ثمن باهظ للجمال في كردستان العراق

تقول تافكه (41 عاما) انها اجرت اول عملية تجميل قبل نحو عام في احد المراكز في اربيل لازاله بعض التجاعيد بوجهها، بعد ان اقنعت زوجها الذي يعمل موظفا حكوميا ايضا، ولا سيما ان اكثر زميلاتها خضن التجربه بنجاح واصبحن اكثر تالقا.

لكن مستجدات الوضع الاقتصادي وعدم صرف المرتبات الشهريه للموظفين من قبل سلطات الاقليم بسبب خلافاتها مع الحكومه المركزيه اثر كثيرا علي ميزانيه العوائل الكرديه خاصه الموظفين منهم، وكاد يحول بين فاتكه ومتابعه هذه العمليه التي تحتاج الي تكرار سنوي.

وتروي تافكه للجزيره نت ان عليها اعاده حقن الدهون، لان الحقن يدوم عاما ثم يختفي مخلفا وراءه تجاعيد بشعه، لكنها بعد ان راجعت احد المراكز تفاجات بالتكاليف التي ارتفعت قليلا بحجه ان المواد المستخدمه في العمليه من مناشئ عالميه.

وابلغها الاطباء في المراكز التي راجعتها في اربيل بان عدم متابعه عمليات الحقن لازاله التجاعيد ورفع الحاجبين سيؤثر علي حالتها النفسيه والاجتماعيه، فقررت بيع مصوغات ذهبيه كانت قد ورثتها لاعاده العمليه السنويه.

ويري مدير المركز اللبناني الطبي للتجميل في اربيل ربيع العالمي ان الوضع الاقتصادي في اقليم كردستان العراق قد اثر علي نسبه الاقبال علي المركز، ولكن ليس لدرجه كبيره كون غالبيه مراجعيه من خارج الاقليم وتحديدا من العاصمه بغداد.

واوضح للجزيره نت ان الميسورين غالبا هم من يقبلون علي عمليات التجميل، خاصه السيدات اللاتي يرغبن بازاله التجاعيد وشفط الشحوم وعمليات النفخ والشد وتكبير الصدر وجراحه الانف التجميليه والتقشير الليزري، لكي يظهرن بشكل اكثر جمالا وجاذبيه.

واشار العالمي الي ان اكثر عمليات التجميل النسائيه دوريه، وتحتاج الي التكرار كل سته اشهر او سنه بحكم المواد الحاقنه، وهو من اسباب ادامه عمل مراكز التجميل الطبي.

ويقول ان افتتاح فروع لمراكز تجميل اجنبيه في العراق يصب في مصلحه شعبه واقتصاده، اذ ان الراغبين في عمليات التجميل وهم كثيرون، وفق رايه، ليس لهم بديل اخر سوي تحمل تكاليف باهظه للسفر الي الدول التي تنتشر فيها تلك المراكز لاجراء هذه العمليات.

ويؤكد اختصاصي الجراحه التجميليه الدكتور احمد كمال خاور انتشار مراكز غير معتمده للتجميل بعضها تحول الي مراكز تجاريه بحته، حسب رايه.

وحذر من اضرار تلك العمليات اذا لم تجر تحت اشراف اطباء مختصين في الجراحه التجميليه، حتي لو راها البعض بسيطه، كونها عمليات جراحيه يمكن ان تفشل، وروي ان احد اطباء الاسنان حقن لثه شخص بماده السليكون، وقال "هذا لا يجوز في الطب قطعا".

ويقول خاور انه يجري عمليات جراحيه لازاله بقايا ماده السليكون من اجسام سيدات خضعوا لعمليه الحقن بهذه الماده" السامه رخيصه الثمن".

واوضح ان عمليات الجراحه التجميليه باهظه الثمن وان تدني المستوي الاقتصادي في اقليم كردستان العراق اثر علي عدد المراجعين لعيادته الشخصيه في اربيل، مقدرا هذا التراجع بحدود 50%.