المحتوى الرئيسى

فقهاء ذيل بغلة السلطان

03/30 22:23

ترجع قصه هذه البغله عند قيام احد الفقهاء بتحذير الرعيه من اهانه ولي الامر ان تجاسر احدهم وانتقد بغلته ذات الذيل المقطوع فكرامته من كرامه بغلته، وعلي القاصي والداني ان يصف ذيلها بالطويل الذي يضرب في الارض فهذا من تمام احترام ولي الامر.

وما هو الا باب للنفاق يرضي الحاكم ويجلب علي المنافق المنافع حتي ولو اختلطت المفاهيم و القيم واعلي من شان الكذب وما يتبعه من انهيار الحضارات والدول تحت ضغط النفاق والفساد.

وهي قريبه من قصه الكاتب الدانماركي الشهير هانز كريستيان أندرسون «ثوب الامبراطور» وتتلخص في احتيال لصين علي امبراطور عرف عنه ولعه بالثياب الجديده وقاما بايهامه بقدرتهما علي خياطه افخر الثياب، وحاكا له ثوبا ادعيا فيه ان الاذكياء فقط هم من يستطيعون رؤيته، اما الحمقي فلن يتمكنوا من ذلك، وفعليا لم يكن هناك اي ملابس وخرج الامبراطور في موكب كبير عاريا، والجماهير المحتشده تتغني بجمال الثوب المطرز بخيوط الذهب وخشي الجميع من قول الحقيقه حتي لا يكونوا من الحمقي والملك يشعر بالسعاده ملوحا للجماهير بيديه وفي نهايه العرض اشار صبي باصبعيه ضاحكا «الامبراطور عاري».

عندها هرب اللصان محملين بخيوط واكياس الذهب من مال الشعب الذي افاق من اوهامه بعد ان تكبد الجميع خسائر فادحه من نفاق قاد الي فساد ويذكرني ذلك ببيت من الشعر:

من باع في سوق النفاق ضميره .. يمشي علي الذهب المهين مبخترا

ولنا ان ننتقد تصرفات الحاكم ايجابا او سلبا فهي التي تعود علينا ونتجنب النفاق واوصاف الالهام والزعامه ومن جاء بموعده مع القدر.

وياتي النفاق الديني والاتجار فيه علي قمه الافساد بل ان قسم السمع والطاعه ما هو الا تسخير الدين في خدمه السياسه، ومن ينظر الي حاله كوريا الشماليه نجدها دوله نوويه وتمتلك الصواريخ الباليستيه واقمار تجسس وهي دوله ديكتاتوريه من الطراز الاول ولكنها لا تتاجر في الدين، وفي منطقتنا العربيه نسينا سماحه ورحمه الاديان وتاجرنا فيها فاصابنا الهوان والتخلف.

بعد هذا العرض المطول اسجل رضائي - كمواطن بسيط - عن مؤتمر شرم الشيخ وضخ استثمارات جديده في جسد الاقتصاد المصري المنهك وذلك للاسباب التي تختص بها المحروسه.

1 - الزياده السكانيه الرهيبه في مصرنا والتي تلتهم الاخضر واليابس.

2 - تعاقب الحكومات غير المسئوله والباحثه عن مصالحها الانانيه.

3 - استمرار فلسفه الموروث الشعبي «كل مولود ياتي ومعه رزقه».

4 - تخلف نظام التعليم المزري حتي انه عجز عن تطوير المفاهيم.

5 - تقاعس رجال الاعمال المصريين ليس فقط عن اداء واجبهم بل حتي عن دفع الضرائب المستحقه.

1 - تركيز الاستثمارات في الاسكان مرتفع التكاليف وسريع العائد والاولي بالدوله توفير الارض بالمجان وبناء وحدات سكنيه متوسطه واقل غير مشطبه تعطي للشباب تمليك او تاجير والاولويه لساكني العشوائيات، ولم يذكر لنا هل الارض ستكون من نصيب المستثمر - لا اود ذلك.

2 - المغالاه في امتياز الشركات الباحثه عن البترول «75٪ من الانتاج».

3 - اسفر المؤتمر عن ضخ 1٫5 مليار جنيه في الصناعه «المشروبات الغازيه» وهو رقم هزيل - اين الصناعه كثيفه العماله.

4 - عدم تعويض الفقراء عن السياسه الاقتصاديه التوسعيه التي يصاحبها في العاده ارتفاع حاد في الاسعار كان المكتوب عليهم تحمل المشاق وحدهم.

5 - تخفيض الضرائب علي الدخل من 30٪ الي 22.5٪ للاثرياء، انه ليس في صالح الغني او الفقير لانه يخل بالامن الاجتماعي، اود ان اشيد هنا بالاحجام عن تدبير الدولار لاستيراد سلع كماليه واقتصاره علي الضروري منها.

واحيي المسئولين عن التقارب مع اثيوبيا وتنميه المصالح المشتركه معها وادعو الدوله الي اصدار سندات دولاريه بفائده منخفضه لاتاحه الفرصه لصغار المدخرين للمساهمه في انقاذ اقتصاد المحروسه بعد احجام الكبار وكذا متابعه مليارات مصر المهربه في الخارج بعد احكام البراءه.

وياتي مشروع تطوير قناه السويس علي راس الاولويات لفائدته المزدوجه فهو يزيد دخل مصر ويحبط المنافسين الذين يريدون خطف الكحكه من يد ابوالعيال ولم يكفهم نهب غاز المتوسط.

يقول بريخت في احدي قصائده:

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل