المحتوى الرئيسى

"عبدالحليم" حى.. والآخرون أموات على قيد الحياة!

03/30 08:51

هناك سؤال يتردد كثيراً كلما جاءت ذكري رحيل العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ، وهو لماذا عاش رغم رحيله كل هذه السنوات،

ومات فن اخرين جاءوا بعده بسنوات، وكثير منهم مازال موجوداً علي الساحه، ويعتقد انه مازال نجماً، وكانت كل الاجابات تصب في منطقه فن حليم، وتعاونه مع كبار المؤلفين والملحنين ممن اثروا ساحه الغناء العربي، وهذه الاجابه تعد جزءاً من الحقيقه، وليس كلها، نعم عبدالحليم حافظ كان محظوظاً بالمحيطين به من كبار الملحنين، فالموسيقار الكبير محمد الموجى رحمه الله كان رفيق المشوار مع حليم، وكانت ضربه البدايه معاً في اغنيه «صافيني مرة» والتي حققت في بدايه غنائها فشلاً ذريعاً والقت الجماهير عبدالحليم حافظ بالطماطم ثم تحولت بعد ذلك الي احدي روائعه التي يحتفي بها الجمهور لانها كانت شكلاً جديداً علي الاغنيه وقتها، ايضاً كان من رفقاء عبدالحليم حافظ الموسيقار الكبير كمال الطويل ثم التقي محمد عبدالوهاب الذي ساهم في نقلات موسيقيه، وسينمائيه في حياته سواء بالتلحين او الانتاج كما انه كان شريكاً له في شركه صوت الفن، ثم التقي بليغ حمدي ومنير مراد واخرين.

هناك جوانب اخري غير فنيه ساهمت في استمرار ونبوغ عبدالحليم حافظ ورحيل فنانين جاءوا بعده، منها ان صالون عبدالحليم حافظ كان يجتمع فيه كل الكتاب والصحفيين وكبار المثقفين في ذلك العصر، اما الان فبعض المطربين الذين جاءوا به فالصالونات الخاصه بهم يجتمع فيها اصحاب الدماغ العاليه عشاق نبات البانجو والحشيش والتعميره لذلك من الطبيعي ان ينهار هؤلاء سريعاً بل ان بعضهم تحول الي ماده للسخريه.

عبدالحليم حافظ، عاش رغم رحيله لانه كان لا ينكر فضل الاخرين عليه مثل الموجي والطويل وعبدالوهاب وبليغ، وكان صديقاً شخصياً لاسرهم، فهو كان يعشق ان ياكل الملوخيه من يد السيده ام امين زوجه الراحل محمد الموجي، واول رحله لابناء الموجي لاوروبا الموجي الصغير وامين كانت علي نفقه حليم بعد ان تفوقا في الدراسه، وكان ايضاً صديقاً لاسره عبدالوهاب فهو الذي اقام حفله زواج عفت ابنه الموسيقار الراحل، الان هناك فنانون ينكرون المحطات الاولي من حياتهم لان اغلبها يكشف ان هناك اسماءاخري ساهمت في نجوميتهم، وظهورهم الاول، وكان هذا الامر عار، او انهم هبطوا علينا من السماء، رغم ان الكثيرين منهم كانوا يقفون علي ابواب الملحنين بالايام حتي يتعطف عليهم الملحن الكبير ببضع دقائق، بعدها تظل هذه الدقائق هي كل الحكايات مع الاقارب والجيران، ومع ظهور بوادر النجوميه يلغي كل هذه الحكايات، بل ان بعضهم ينكرها بشكل يسئ للوسط ككل وليس له فقط.

الاعتراف بالجميل كان اهم شيء في حياه حليم ونجوم جيله فالسيده ام كلثوم لم تنكر فضل ابوالعلا محمد او الدكتور احمد صبري النجريدي وغيرهما، ايضاً عبدالوهاب لم ينكر فضل احمد شوقي الذي علمه كل اصول الغناء وبروتوكول التعامل مع الاخرين، كما علمه كيف يتذوق الشعر والموسيقي الغربيه الكلاسيكيه، الاعتراف بالجميل زاد من اهميه هذه الاسماء.

علاقه عبدالحليم حافظ بالاعلام كان يمثل جزءاً مهماً من تكوين شخصيته كان حوله كل رموز الاعلام من الشباب والكبار، هو بطبعه كان اعلامياً من الدرجه الاولي يعرف كيف يتعامل مع الصحافه متي يتحدث، ومع من، ومتي يتوقف؟ وعندما كان يرفض الظهور كان لا يصدم ولا يصطدم، لذلك رحل وبقي حليم النجم الاول في الصحافه، وفي الفضائيات، اما نجوم الان فالعلاقه بالصحافه والاعلام تقوم علي مبدا المصلحه ثم المصلحه، فالنجم لا يتصل بالصحفي او الاعلامي الا اذا كانت لديه مصلحه او خبر يود نشره او نميمه ضد زميل له، بعض نجوم ما بعد حليم لا يردون علي الصحفيين الذين تحولوا الي معدين، لانهم غالباً ما يقدمون لهم عروضاً بالظهور علي الفضائيات بمقابل مادي كبير، وعند الاتفاق علي المبلغ ليس هناك مانع ان يمنحه حواراً لجريدته فوق «البيعه»، وليس هناك مانع ان يتضمن الحوار التليفزيوني مناطق شائكه في حياته، المهم الدولار، بدليل ان اغلب النجوم الذين ظهروا خلال الـ30 سنه الماضيه او اكثر بقليل او اقل باعوا تاريخهم وسيرتهم للفضائيات، وبعضهم كان يحكي ادق تفاصيل حياته حتي لا يخسر حفنه الدولارات، احد الزملاء المعدين في احدي الفضائيات حكي لي ان مطرباً يبدو اسطوره امام الجميع، كان يفاوضه علي الجنيه مقابل الظهور علي الفضائيه التي يعمل بها، ومطربه اخري تحدثت في كل شيء عن حياتها، رغم انها تبدو هادئه في اي ظهور لها لكن امام الدولار كل شيء في الفنان يتحدث.

عبدالحليم حافظ كان قبل الظهور في الحفلات الموسميه التي كان يلتقي فيها جمهوره سواء شم النسيم «الربيع» او غيرها كان يقوم بعمل شبه معسكر مع فرقته من اجل حفظ اللحن الجديد، والتاكيد علي الالحان القديمه، الان بعض مطربينا تكون اللقاءات مع الفرق من اجل لف السجائر، لذلك من الطبيعي ان تجد بعضهم مدرجاً اسمه في عدد من القضايا او معروفاً عنه في الوسط عشقه المخدرات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل