المحتوى الرئيسى

حبّ الأوطان فوق كلّ اعتبار امال قرامى

03/31 10:32

انقسم التونسيون بشان دعوه رئيس الجمهوريه المواطنين الي الخروج في مسيره كبري عالميه تلتئم يوم الاحد 29 مارس للتعبير عن انطلاق الحرب ضدّ الارهاب في تونس. فمنهم من اعتبر انّه لا مجال للخلافات الايديولوجيه اذ انّ العدو يتربّص بالبلاد وعن طريق الوحده الوطنيه يمكن ان نقاومه بينما راي اخرون ان لا معني لمظاهره شعارها «العالم باردو» و«بالوحده نقضي علي الارهاب» و«صفا واحدا ضد الارهاب»...تجمع بين مناهضي الارهاب ومن تسبّب في دخول التطرّف الي البلاد موجّهين اصابع الاتّهام الي الغنوشي، ونور الدين الخادمي، والحبيب اللوز، والصادق شورو، ووليد البناني وغيرهم من قيادات حزب النهضه. كما انّ بعضهم انتقد هذه المسيره ووسمها بمسيره النفاق والكذب والعماله لفرنسا فهي «كرنفال» سياسي لا طائل من ورائه.

وقد انعكس هذا الخلاف علي المستوي الفردي والحزبي علي مواقع الاتصال الاجتماعي اذ ارتفع منسوب العنف اللفظي وظهر في النقاشات التي دارت بشان جنازه المنصف بن سالم القيادي النهضوي ووزير التعليم العالي الاسبق، وتواصل التراشق بالسباب، وعادت الفيديوهات التي تثبت تورط عدد من القيادات في التحريض علي الجهاد، وتكونت مجموعات للضغط من اجل حظر ارتداء النقاب في تونس لدواع امنيه خاصّه بعد ان تمّ القاء القبض علي عدد من العناصر الارهابيه متخفيه وراء النقاب.

ولئن اصرّ قياديو حزب نداء تونس، وحزب النهضه، وغيرهم علي اهميه الوحده الوطنيه، وتضامن التونسيون في هذه المرحله الحرجه التي تمرّ بها البلاد فانّ انصار الجبهه الشعبيه وحزب المسار رفضوا «الوحده المقدسه» ونادوا بضروره محاسبه المتورطين ان كانوا من حزب النهضه او حزب المؤتمر وغيرهم من الاعلاميين، والمحامين، ورجال الاعمال وغيرهم فلا معني للوحده دون مساءله ومحاسبه.

وليست المساله مرتبطه، في تقديرنا، بترجيح هذا المصطلح او ذاك علي مستوي التداول في الخطاب السياسي الرسمي بل هي ذات علاقه وطيده بما ترتب عن تعثر مسار العداله الانتقاليه من نتائج فضلا عن صعوبه ترسيخ اليات الديمقراطيه واهمها الحوكمه الرشيده والشفافيه والمساءله والمحاسبه وغيرها، ويضاف الي كلّ ذلك غياب الاراده السياسيه في مواجهه قضيه رئيسيه وهي استشراء الفساد لاسباب متعدده لا تخفي علي احد.

قد يعنّ للحكومه الدفع باتجاه طي صفحه الماضي ونسيان الاخطاء التي ارتكبتها الترويكا وتغيير النظره الي النهضه باعتبارها لم تعد الخصم والمنافس السياسي بقدر ما اصبحت الشريك في الحكم ولكن الي اي مدي يمكن تغيير بنيه العلاقات بين التونسيين والحال ان ازمه الثقه بيّنه، والنسيج الاجتماعي مفكك؟

وليس يخفي انّ الازمات الاجتماعيه تتضاعف يوما بعد اخر بسبب تردّي الاوضاع الاقتصاديه، وتفاقم التهميش وانتشار الظواهر الاجتماعيه كالجريمه المنظمه والتهريب والمخدرات وغيرها، وما الارهاب الاّ وجه من وجوه ضعف المناعه في المجتمع التونسي والذي كشف عنه واقع الثوره وما ترتب عن سوء اداره المسار الانتقالي من نتائج.

نرشح لك

Comments

عاجل