، ولم نر احدا من المسلمين، ولم نقرا عن احد منهم العمل بهذا الحديث، وانني اعلم ان ذلك المسلم الغيور لم يطعن في صحه هذا الحديث الا لعلمه بان تصحيحه من المطاعن التي تنفر الناس من الاسلام، وتكون سببا لرده بعض ضعفاء الايمان".

كما ورد في الاحاديث ايضا ان النبي كان قد نهي عن سب البرغوث، حيث انه ايقظ نبيا من الانبياء لصلاه الفجر، "روي الامام احمد، والبخاري في الادب المفرد، والبزار والطبراني في الدعاء، والبيهقي في شعب الايمان عن انس رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم سمع رجلا يسب برغوثا فقال: لا تسبه، فانه ايقظ نبيا من الانبياء لصلاه الفجر".

هو احد اهم كتب الحديث النبوي عند المسلمين، واستندت الي احد احاديثه الفتوي الشهيره الخاصه بـ"ارضاع الكبير"، التي ظهرت منذ اعوام، مستنده الي ما ورد فيه من انه "عن عائشه قالت: جاءت سهله بنت سهيل الي النبي صلي الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، اني اري في وجه ابي حذيفه من دخول سالم وهو حليفه، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ارضعيه، قالت: وكيف ارضعه وهو رجل كبير، فتبسم رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: قد علمت انه رجل كبير - زاد عمرو في حديثه وكان قد شهد بدرا- وفي روايه بن ابي عمر: فضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم". (مسلم: الرضاع، رضاعه الكبير). 

اثارت الفتوي جدلا واسعا، واصابت الكثيرين بالصدمه من وجود مثل هذه الاحاديث في كتب التراث، وهو الموقف الذي يدفع البعض الي رفض مثل هذه الاحاديث برمتها، ويدفع الاخرين الي تبريرها والبحث عن مخارج منطقيه لمعضله غرابتها.

رغم  الهجوم علي من يقدم بهذا الفعل اليوم، رد الامامان ابوحنيفه ومالك، الكثير من الاحاديث، فالامام مالك رد بشكل قاطع حديث غسل الاناء من ولوغ الكلب سبعا (البخاري كتاب الوضوء ومسلم كتاب الطهاره)، قائلا "يؤكل صيده فكيف يكره لعابه؟". ولكن علي الجانب الاخر، كره الامام مالك معانقه القادم من سفر، وقال انها "بدعه".

اما الامام ابوحنيفه وهو اشهر المخالفين، فرد بعنف وحده بعض الاحاديث، بل ووصف حديث "رضخ راس اليهودي بين حجرين" الموجود في صحيح البخاري في 6 مواضع وصحيح مسلم في كتاب القسامه والمحاربين، بانه "هذيان"!

من ذلك ايضا الاقاويل عن لطم موسي عين ملك الموت وفقئها لانه يرفض الموت، وهو من اغرب ما قيل استنادا الي كتب التراث، وتحديدا في (البخاري كتاب الجنائز /69)، وهو ما رفضه الشيخ الغزالي في كتاب، "السنه النبويه بين اهل الفقه واهل الحديث"، بمبرر ان الحديث صحيح السند، لكن متنه يثير الريبه.

اما ابن حزم، فقرانا عنه الكثير ، فعلي سبيل المثال، قال النووي علي لسانه في المجموع (1/ 119)، "ويجوز لغيره لانه ليس بنجس عنده ولو بال في اناء ثم صبه في ماء او بال في شط نهر ثم جري البول الي النهر، قال يجوز ان يتوضا هو منه لانه ما بال فيه بل في غيره، قال ولو تغوط في ماء جار جاز ان يتوضا منه لانه تغوط ولم يبل".

ذهب ابن حزم الظاهري الي التفريق بين ان يبول مباشره وبين ان يبول في الاناء ثم يلقي بوله في الماء، قال لانه لم يبل في الماء وانما بال في الاناء، وذلك في مساله "كَرَاهِيَهِ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ"، وهو ما استنكره الكثيرون بسبب اهداره للعله الشرعيه المفهومه من النصوص، والشرع يقصد المعاني كما يقصد الالفاظ.

وكذلك لابن حزم، كتاب (المحلي / ج11 / ص250 و 251 / ط دار الفكر بتحقيق احمد شاكر)، ورد فيه "ان ابا حنيفه لم ير الزنا الا مطارفه، اما لو كان فيه عطاء واستئجار فليس زنا ولا حد فيه، وقال ابو يوسف ومحمد بن الحسن وابو ثور واصحابنا وسائر الناس هو زنا وفيه الحد، وعلي هذا لا يشاء زان ولا زانيه ان يزنيا علانيه الا فعلا وهما في امن من الحد بان يعطيها درهما يستاجرها به، ثم علموهم الحيله في وطء الامهات والبنات بان يعقدوا معهن نكاحا ثم يطاونهن علانيه امنين من الحدود".

وهو ما يربط كبيره الزنا بالمال، اما اذا كان مجانا فهو ليس بزنا. كما يحتوي الكتاب علي غيرها الكثير من الفتاوي الغريبه التي لا توجب الحد علي الاستمناء، ونكاح المحارم، والزنا بالخادمه.

"الغثاء الاحوي في لم طرائف وغرائب الفتوي"

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل