المحتوى الرئيسى

«الشطرنج» «مافيهوش إجوان»..! | المصري اليوم

03/29 23:56

«ص»: شطرنج.. ان شاء الله..

«س»: عظيم.. باي القطع تلعب.. الابيض ام الاسود؟!

«ص»: .. لا انا باحب «اقف جون».. وان شاء الله نكسب 3/صفر..!!

«س»: ربنا يوفقنا باذن الله.. واهو زي ما قال كابتن لطيف الله يرحمه الشطرنج اجوان..!!

قبل ان تفترض الخطا المطبعي.. او ان تشعر انك تقرا حواراً عبثياً بين اثنين من المخابيل او علي الاقل من متعاطي المخدرات.. ارجو فقط ان نتامل قليلاً في حال امتنا العربيه ونحن نتعامل مع الصراع الدولي.. وحال النقاشات و«الشاشات» التي تدور بشان قضايانا المزمنه.. وكوارثنا.. القائم منها والقادم..!

في وقت ليس فيه جديد.. وقت مازال العالم «الواعي علي الاقل ولن اقول المتحضر».. يجلس علي مائده شطرنج الصراع الدولي.. ارانا نحن في هذه المنطقه من العالم.. علي ذات المائده اقرب الي فعل ما نحسنه وهو الصخب الموزع بين التباهي والتباكي وانتظار ما لا ياتي.

اري شعوبنا تُدعي لتؤازر فريقها.. بان تشتم الحكم.. في لعبه ليس فيها حكم الا النتيجه..! او لتتعاطف مع اصابات لاعبيها في لعبه ليس بها اصابات.. فقطعه الشطرنج اما ان تَقتل او تُقتل.. تَاكل او تُؤكل..!

اري شعوبنا كعادتها.. تعبا بعاطفه انتظار الهدف «الجون» والنصر معه.. في لعبه النصر فيها ليس نقاطاً ولا اهدافاً ولكن الهزيمه فيها ملوك تحاصر واوطان تضيع..!

وكي لا نرتكب جرم «نصف الحقيقه».. وجدت من الضروره ان اعيد نشر مقال لي جاء في «المصري اليوم» في اكتوبر 2014 وفي نفس مكان مقالنا هذا.. اري ان معانيه مازالت حاضره وملحه وستبقي معنا حتي حين.

«في انتظار سايكس- بيكو 2014..!

حاضرنا يقول اننا الان - نحن والعالم - في لحظه فارقه من التاريخ.. ليست - كما تبدو - لحظه تغيير جذري للخرائط الجيوسياسيه في المنطقة العربية فقط.. ولكنها لحظه يعاد فيها طرح فلسفه مؤسسات العصور التي سبقت للنقد والنقض.. بما فيها فلسفه الدوله ذاتها..!

هي لحظه استشراف عصر انساني جديد.. تتغير فيها الحقائق قبل الخرائط..!

فحقائق القوه والقدره.. والمباداه والنفوذ.. والموارد والفقر.. والاقتصاد والحرب.. بل وحقائق العقل نفسه كلها تتغير في العالم الان..!

ونصيب العالم العربي منها كبير اذا وعيناه.. ليس بالسلب او الخصم كما يراها او يريدها البعض.. ولكن بحقائق فرص جديده للنديه والشراكه.. بل والقياده في نظام عالمي جديد يتشكل.

تجيء لحظتنا الراهنه في حال «سيوله» بامتياز.. لا يمكن القطع فيها لا «بثنائيه قوه» ولا «بقطبيه امبراطوريه»..! عالمنا الجديد هو عالم ما بعد الايديولوجيا قوامه «تعدد الاقطاب».. تتغير فيه موازين القوي بين نمو وانحسار بشكل اقرب الي «بورصه القوي»..!

و«سهم» القوه في بورصه قوي العالم الجديد تصنعه ثلاثيه «سلطه السياسه» و«سطوه الاقتصاد» و«قوه الحكم لدي الشعوب».. وستاتي قيمته موزعه بين اطراف تلك الثلاثيه ومتكامله فيها.

فالتناغم او التشاحن بين «سلطه السياسه» والتي تعبر عنها حكومات دول ذات كيان قانوني قومي واضح.. وبين «سطوه الاقتصاد» التي تركزت في كيانات مؤسسيه عملاقه عابره للقوميه.. وبين «قوه الحكم» التي باتت موجوده «فقط» في يد الشعوب بقدر وعيها.. هو ما سيعطي لكل امه نصيبها من القوه او الضعف.. وما سيحدد مسار تلك القوه صعوداً وهبوطاً واستدامه بين الامم.

شعوب العالم الجديد.. يختلف مواطنها اختلافاً جذرياً عن انسان الخمسين سنه الماضيه..!

شعوب اليوم تختار وتحكم.. لها من الاختيار حقيقته.. ومن الحكم شراكه بقدر ما يصح عن ارادتها.. علي نقيض شعوب القرن العشرين التي كان لها من الاختيار ظاهره.. ولم يكن لها نصيب من الحكم الا ان تمثل بالوكاله..!

ببساطه.. مواطننا هذا - الذي نضج بفيض المعلومات والمعرفه - لن يقتنع الا بما هو مقنع فقط.. ولن يجدي معه التدليس كثيراً مهما جاء مغلفاً في بشارات الرغد.. او محملاً في نذر القمع!

ذلك هو جوهر «الحقائق» التي تغيرت وبعمق.. فالذي تغير هو حقيقه مفهوم قدرات الشعوب وتعريف مواردها.. «التعريف» ذاته قد تغير.. وهو ما سيخلق الخرائط الجديده..!

فما بين صدامات سياسيه وعسكريه.. الحرب ميادينها «العقول» قبل الجغرافيا..

وبين نشوء وافول وانهيارات اقتصاديه.. في واقع اصبح المورد الاول في الاقتصاد هو «المعرفه».. ستكون قوي الجاذبيه الجيوسياسيه التي سيتشكل علي اثرها النظام العالمي الجديد، عباره عن عده اطروحات لدول واقاليم بعينها..!

في كل اطروحه ستضع كل دوله - تتقدم لـ«الشراكه» او لـ«القياده» او حتي لـ«احتكار» النظام العالمي القادم - ما يكفي من رؤي قابله للتحقق في كيفيه اثبات جدارتها بالدور التي ترنو اليه وتدعيه.

وكل وطن سيذهل عن خطوره واهميه وجود اطروحه ويحل محلها الفراغ - في صراع عالمي لا يقبل الفراغ - فهو يقدم اوراق اعتماده كتابع «مفعول به» في هذا العالم القادم..!

حين يتنادي العالم الجديد لمائدته المستديره ليجلس الانداد والشركاء في هذا النظام القادم.. هل يملك العالم العربي ما يقدمه كورقه نقاش تمثل موقفه ومطالبه ومحرماته.. هل يملك اطروحته بعد..؟!

ام اننا في انتظار الساده سايكس وبيكو الجدد ليحملوا عنا مؤونه التفكير؟!

اذا كان الامر كذلك.. فالخبر لديَّ اننا لسنا فقط في انتظار من لن ياتي.. ولكننا نتمثل ابطال مسرحيه «صمويل بيكيت» الاشهر في مسرح العبث «في انتظار جودو».. العرب يقيناً في انتظار «اللاشيء».

انتظار «اللاشيء» هو العجز مغلفاً في ادعاء الفعل.. وهو اقسي درجات العبث..!

افي عالم عربي اضاعت السلطه فيه الحلم لعقود.. وتواطات الشعوب علي انفسها بالصمت..

مازلنا نملك رفاهيه الهزل.. في ايام يلزم ان يكون فيها الجد ديناً.

هذا ما ستجيب عنه الشهور والسنون القليله المقبله.. ولدي مصر المستنزفه - في جروح فساد الماضي - قدر كبير من الاجابه.. او هكذا يلزم».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل