المحتوى الرئيسى

"عباس": "الإخوان" معجبون بما يفعله الحوثيون فى اليمن

04/01 09:39

اكد محمد عباس، الباحث في الشئون الايرانيه بمركز الأهرام للدراسات السياسيه والاستراتيجيه، ومنسق مجله «مختارات إيرانية»، ان العلاقه بين جماعة الإخوان وايران تختلف وفقاً لظروف كل دوله، مبيناً ان اخوان مصر يتعاملون مع طهران وعلي حسب المصالح التي سيجنيها كل طرف من الاخر. وقال «عباس»، لـ«الوطن»، ان ايران رات في ثورات الربيع، وبالتحديد الدول التي وصل فيها الاخوان للحكم، انها تصب في مصلحتها بهدف السيطره علي الاقليم العربي، كذلك حاول الاخوان خلال فتره حكمهم خلق حاله من التعاون مع ايران باعتبارها قوه اسلاميه، فضلاً عن خلافاتهم وقتها مع دول الخليج، مشيراً الي ان سياسة مصر وايران مختلفه دائماً ولن تتحسن بعد «عاصفه الحزم»، خصوصاً ان طهران لا ترتاح لعلاقات مصر القوية بالخليج، والي نص الحوار.

■ كيف جاءت العلاقه بين جماعه الاخوان وايران؟

- العلاقه بدات بعد نجاح الثورة الاسلامية في ايران في عام 1979، ويُقال انه كان هناك وفد من الاخوان ايام عمر التلمساني ذهب لايران والتقي بالخميني، لا سيما ان الفكره التي قامت عليها الثورة الإسلامية الإيرانية هي تحدي الظلم ومواجهه الامبرياليه والاستعمار، وهذه الفكره او المبادئ وقتها كانت محط اعجاب وتقدير من قبَل التنظيمات الاسلاميه بمختلف تياراتها، وهو الامر الذي يتكرر الان مع الحوثيين الذين تشجعهم ايران، رغم الخلاف الكبير ما بينهم والشيعه والاثني عشريه، الا انها من وجهه نظرهم ان الحوثيين يواجهون الظلم وعدم التراجع وعدم الاستسلام، والاخوان انفسهم لديهم حاله من الاعجاب بشان ما يفعله الحوثيون الزيديون في اليمن الذين يحاولون استعاده السلطه، كما ان ايران نفسها كان لديها حرص شديد بخلق حاله من التعاون مع جماعه الاخوان حتي لا تتهم طهران بانها لا تدعم الا الشيعه فقط، وانها تقتصر علي انتهاج سياسه التشيع، وايران دائماً ما تتحدث عن وجود علاقات كبيره مع الاخوان وقوي الاسلام السياسي السُني؛ وذلك رداً من وجهه نظرها علي اتهامها بالسعي لفرض سياسه التشيع، وتستغل علاقاتها بالأخوان المسلمين، وبالتحديد فرع الاخوان في دولة فلسطين، لاظهار نفسها في ثوب جديد امام العالم.

■ هل علاقه الاخوان مع ايران تسير بشكل مستقيم منذ بدايتها؟

-بالطبع لا، علاقه ايران مع الاخوان لا تسير في طريق مستقيم، ولكن علي حسب ظروف كل دوله، علاقه ايران باخوان سوريا علي سبيل المثال لم تكن علاقه وديه، لا سيما ان اخوان سوريا ضد نظام بشار الاسد الذي هو حليف ايران، رغم ان هذا النظام شن عمليه ضد اخوان سوريا عام 1982، اما جماعه الاخوان في مصر فواضح جداً ان هناك تجاوباً كبيراً مع ايران وتفاعلاً بينهما، وظهر ذلك جلياً في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، اذ لم يكن هناك نوع من العداوه، بل الحرص علي جعل اي خلافات بينهما طي الكتمان وتبادل زيارات بين «مرسي» للمشاركه في قمه عدم الانحياز بطهران، واحمدي نجاد، رئيس ايران، للمشاركه في قمه التعاون الاسلامي بالقاهره، كانت العلاقات في مستواها الاول ولم تتعد هذا المستوي، كما ان المبادره الرباعيه التي طرحها «مرسي» لمشاركه ايران في حل الازمه السوريه لم تلق قبولاً من قبَلهم وتم افراغها من مضمونها. ولكن حتي اخر 15 يوماً من عهد «مرسي» حصل نوع من التوتر في العلاقات وقام نظام الاخوان بمصر بالاعتراض علي ممارسات الاسد ووجه انتقادات لحزب الله اللبناني واقام مؤتمر نصره سوريا باستاد القاهره وقتها هذا الامر اصاب ايران بالاستياء، فضلاً عن الشحن الطائفي من قبَل الاخوان في هذه الفتره ومقتل اربعه من الشيعه بمدينه ابوالنمرس بمحافظه الجيزه، وبالتالي ايران لم تاخذ وقتها موقفاً من ثوره 30 يونيو مثلما فعلت قطر وتركيا، ومن ثم العلاقه بين الاخوان وايران تحكمها الظروف السياسيه.

■ كان هناك تصريح لعلي اكبر ولايتي، وزير خارجيه ايران الاسبق، يدعم وصول الاخوان للحكم، وقوله: «نحن والاخوان اصدقاء ونقوم بدعمهم وهم الاقرب الينا عقائدياً بين كافه الجماعات الاسلاميه»، كيف تري هذا التعاون رغم الاختلاف في المذاهب؟

- منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في مصر وتونس، رات ايران ان قوي الاسلام السياسي بسبب هذه الثورات وصلت للسلطه والحكم، واعتبرت ان ذلك يصب في مصلحتها، لذلك تجد في ايران انتشار كلمه «الصحوه الاسلاميه»، وان وصول التيارات الاسلاميه للسلطه في الدول العربية يدعم موقف طهران باعتبارها تقود الحكومات الاسلاميه، وبالتالي كان هناك توجه ايراني لدعم الاخوان في مصر وتونس بعد وصولهم للسلطه لايمانهم بان جماعه الاخوان من اكبر الفصائل الاسلاميه التي قد تصل للحكم، ومن ثم كانت هناك علاقات جديده قويه لتحسين موقف ايران وحضورها في المنطقه العربيه.

■ وهل جماعه الاخوان كان لديها الاستعداد لان تقوم بهذا الدور؟

- اعتقد ان الاخوان لم يكن لديهم تصور عام لشكل العلاقات مع ايران رغم بقائهم في الحكم مده عام كامل، واتبعت الجماعه سياسه عدم فتح الباب علي مصراعيه بالانفتاح علي طهران، او اغلاقه بشكل كامل.

■ بمناسبه عودتك مؤخراً من ايران، كيف ينظرون لمصر بعد الاطاحه بالاخوان من سده الحكم؟

-هناك انقسام بين وصف ما حدث مع الاخوان بالانقلاب، واتجاه اخر يدعم اراده الشعب المصري في 30 يونيو، واود ان اشير الي انه بعد سقوط الاخوان في مصر وجهت لهم انتقادات من قبَل مسئولين ايرانيين بسبب سياستهم التي اتبعوها في الحكم وعدم اتخاذ خطوات حاسمه لتحسين العلاقات بينهما، وعدم التزام الجماعه بوعودها وعدم تغيير اتفاقيه كامب ديفيد مع اسرائيل، اما التوجه الرسمي في ايران فكان قائماً علي «راقب وانتظر»، ماذا سيحدث في مصر ومعالم السياسة الخارجية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولكن بعد ما حدث في اليمن و«عاصفه الحزم» اعتقد انه لن يكون هناك تحسن في العلاقات في البلدين، خاصه ان العلاقات القويه بين مصر ودول الخليج ليست محط ارتياح بالنسبه لايران.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل