المحتوى الرئيسى

مثل إيكاروس: أحمد خالد توفيق يحتاج أن يحلق للأعلى دون أن ينظر وراءه!

04/03 15:35

روايه "مثل ايكاروس" للاديب الدكتور أحمد خالد توفيق والصادره مؤخرا عن دار الشروق.. مثلت بالنسبه لي (كمحب ومتابع لـ د. احمد وكتاباته) خيبه امل لا مثيل لها! وساقوم في السطور القادمه بعرض سريع لاحداث الروايه، ثم سابين بالتفصيل اسباب ذلك الاحباط الذي اصابني.

الروايه التي تقع في 333 صفحه من القطع المتوسط، ويمكن اعتبارها مزيجا من التراجيديا والخيال العلمي، تتحدث عن "محمود" الشاب غريب الاطوار الذي يستطيع الاتصال بما يسمي "السجلات الاكاشيه"، وهي عباره عن مكتبه خفيه مزعومه تحتوي ملفات تسجل كل شئ حدث او سيحدث في الكون.. يمكن لمحمود بقدرات ذهنيه خارقه ان يخترق الحواجز الميتافيزيقيه التي تفصلنا نحن البشر العاديين عن الوصول لمثل هذه المكتبه والتجول فيها والاطلاع علي تفاصيل اي شئ قد مضي او تفاصيل اي شئ في طريقه للحدوث في المستقبل.

محمود الذي قضي طفوله انطوائيه ومعذبه ينغلق علي نفسه شرنقه لا يفعل سوي ان يلتهم مئات الكتب ويتعلم اللغه الانجليزيه، ويلتهم مئات الكتب الاخري المكتوبه بالانجليزيه.. يتخرج من كليه الحقوق.. ويتزوج تحت ضغط الاهل من "سلوي" المحاميه الجميله الناجحه.. ومع استمرار غرابه اطوار محمود وصمته الطويل وانغلاقه في عالم الكتب، وبناء المزيد من الجدران بينه وبين الخارج، لا يمكننا تخيل شكل العلاقه التي تجمعه مع زوجته ولا كيفيه التواصل بينهما. كل ما نعرفه ان سلوي تفاجا بان محمود يتنبا باشياء، وان تلك الاشياء تحدث بالفعل. وتبدا تغيرات تظهر علي ملامحه. يغزو اللون الابيض شعره، وتبدا خيوط مخاطيه غريبه تنغزل حول تلافيف وجهه، وكانه يدخل شرنقه -او يخرج منها- وكانه يتحول من طور الي اخر.. ثم تصدم بانه يحاول الانتحار مره بعد اخري.

يتم ايداع محمود مصحه نفسيه ويشرف عليه احد الاطباء. وتستمر النبوئات في الانهمار من "السجلات الاكاشيه" عبر محمود. تتقاطع مسارات عده قصص اخري مع مسار قصه محمود المسكين.. فبدايه من اجهزه الدوله الامنيه -التي يحكمها ديكتاتور عسكري، في زمن الروايه التي تقع احداثها في العام 2020- والتي تبحث عن محمود ليستطيع التنبؤ باي محاولات محتمله لاغتيال للقائد المفدي. ومرورا باجهزه حكوميه اخري في الولايات المتحده الامريكيه المهتمه بوضع تخيل لسيناريوهات مستقبليه كارثيه قد تواجه امريكا –مثل سيناريو 11 سبتمبر- وتريد ايضا الاستعانه بمحمود. وانتهاء بعالم امريكي اخري مهتم بنظريه التطور، ويحاول استشراف كيف سيبدو البشر بعد عده ملايين من السنين؟ وما الطفرات التي ستحدث لهم!

وعبر تلك التقاطعات.. نجد محمود وقد اعتقلته الاجهزه الامنيه وقامت بتعذيبه من اجل امدادها بالمزيد من النبوءات. ونجده يفر من الجحيم المصري الي الولايات المتحده ويلجا لجبل منعزل في ولايه كاليفورنيا، ويذيع صيته وسط المعذبين واصحاب الاسئله وسماسره البورصه ولكل من له حاجه في استقراء المستقبل، ويصبح كهفه قبله لكل اولئك.. يزداد شعره شيبا، وتزداد الخيوط العنكبوتيه ظهورا حول ثنايا وجهه..

يري محمود كل شئ تقريبا.. يعرف من قتل كينيدي ومن اغتال السادات، وما هي تفاصيل عمليه 9/11.. ويعرف كيف ستتحرك اسهم شركه ما علي البورصه.. واذا ما كان علي زوجين ان ينفصلا ام يظلا معا.. يعرف كيف سيتطور الانسان؟ وما هي الكائنات البدائيه التي ستحكم العالم بعد ملايين السنين والتي ستتخذ من الانسان فريسه لها!

ومثل ايكاروس في الميثولوجيا اليونانيه الذي ينتشي بقدرته علي الطيران عبر جناحي الريش الملتصقان الي جسده بالشمع، ولا يلقي بالا لتحذيرات ابيه، ولا يستطع مقاومه اغراء الارتقاء والارتفاع ناحيه الشمس، حتي تذيب الشمس الشمع فيهوي من حالق.. "مثل ايكاروس" يقترب محمود من الحقيقه اكثر من اللازم فلا يحتمل.. يذوب جناحاه، ويحترق!

قسوه الحقيقه وفشله في التعامل مع فكره الانتحار يجعلانه يقرر القيام باكثر الامور قسوه. يقوم بقطع لسانه حتي لا يتحدث اكثر من ذلك، ويهشم يديه حتي لا يضطره احدا للكتابه. يضع محمود مصيره بنفسه لكن الفصل الاخير لم يكتب بعد.

يهرب محمود من قبضه الاجهزه الامنيه الامريكيه ويعود الي مصر بطريقه غامضه. ثم تجمعه لقاءات بطبيبه النفسي السابق. وبالوقت يستطيع محمود ان يستخدم قدميه في الكتابه. ويجد الطبيب نفسه امام سيل عارم من نبوءات المستقبل. يُصدم الطبيب عندما يخبره محمود بمستقبله التعيس ويتمني لو لم يكن قد ازيح عنه الغطاء وراه. فقط ذلك الطبيب النفسي يدرك ان معرفه المستقبل هو امر بالغ البشاعه، يقتل في الناس الامل ولهفه انتظار الغد.. يجعلهم يفقدون الايمان بقدرتهم علي الاختيار بعدما يكتشفون انهم مجبرون علي السير لمصائر محتومه سلفا.. ماذا سيفعل العلماء عندما يدركون ان الصراصير هي التي ستحكمنا في المستقبل.. وماذا سيفعل البشر عندما يدركون انهم سينهون حضارتهم بقنابل متطوره شديده الدمار! يقرر الطبيب ان يقتل محمود ويسكت نبواءته للابد.. هكذا استكمل محمود احتراقه مثل ايكاروس.

القصه مكتوبه بنفس الطريقه النمطيه المتبعه في معظم قصص الدكتور احمد خالد توفيق.. لا وجود لدراما حقيقه.. وخط طويل متصل من الصراع.. قصص مبتسره هنا وهناك تحاول تقديم فكره فلسفيه معينه (في حالتنا فكره مواجهه الانسان لمصيره البائس والتساؤل حول طبيعه هذا المصير).. البطل دائما هو الفكره، اما باقي الشخصيات فلا يبذل فيهم د. احمد الجهد الكافي لينحت لهم اشكالا مميزه.. تجد معظمهم يتكلم بنفس الطريقه المتفلسفه.. معظمهم واسعي الاطلاع يستعرضون معلوماتهم الغزيره طوال الوقت بسبب وبدون.. ويقومون بالاستشهاد بكتاب وروائيين وافلام اجنبيه وكلمات من اغاني.. وكانهم نفس الشخص ولكن باسماء مختلفه.

ربما لان د. احمد حديث التجربه مع الروايه الطويله (له تجربتين فقط، يوتوبيا الصادره عن دار ميريت في 2008، والسنجه الصادره عن مؤسسه قطر للنشر في 2012) ومعظم كتاباته القصصيه داخل مجال سلاسل الجيب.. مشكله سلسله الجيب انها تعتمد علي شخصيه رئيسيه، تنحت معالمها ببطء عبر اعداد طويله من السلسله، بينما تمر باقي الشخصيات حوله بشكل عابر وتختلف من عدد لاخر، فلا يكون هناك مجال -عبر صفحات العدد المحدوده, متوسط العدد 50 صفحه فقط (الصفحه القياسيه 250 كلمه)- في التعمق في رسم الشخصيات ومزاجها وطريقه حديثها وتفاعلها مع البطل وباقي الاحداث. كما ان شخصيات سلاسل د. احمد الثانويه معروفه سلفا، فهم ابطال روايات عالميه اخري (كما في حاله فانتازيا)، او من ابطال اساطير وحكايات رعب معروفه (كما في حاله ما وراء الطبيعه).. وهكذا! (ولذلك طالما اعجبت بمقالات د. احمد السياسيه لانه يجد نفسه مجبرا للتفاعل مع احداث وشخصيات حقيقيه ليس عليه تخيلها، وبالتالي تنهمر من مخيلته الافكار والرؤي والحكمه البالغه بسهوله اكبر.. وياللسخريه حين يصير الواقع مثيرا للابداع اكثر من الخيال!)

فكره الروايه في حد ذاتها شيقه وتثير العشرات من الاسئله التي يمكن للروايه والشخصيات ان تتناولها بعمق اكبر.. صحيح ان فكره مصدر المعرفه الازلي الذي يحاول البطل التواصل معه لمعرفه مصيره قد تم تناولها في اعمال ادبيه وسينمائيه مختلفه (قد يكون اخرها فيلم Interstellar والذي يمتلك فيه البطل القدره علي الاطلاع علي اي حدث في الماضي او المستقبل عبر اله مستقبليه عجيبه اشبه فعلا بحجرات مكتبه يستطيع التنقل فيها ليتنقل في المكان والزمان). وحتي في تناول الكتب السماويه المقدسه التي يحاول تيار من العلماء استنباط احداث المستقبل عبر اكواد خفيه يزعمون انها موجوده بداخلها؛ الا ان ذلك لا ينفي انه كانت لدي د. احمد الفرصه ليغوص اكبر في ماهيه تلك السجلات الغريبه.. كيف بدات ونشات؟ ومن الذي جعلها تظهر للوجود؟ وما هي اسباب وجودها اصلا؟ وكيف يتماشي وجودها مع فكره الاختيار لدي البشر؟ هل نحن مسيرون لمصائر مكتوبه سلفا بالفعل؟ وكيف يتماشي ذلك مع فكره وجود اله ووجود رسالات واختبار بعد الموت.. الخ؟ كيف امكن لمحمود الاتصال بتلك السجلات؟ هل هناك من اتصل بها قبله؟ وماذا فعل بها؟ وكيف كانت رده الفعل من المجتمعات المحيطه باولئك؟ كيف ستكون الصدمه علي المجتمعات الواسعه اذا ما ادركت وجود مثل تلك السجلات وما بداخلها من وصف تفصيلي لمصائر البشريه المحتومه في المستقبل؟

لا يتناول د. احمد ايا من ذلك بالعمق الكافي ويدور في فلك فكره "السجلات" الغامضه التي اسرت كيانه. وبالمناسبه قمت بالبحث علي الانترنت حول الـ Akashic Records ووجدت ان مفهوما غامضا يتحدث فيه اشخاص من انصاف المتكلمين ومدعي العلم واشباه المشعوذين، وانه لا يمت للعلم التجريبي او النظري ولا للفلسلفه الجاده بصله.. بالضبط مثل مفهوم "قانون الجذب" والذي اثار موجه واسعه من ردود الفعل بعد صدور كتاب وفيلم The Secret ، والذي لا اراه الا محاوله سخيفه واستهلاكيه لتفسير امر علمي جاد لا مكان للتعامل معه الا في مختبرات الجامعات ومراكز الابحاث المحترمه.

يستخدم د. احمد نفس التقنيات التي اعتدنا عليها في السلاسل.. تكرار جمله محوريه كل بضعه صفحات.. في "مثل ايكاروس" استخدم جمله مثل "يبحث بين الارفف عن المزيد.. اكاشا.. اكاشا.." والتي تكررت كثيرا في الروايه بدون فائده فنيه واضحه في معظم مواضع تكرارها.. مما يبعث كثيرا علي الملل.

واستخدام مصطلحات غريبه غامضه مثل "اكاشا" و"الليموري" دون ان يوازي هذا الاستخدام المحدود والسهل، غموض حقيقي في مسار القصه واحداثها. يحرق د. احمد نهايه القصه والعديد من احداثها منذ الصفحه الاولي، فنعلم ان البطل سيصل لذروه معرفه الحقيقه، ثم سيموت، وبذلك فقدت القصه نصف تشويقها.. وبقي النصف الاخر المتمثل في "كيف سيعرف الحقيقه؟ وكيف سيموت؟". وحتي ذلك الجزء، تم تناوله بالكثير من النمطيه والاختزال!

ايضا.. الاستعانه بترجمه طويله لاغنيه امريكيه كلاسيكيه ما. تتكرر من حين لاخر ايضا لاحداث تاثير حميمي ما! تقنيه يستخدمها د. احمد كثيرا في قصصه، ولا اجد داعيا لاستخدامها مره اخري في "مثل ايكاروس"!

ايضا.. نفس قصص الحب نصف المستحيله، ونصف المعذبه، ونصف المكتمله.. التي نجدها بين د. رفعت اسماعيل وماجي.. وبين د. علاء عبد العظيم وبرنادت.. وبين عبير وشريف.. الخ.. نجدها هنا بين الطبيب النفسي وبين زوجه محمود.. وبين استاذ جامعي وطالبه فاتنه.. الخ! هناك لعنه غير واعيه تطاردنا جميعا بسبب عدم الارتواء العاطفي والجنسي الذي يعاني منه اغلبنا –وهي خاصيه طبيعيه لمجتمعنا المحافظ، اعترفنا ام لم نعترف- لكنها تظهر في كتابات د. احمد بشكل مستفز!

لغه العمل تقليديه للغايه ليس فيها اي محاوله للتجديد.. لا تقارن بلغه علاء الاسواني السينمائيه الرشيقه، ولا لغه يوسف زيدان التراثيه الراسخه، ولا بلغه المخزنجي الرهيفه المليئه بالتجريب، ولا لغه المنسي قنديل الموسيقيه الجياشه، ولا لغه ربيع الجابر او انعام كجه جي العصريه البليغه، ولا حتي لغه أحمد مراد الطازجه. (واغلب هؤلاء بداوا كتابه الادب اصلا بعد د. احمد).

الحقيقه انا حائر للغايه.. هذا رجل يمتلك موهبه ادبيه فذه -كلنا شعرنا بها منذ ان قرانا اول حرف كتبه- لكنه يخشي ان يستخرجها كامله من اعماقه ويكتب بها عملا روائيا فريدا.. لماذا؟؟ لا اعرف..

لكني اظن ان هذا الرجل قرر ان يسجن نفسه في محيط بالغ الانغلاق، ربما كان هذا ما ساهم في تقييد موهبته. نفي نفسه اختياريا في طنطا (بعيدا عن رحابه وحريه التجوال والتجربه.. د. المخزنجي قال لي يوما ان "نجيب محفوظ" قد "عربد" يسارا ويمينا حتي يصل لمثل هذا العمق في تجربته).. وفي مهنته (التي لا يزال يمارسها الي الان مقتطعه من وقته وصفاء ذهنه واهتمامه).. وفي شكل اجتماعي محافظ (تظهر طبيعه د. احمد المحافظه للغايه في اعماله واسلوب حديثه في الندوات علي الرغم من ان لسانه يخونه في بعض الاحيان بما يجيش في عقله وقلبه.. اقرا علي سبيل المثال ما اعترف به لسوزان شاندا في كتابها "ادب التمرد" بانه "لا ادري" Agnostic- ص 178-!!*.. واشك انه قادر علي الاعتراف بنفس الشيء لقرائه بهذه السهوله، واعتقد انه لم يكن ليتوقع ان يتم ترجمه كتاب شاندا من الالمانيه للعربيه اصلا!).. وتحت سيطره هيام مبالغ فيه بالثقافه الامريكيه (راقب هوسه بالاقتطاف من افلام امريكيه، وروايات امريكيه، واغنيات امريكيه، ونمط الحياه الامريكيه.. الخ)!

هذا رجل مازوم ويحتاج لان يتحرر..

يحطم كل الحواجز.. ويخرج للهواء النقي.. ويراجع تجربته الذاتيه من جديد..

لن اكرر كلاما محفوظا حول فضل د. احمد خالد توفيق ود. نبيل فاروق علي قطاع واسع من ابناء جيلنا.. هما من علمانا القراءه.. وهما من علمانا الكتابه.. ومعظمنا بدا الكتابه باسلوب احدهما قبل ان ينضج له اسلوبه الخاص..

بعد ثلاثين او اربعين سنه من الان لن يتذكر احد د. احمد خالد توفيق بسلاسل قصصه القصيره.. لن تجد جيلنا -والذي سيكون قد هرم ساعتها- يضع صفوف تلك القصص في مكتبته، ويسعي لان يورثها لاحفاده..

لن تتذكر الاجيال القادمه د. احمد الا بروايات عبقريه خالده عليه ان يشرع في كتابتها ان اراد يترك بصمه حقيقيه في عالم الادب فعلا..

"مثل ايكاروس" ليست احداها بكل تاكيد.. الروايه مكتوبه بشكل اشبه بـ "سلق البيض", لكي تلحق بـ "معرض الكتاب".. او بشيء من هذا القبيل! واري انها تمثل اهانه كبيره لجمهور د. احمد!

الغريب ان د. احمد يشكر في مقدمته ثلاثه اشخاص (احمد مراد، د. ايمن الجندي، د. رائف وصفي) لجهدهم في مراجعه العمل وتقديم النصح.. ولا اعلم اي مراجعه او نصح قاموا بتقديمه!! والا فان المعني الوحيد ان المخطوطه الاوليه كانت اشد سوءا من الكتاب المنشور!

لم يجذبني في الروايه سوي اسمها الانيق للغايه (و د. احمد بارع ومبدع في اختيار اسماء اعماله) والرسم العبقري علي الغلاف للفنانه التشكيليه الجميله/شيماء عزيز. والذي لم يرق للفنان/ وليد طاهر (مصمم الغلاف) ان يضع الرسم مكتملا، وقرر ان يقوم بقصه دون رحمه من اعلي واسفل (بدون سبب فني واضح). وان يضع عنوان الروايه بخط (فونط) تقليدي للغايه دون ان يكلف نفسه بكتابه العنوان بريشته الجميله مثلما امتعنا من قبل بصريا عبر اغلفه عبقريه لاعمال مثل "الم خفيف كريشه طائر تنتقل بهدوء من مكان لاخر" و "حبه هوا" و "سبع ارواح" و "اثر النبي"!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل