المحتوى الرئيسى

مؤلف «ضلالات الطريق» لمحيط : سيد قطب شكّل عصابة .. ومصادرته مرفوضة

03/30 15:43

توقعت الثوره علي حكم الاخوان بعد قراءتي لسيد قطب

البنا وقطب انتجا افكاراً لاغواء العقل البشري

كشف دكتور محمد الصباغ في تصريحات خاصه لـ”محيط” دوافع تاليف كتابه “ضلالات الطريق” الذي ينتقد القضايا التي تناولها كتاب الراحل سيد قطب “معالم علي الطريق”، قائلاً انه كان في ليبيا وقت الانتخابات الرئاسية بين محمد مرسي، واحمد شفيق، معرباً عن اختياره لمحمد مرسي، وتوصيه ابنائه بان يفعلوا ذلك ايضاً، لينقذنا وينقذ مصر قائلاً ان مرسي هو الذي اوحي لي ان اقرا كتاب “معالم في الطريق” لسيد قطب، لانه قال انه ملتزم بهذا الكتاب، لذلك وددت التعرف علي فكر الرئيس الجديد، وبالفعل بحثت عن الكتاب ومنذ صفحاته الاولي وجدت به امور غريبه لم استطع تقبلها، ومن هنا جاءت فكره ان اضع كتاباً لنقد هذا الكتاب.

ويواصل المؤلف في لقائه مع “محيط” علي هامش ندوه مناقشه الكتاب، التي استضافتها دار نهضه مصر مساء امس الاحد قائلاً: بدات في تاليف الكتاب منذ تولي محمد مرسي الرئاسه، وحين بدات المظاهرات ضده كنت مستوعب جيداً ضروره ان يحدث هذا، فلا يمكن الالتزام بافكار هذا الكتاب دون ان يُحدث ذلك ثوره عليه.

واشار الي ان ابرز ما استوقفه في الكتاب هي فكره “القانون العام “الذي يحكم الاشياء الطبيعيه، ولا احد يمكنه التجرؤ عليه او ان يكون ضده او يلغيه، قال سيد قطب ان الامر والنهي من القانون العام، والوعد والوعيد، قائلاً ان الله جعل للانسان الحريه في ان يؤمن او يكفر، لكن القانون العام يسير بشكل جبري، فالشمس مثلاً لا اختيار لها في ان تشرق، وهكذا حركه النجوم والقمر والكواكب، لكن الامر والنهي تكليف وليس جبر، لكن سيد قطب جعله جبراً، عليك ان تنفذ القانون العام بحذافيره، وكان كل ما ورد في القران اوامر ونواهي فقط، اين القصص، كثير من ايات القران تحذيريه وترويعيه، وهناك الكثير من الايات التي تبث الامل، فالقران الكريم لا يتوقف علي الامر والنهي فقط، كذلك كثير من الوعيد قد يحققه الله او يعفو عمن يريد، الايمان قائم علي التقوي والتسليم لله، ليس قائماً علي الجبر، هذه الفكره جاءت في كثير من صفحات كتاب سيد قطب.

فكره الحاكميه كذلك، فلا شئ في العالم بعيداً عن سيطره الله وحكمه، الجميع يرتعب حين يسمع الحاكميه، لكنها عندي جعلتني احب الله، لاني عرفت حكمته وقدرته في السماح لنا بتصريف شئوننا الدنيويه، ففي كتاب الله لا ذكر للموبايل مثلاً، الحاكميه تعني ان الله المتصرف في كل شئ، لكنه ترك لنا شئون دنيانا، النبي صل الله عليه وسلم، حين قال لنا انتم اعلم بشئون دنياكم، ترك لنا الحاكميه الخاصه بنا، سمح الله لنا في ارضه التي اورثنا اياها ان نتصرف بها، لكن سيد قطب اتخذها مدخلاً لتكفير الناس، بل اكثر من ذلك هو شكل عصابه ضد الانسانيه باكملها.

النبي كان موجوداً في المدينه وهناك منافقين وكفار ونصاري ويهود، وغيرهم ومع ذلك لم يحكم علي احد منهم بالرحيل او النفي، لكن سيد قطب قال ان من يريدون ان يصبحوا مؤمنين حقاً عليهم ان يمحو هؤلاء الذين لا يؤمنون بفكره من الارض، وكانهم يعطلون الدعوي، الاخوان يرون ان من يستحق الحياه هم فقط، وخلافهم لا ضروره لوجوده. لذلك جاء عنوان كتاب “ضلالات الطريق” الذي لا اعتبره صادماً.

وتوقع المؤلف الذي يصنف كـ “سلفي” علي حد قوله، ان تحدث ثوره علي مرسي وجماعته، لان الاخوان يعتبرون من خالفهم عدو، وحين قرات الكتاب عرفت ان تطبيق هذا سيثير صدامات وخلافات، لانهم يحكمون علي من يخالفهم بالفناء.

وبسؤاله عن موافقته علي مصادره كتاب سيد قطب ام لا، اكد انه ضد مصادره كتاب سيد قطب او منعه، فالفكر لا يجابه الا بالفكر، والمصادره عمل ممقوت.

ولفت الصباغ في حديثه لنا، الي ان هذا الكتاب هو منشوره الاول، فند به كتاب سيد قطب فقره بفقره، لم ينتقي افكاراً بل تركها كما هي، وعلق عليها، قائلاً: اخاف الله في عملي، وسيد قطب في دار الحق وانا لا اتقول عليه.

وكشف عن كتبه الجديده التي تنتظر الطبع، منها “علي مصطبه التعليم” الذي يتناول فيه التعليم من الكُتاب الي الجامعه، وسينشر عن دار الهلال، وكتاب اخر عن التصوف، والكتاب الثالث بعنوان “للمراه رب يحميها”.

ادار الندوه التي خصصت لمناقشه الكتاب امس، الكاتب الشاب شريف عبد الهادي، الذي عرف بالمؤلف قائلاً انه تربوي، عمل بالتدريس منتصف السبعينيات، مهنته ومهمته هي الارتقاء بالعقول، تدرج في المناصب الاداريه حتي اصبح خبيرا تربويا في وزاره التربيه والنعليم، وحاضر في الجامعه الليبيه عن التصوف والاسلام الصحيح.

تابع: هو مؤهل للتصدي للافكار المتطرفه، حيث ثبت بالتجربه ان العنف والتصدي المبالغ فيه والاعتماد علي الحلول الامنيه وغيرها من الحلول الغير قائمه علي الفكر، لا تقاوم التطرف.

من جانبه قال المؤلف الدكتور محمد الصباغ في كلمته بالندوه ان الافكار لا تموت، ولا يمكن ان يقضي عليها بالعنف او السلاح، لكن المسار السليم للتصدي لاي فكر هو الفكر ايضا، معرباً عن تعاطفه مع الاخوان المسلمين لانهم يصدقون كلام سيد قطب، قائلاً: الانسان ابتلي منذ القدم بالقرين الشيطاني، الذي يزين له الافكار الضاله، وهناك في بني الانسان من هم كالشياطين، سيد قطب مفكر عظيم لكن فكره ذهب به الي مزالق جهنميه، وهذا مصير البلد ايضاً اذا سمعت لهذا الفكر، علي حد قوله.

يواصل الصباغ: سيد قطب ليس الوحيد الذي انتج هذا الفكر، فحسن البنا هو المؤسس له، وقد التقوا سوياً بانتاج افكار تغوي العقل باشياء لا قيمه لها، مفنداً انتقاداته لسيد قطب قائلاً: انه مند الصفحه الاولي لكتابه قال “افلس الغرب”، وهكذا يقر دوماً الاسلاميون، الذين يؤكدون ان الفساد والتجاوز مصدره الغرب، وكان الغرب هو مصنع الشعوذه، ومركز للسحر مع ان هذا غير صحيح. ويتساءل الصباغ في استنكار: كيف يمكن لهؤلاء الانحلاليين ان يقدسوا العلم ويعلوا من شانه، ونحن الملتزمون لم نقدم شيئا، لم نمارس عمل الدنيا او نعمرها او نقدم جديدا. قائلاً: الي الان البعض يدعم الفكر المتطرف، واتعجب كيف يقفون امام الله يوم المحشر العظيم، بعدما زيفوا علي الناس من الامور الكثير.

ايضاً انتقد الصباغ مؤلف الكتاب قول سيد قطب ان الوطنيه والقوميه معاول لهدم الدوله الاسلاميه، ويشير الصباغ الي ان الخلافه امر سياسي وليس ديني، الشيعه هم من ينادون بالخلافه، اما الجنسيه فلا علاقه لها بالدين، والا سنصبح مثل الصهاينه، يقولون ان جنسيتهم يهوديه، قائلاً ان الجدال علي الخلافه والوطنيه والقوميه، امر غريب، لانه لا حضاره قائمه بذاتها، الحضاره الاسلاميه قائمه علي الحضاره الاغريقيه، والحضاره الاوروبيه اعتمدت علي الحضاره الاسلاميه، فلا حضاره تقوم بذاتها، فالحضاره حلقات متتاليه بين الامم، مؤكداً انه ينتهج الشرف في الخصومه، ولا يدعي علي الاخوان كتابات او اقوال بل يناقشهم بالحجه.

وعرض الكاتب للمشكلات التي واجهته مع دور النشر لكي يخرج كتابه للنور، قائلاً ان هناك دور نشر رفضت الكتاب باعتبار انه يرد علي الكتاب غير الاصلي لسيد قطب، وحين طلب المؤلف من دار النشر تلك ان تزوده بالكتاب الاصلي لقطب، رفضت ان تعطيه الكتاب، قائلاً: هنا ادركت تهرب الدار من نشر كتابي، قائلاً انه كان يخشي ان يظل الكتاب حبيس الادراج، فقد كنت ارغب في وقف الحصيله الدمويه، وحقن الدماء، ووجدت لدي دار “نهضه مصر” جراه المواجهه وشفافيه العرض حيث قبلت طباعه الكتاب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل