المحتوى الرئيسى

القَسَم | المصري اليوم

04/02 06:20

عند تشكيل وزاره جديده وقبل بدء الوزراء في مباشره عملهم لابد ان يقوموا اولاً باداء اليمين امام رئيس الجمهورية، ومثلهم الساده المحافظون ينبغي ايضاً ان يسبق تسلمهم مهام اعمالهم حلف اليمين. ليس هؤلاء فقط الذين يحلفون بالله قبل بدء العمل وانما القضاه ورجال النيابه، فضلاً عن الاطباء الذين لا يصير الواحد منهم مؤهلاً للكشف علي المرضي الا اذا اقسم قسم ابقراط. وقبل هؤلاء جميعاً يقوم رئيس الجمهوريه باداء اليمين امام مجلس الشعب او المحكمة الدستورية حسب الظروف.

كل هذا معلوم ونفهمه جميعاً، لكن ما لا نفهمه هو لماذا لا يردع القسم الكثيرين ممن اقسموا بالله عن الحنث باليمين؟ حياتنا مليئه برؤساء جمهوريات اقسموا علي رعايه مصالح الشعب والنتيجه هي ما نراه: مشاكل وازمات لا اول لها ولا اخر. هل هذا شعب اخلص من يحكمونه للقسم الذي اقسموه بكل الخشوع والامتثال الذي رايناه علي الشاشه؟ كم وزير وكم محافظ من المئات الذين تولوا المسؤوليه في السنوات الثلاثين الاخيره لم يَخُن شعب مصر؟ كم واحد منهم لم يمد يده الي المال العام ولم يلهط ما وصلت اليه يداه من مال المصريين؟ هل يعرف احد من الساده القراء مسؤولاً اصابه المرض فعالج نفسه علي حسابه الخاص ومن حر ماله، ام انهم يهرعون الي الخارج اذا ما ظهرت فسفوسه تحتاج الي مرهم في اصبع اي نطع منهم؟

ان الحكمه من القسم هي اقامه الحجه امام الناس، فيشهدون علي ان هذا الشخص لن يستطيع التحلل من القسم، والا فقد الشرف والاعتبار. ليس القسم اذن مجرد اجراء بروتوكولي وانما هو عهد وميثاق لابد ان يُحترم والا تقوَّض بنيان الدوله. ان المحكمه عندما تستدعي احد الشهود لا تجعله يعتلي المنصه ويروي ما شاهده قبل ان يقسم بالله ان يقول الحق.. لماذا تفعل المحكمه ذلك علي الرغم من ان الكذب بدون قسم يشكل جريمه ترمي بصاحبها في السجن؟ انها تفعل ذلك لان جريمه الكذب تحت القسم هي اعظم خطراً مما عداها، ولان عتاوله المجرمين لا يجسرون- الا نادراً- علي الكذب تحت القسم، وذلك لما للقسم من رهبه تزلزل النفوس، ذلك ان البشر جميعاً، الاسوياء منهم والجانحون، يفهمون انك عندما تقول: والله العظيم اشهد بالحق، فانك تستدعي روح الله الي المكان فيصير الكذب بعدها كبيره الكبائر.

وربما لاجل هذا فان الرئيس المعزول محمد مرسي قد اضاف الي القسم الذي اقسمه امامه رئيس المخابرات العامه فقره تتحدث عن الولاء لرئيس الجمهوريه وليس فقط للوطن!. لقد اضافها مرسي وهو يتصور انها ستكون حصن الامان الذي يحمي كرسيه.. ولعله يضحك الان من سذاجته وهو يكتشف ان الاخلاص للثوره ومبادئها كان من الممكن ان يحمي كرسيه بدلاً من التحايل والالتفاف والاحتماء بالقسم وسط بيئه لا تشجع علي الوفاء بالوعد ولا تدعم الالتزام بالقسم ولا تحاسب علي الحنث باليمين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل