المحتوى الرئيسى

"زادة": العلاقة بين إيران والإخوان وصلت لـ"التعاون الاستخباراتى"

04/01 09:31

قال المفكر والخبير السياسي، مستشار الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي، الدكتور علي نوري زاده، لـ«الوطن»، ان «العلاقات بين التنظيم الدولي لجماعة الاخوان وايران قديمه، وكان ابرز ملامحها تاسيس تنظيم «فدائيان اسلام» في ايران الذي مارس العنف هناك مثل الاخوان في مصر». واضاف في حوار لـ«الوطن»، ان «النظام في ايران اعتبر وصول «الاخوان» الي السلطه في مصر انتصاراً للثوره الاسلاميه الايرانيه، لكن الخلاف حول سوريا جعل طهران لا تنظر الي الجماعه باعتبارها حليفاً يمكن الاعتماد عليه»، والي نص الحوار.

■ ما العلاقات الفكريه بين «الاخوان» والنظام الحاكم في ايران؟

- هناك مجموعه من رجال الدين في ايران وايضاً ممن درسوا العلوم الدينيه والمنتمين الي المجموعه المحيطه بالمرشد الاعلي للثوره الايرانيه «الخميني» كانوا ينظرون الي فكر «الاخوان»، وايضاً قبلهم جمال الدين الافغاني والامام محمد عبده وهم اصحاب الافكار الخاصه بوحده الوطن الاسلامي، وعلي هذا الاساس تقترب افكارهم.

■ هل انعكست هذه الاراء علي افكار تنظيميه واقعيه بينهم؟

- نعم كان هناك تنظيم «فدائيان اسلام» الذي اسسه مجتبي نواب صفوي، الذي اتي الي «القاهره» في الخمسينات واستقبله الاخوان بحراره شديده، وعندما عاد «صفوي» الي ايران اعلن ان تنظيم «فدائيان اسلام» يتبع لجماعه «الاخوان»، لكن لان هناك خلافاً في المذهب بين السنه والشيعه بدات تظهر الاختلافات.

■ هل كان للعنف مكان بين تنظيم «فدائيان اسلام» وجماعه «الاخوان»؟

- نعم، تنظيم «فدائيان اسلام» ارتكب اعمال عنف في ايران وقتها مثلما فعلت جماعه «الاخوان»، فتنظيم «فدائيان اسلام» اغتال الكاتب والمؤرخ احمد كسروي عام 1954، وايضاً اغتال مسئولين سياسيين كباراً مثل رئيس الوزراء عبدالحسين هجير، ورئيس الوزراء حاجي علي رزم، والتنظيم كان يؤمن بانه لا بد من مواجهه السياسيين بالرصاص، ومن هنا نجد انه حاول اغتيال الملك محمد رضا بهلوي ووزيري خارجيه له، وهو الامر ذاته الذي فعله «الاخوان» في مصر.

■ وماذا عن شكل نظام الحكم بينهما؟

- اذا نظرنا الي النظام الايراني ونظام «الاخوان» نجد هناك تقارباً كبيراً، حتي في المفردات التنظيميه، فالنظام في ايران يستخدم كلمه «مرشد»، والاخوان يستخدمون نفس الكلمه، حتي الترتيب التنظيمي والمسميات المستخدمه فيه والكوادر قريبه جداً.

■ كيف تعامل النظام الحالي في ايران مع وصول جماعه «الاخوان» الي السلطه في مصر؟

- عندما وصل الاخوان الي الحكم في مصر اعتبر المرشد الاعلي لايران «خامنئي» ومجموعته ان وصول جماعه «الاخوان» الي السلطه هو انتصار لهم وانتصار للثوره الاسلاميه الايرانيه، داعين الي تقريب العلاقات بين ايران ومصر، واستئناف العلاقات المنقطعه بين البلدين، وكانت هناك وفود ايرانيه اتت الي مصر لهذا الغرض، بل وكان هناك تعاون استخباراتي كذلك.

■ وهل ظلت العلاقه علي حالها هكذا؟

- حدثت في العلاقه انتكاسه عندما سافر الرئيس المصري السابق محمد مرسي الي ايران للمشاركه في اعمال القمه الاسلاميه، والقي خلالها خطاباً اثار غضب الكثيرين ومنهم المرشد الاعلي علي خامنئي، الذي لم يلتقه «مرسي» وانما التقي الرئيس وقتها محمود احمدي نجاد، لان «مرسي» انتقد السياسات الايرانيه، ومن هنا نشا نوع من البرود في العلاقات بين النظام الايراني و«الاخوان»، ولكن كانت هناك محاولات من بعض الاطراف الايرانيه لاعاده الصلات، لكن الخلاف بين «الاخوان» وايران في وجهات النظر حول ما يحدث في سوريا كان كبيراً، مما زاد الخلاف بينهما.

■ كانت هناك دعوات كثيره من «الاخوان» للتقارب المذهبي مع الشيعه وعلي راسهم مؤسس الجماعه حسن البنا، ما تعليقك؟

- نعم كانت هناك دعوات للتقريب بين المذهبين السني والشيعي من قِبل جماعه «الاخوان»، وكانت ايران وقتها تري «الاخوان» قريبين لها ومن الممكن ان يكونا حليفين، وهي تعكس ان العلاقات كانت جيده بين الاخوان والنظام في ايران، علي سبيل المثال فان رئيس مكتب رعايه المصالح الايرانيه في مصر الاسبق في عهد الرئيس الايراني الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني، عندما كان مرشد الاخوان عمر التلمساني يُعالج في سويسرا ذهب اليه هناك في المستشفي والتقي به وسلمه رساله من الرئيس «رفسنجاني».

■ كيف تقيّم موقف الاخوان من الشيعه ونظرتهم اليهم؟

- الاخوان كانوا يحملون توجهات ايجابيه عن الشيعه، لكن مع ظهور «حزب الله» في لبنان مع الوقت تغيرت العلاقات، صحيح ان «الاخوان» اشادوا بقوه بـ«حسن نصر الله» الامين العام لـ«حزب الله» في حرب اسرائيل علي لبنان في 2006، لكن «نصرالله» بدا يحارب «الاخوان» الان ومن هنا بدات الخلافات.

■ اذن لم تعد العلاقات كما هي؟

- ما احدث الخلاف الكبير بين ايران و«الاخوان» كانت الازمه السوريه، ايران و«حزب الله» لهما موقفهما المساند بقوه لنظام بشار الاسد، علي عكس جماعه «الاخوان»، اذ يدعمون الجماعات الاسلاميه في سوريا، التي تُعادي ايران وهو ما لا تقبله الاخيره، لهذا بدات ايران تُغير نظرتها الي جماعه «الاخوان» في مصر، فبعد ان كانت تعتبر وصول «الاخوان» الي السلطه انتصاراً للثوره الاسلاميه، ويمكن ان يكونا معاً جبهه موحده، تغيرت هذه النظره.

■ هل العلاقه بين ايران وحركه «حماس» تعتبر تجسيداً للعلاقات الاخوانيه - الايرانيه؟

- لا، بالنسبه للعلاقه بين حركه «حماس» وايران الوضع مختلف، ولا تتعامل «طهران» مع «حماس» علي اعتبارها اخوانيه، وانما «طهران» تعاملت مع «حماس» في اطار مخططها لضرب المقاومه الفلسطينيه، وضرب مشروع الدوله الفلسطينيه، وتنفيذ المخطط الاسرائيلي للقضاء علي دوله فلسطين دوله موحده وعلي اراضيها المحدده.

■ لكن هذا مناقض للسياسات الايرانيه المعلنه المُعاديه لاسرائيل، هل لك ان توضح لنا هذا اللبس؟

- هذه هي الحقيقه، ايران تعمل علي تدمير الوحده الفلسطينيه والمقاومه، ومحاوله وضع السلطه الفلسطينيه ممثله في الرئيس محمود عباس في موقف ضعف دوماً، ومحاوله تعجيزها عن ممارسه مسئوليتها تجاه شعبها، وهو نفسه المخطط الذي تقوم به اسرائيل.

■ وهل يمكن ان نقول ان الدعم الايراني لحكم «حماس» في «غزه» ياتي في هذا الاطار؟

- بالفعل، «طهران» لا تدعم كما قلت اقامه دوله فلسطينيه موحده، وانما تدعم المشروع الاسرائيلي باقامه دوله في قطاع غزه لحركه «حماس»، ودوله اخري في الضفه الغربيه واراضيها، من خلال دعمها لـ«حماس» فقط هي تدعم هذا الاتجاه، وليس دعماً حباً في الحركه او في جماعه «الاخوان».

■ وهل كان للتطورات الاخيره في مصر وتغير النظام تاثير فيما تقول؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل