المحتوى الرئيسى

فيديو| النص الكامل لكلمة السيسى فى القمة العربية

03/28 13:39

تتضمنت القمه العربيه اليوم قيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالقاء كلمه جامعه ضمت كل المشاكل التي يعاني منها الوطن العربي بدءا من العمليات الارهابية التي تجابهه الوطن العربي ونهايه بالقضايا الاقتصاديه والاجتماعيه التي تهدد استقرار المنطقه واخيرا المفاهيم الدينيه التي تمثل تحدي حقيقي امام المنطقه بسبب تزايد انتشار الافكار المتطرفه ، في هذا الصدد حصلت دوت مصر علي النص الكامل لكلمه الرئيس السيسي التي قال فيها نصا :

اصحابَ الجلالهِ والفخامهِ والسمو والمعالي ...

معالي الدكتور نبيل العربي ... امينُ عامِ جامعهِ الدولِ العربيه ...

يُسعدني ان ارحب بكم جميعاً اخوه اعزاء علي ارض مصر ... وان انقل اليكم كل تقدير وموده الشعب المصري الذي طالما اعتز بانتمائه لامته العربيه ... التي بذل المصريون وسيبذلون دوماً اغلي ما يملكون صوناً لاستقلالها وكرامتها ... كما يطيب لي ايضاً في افتتاحِ اعمالِ اجتماع مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي القمه في دورتِه العاديهِ السادسهِ والعشرين ... ان اعرب باِسمي وباسمكم عن كل الشكر والتقدير لدولهِ الكويتِ الشقيقهِ ...  ولاخي صاحبِ السموِ الشيخِ صبّاح الاحمد الجابر الصباح ... لقيادته الحكيمه ورؤيته السديده خلال تولي الكويت رئاسه الدورهِ الماضيهِ للقمهِ العربيهِ ... والتي اضافت لَبِنه جديده الي بناء العمل العربي المشترك ... ولا يفوتني ان اشيد بالجهود التي بذلتها الامانهِ العامهِ لجامعهِ الدولِ العربيهِ وامينها العام الدكتور نبيل العربي ... طوال الدوره السابقه وللاعدادِ لاجتماعنا اليوم ... والذي ارجو من اللهِ عزَّ وجلّ ان يُكلّلَ بالنجاحِ والتوفيق ... وان ترقي نتائجه الي تطلعات الأمه العربيه التي تعلق امالاً كبيره علي جامعتنا ...  وتنتظر المزيد من تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك.

استشعر عِظَم المسئوليه لتزامن مشاركتي الاولي في قمهٍ عربيهٍ كرئيس لمصر بيت العرب... مع تشرفها باستضافهِ ورئاسهِ الدورهِ الحاليه ... فلا يخفي عليكم ان خطوره العديد من القضايا التي تواجهنا في هذه المرحله في انحاء الوطن العربي قد بلغت حداً جسيماً ... بل وغير مسبوق... من حيث عمق بعض الازمات واتساع نطاقها وسوء العواقب المترتبه عليها في الحاضر والمستقبل ... فانعقاد قمتنا اليوم تحت عنوان التحديات التي تواجه الامن القومي العربي... انما يمثل تعبيراً عن ادراكنا لضروره ان نتصدي لتلك القضايا دون ابطاء او تاجيل... من خلال منهج يتسم بالتوازن والمصداقيه وعبر ادوات ذات تاثير وفاعليه ...

عانت امتنا العربيه من المحن والنوازل منذ انشاء جامعتها ... ما بين الكفاح من اجل تحرير الاراده الوطنيه او للتخلص من الاستعمار او الحروب التي خاضتها دفاعاً عن حقوقها... وبين تداعيات المشكلات الاقتصاديه الخارجيه والداخليه ... لكن هذه الامه ... وفي احلك الظروف ... لم يسبق ان استشعرت تحدياً لوجودها وتهديداً لهويتها العربيه كالذي تواجهه اليوم... علي نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها ... ويعمل علي تفكيك نسيج المجتمعات في داخل هذه الدول ذاتها ... والسعي الي التفرقه ما بين مواطنيها ... والي استقطاب بعضهم واقصاء البعض الاخر علي اساس من الدين او المذهب او الطائفه او العِرق... تلك المجتمعات التي استقرت منذ مئات السنين ... وصهرها التاريخ في بوتقته ووحدتها الامال والالام المشتركه... وسواءٌ اكتسي ذلك التهديد رداء الطائفه او الدين او حتي العِرق وسواءٌ روجت له فئه من داخل الامه او اقحمته عليها اطراف من خارجها بدعاوي مختلفه ... فان انتشاره سوف يكسر شوكه هذه الامه وسوف يفرق جمعها ... حتي تغدو في امد قصير متشرذمه فيما بينها ومستضعفه ممن حولها بسبب انهيار دولها وشده انقسامها علي ذاتها...

ان ذلك التحدي الجسيم لهويه الامه ولاستقرار مجتمعاتها ولطبيعتها العربيه الجامعه ... يجلب معه تحدياً اخر لا يقل خطوره ... لانه يمس الامن المباشر لكل مواطنيها وهو الارهاب والترويع ... الذي يمثل الاداه المُثلي لهؤلاء الذين يروجون لاي فكر متطرف كي يهدم كيان الدول ويعمل علي تقويضها ... ولقد راينا كيف استغل هؤلاء وجود بعض اوجه القصور في عدد من الدول العربيه في الوفاء باحتياجات مواطنيها ... فاستغلوا تطلعات المواطنين المشروعه لاختطاف الاوطان واستغلالها من اجل ماربهم ... او لاعلان الحرب علي الشعوب حتي تذعن لسلطانهم الجائر ... كما راينا ايضاً كيف اشتدت شراسه الارهاب في حربه التي يشنها علي الامنين ... والحد الذي بلغته بشاعه الجرائم التي بات الارهابيون يمارسونها بكل جراه مستهزئين بايه قيم دينيه او اخلاق انسانيه ... بهدف نشر الفزع وبث الرعب ... ومن اجل اظهار قدرتهم علي تحدي سلطات الدول وهز الثقه فيها ... كوسيله للترويج للفكر المتطرف الذي يقف ما وراء الارهاب ويستغله باسم الدين او المذهب لتحقيق اهداف سياسيه.

ويقتضي الانصاف منا ان نواجه ايضاً ... وبكل ثقه واصرار ... المشكلات التي يمثل تراكمها تحدياً لمجتمعاتنا ... علي الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي ... لاسيما في مجالات مثل بطاله الشباب والاميه والفقر وعدم كفايه الخدمات الاجتماعيه ..وان نعمل علي تعظيم الاستفاده من وعينا باهميه تلك المشكلات عندما خصصنا قمه عربيه دوريه للشئون الاقتصاديه والتنمويه والاجتماعيه ... ان عدم ايلاء الاهتمام الواجب لتلك المشكلات يضعها حتماً في مصاف التحديات التي تواجه امننا القومي ... خاصه وانها تكتسب ابعاداً اضافيه من خلال استغلال اثارها السلبيه علي المجتمعات العربيه من المتربصين بالامه في الداخل اوالخارج.

ان بعض الاطراف الخارجيه تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شئونها او لاستقطاب قسم من مواطنيها بما يهدد امننا القومي بشكل لا يمكننا اغفال تبعاته علي الهويه العربيه وكيان الامه .. فلقد اغرت تلك الظروف اطرافاً في الاقليم وفيما وراءه واثارت مطامعها ازاء دول عربيه بعينها ... فاستباحت سيادتها واستحلت مواردها واستهدفت شعوبها ... وقد تفاعلت تلك التدخلات مع مؤثرات اخري كالارهاب والظروف الاقتصاديه والاجتماعيه ... بل وحتي الاحتلال ... لتزيد من وطاه التحديات وتخدم بذلك اهدافاً تضر بمصالح الامه العربيه وتحول دون تحقيق تقدمها.

اليات الخروج من الازمه "

ان المسئوليه الملقاه علي عاتقنا لمواجهه كل تلك التحديات تتطلب منا ... كما ذكرت ... منهجاً للمعالجه يتميز بالمصداقيه والفعاليه ... الامر الذي ينبغي ان يدعونا للتفكير في اتخاذ اجراءات عمليه جماعيه ... ذات مغزي ومضمون حقيقي ... تتسق مع اهدافنا في الحفاظ علي الهويه العربيه وتدعيمها ... وصد محاولات التدخل الخارجي في شئوننا ... وردع مساعي الاطراف الاخري للمساس بسياده الدول العربيه الشقيقه وحياه مواطنيها ... واثق اننا جميعاً... وامتنا العربيه ... نعتقد ان ذلك الصد وهذا الردع هو حق لنا ... هو دفاع عن امننا دون تهديد لشقيق قريب او لاي جار ... قريب كان او بعيد ... هو درع لاوطاننا ولاهلنا ... وليس سيفاً مُسلطاً علي احد الا من يبادرنا بالعدوان ...

لقد مرت بامتنا مراحل لم تزد في اخطارها عما نعايشه اليوم ... فراي قاده الامه العربيه معها انه لا مناص من توحيد الجهود لمواجهتها ... وانه لابد من ادوات للعمل العربي العسكري المشترك للتغلب عليها ... لكنه ومهما كان تقييمنا لمدي نجاح كل تلك الجهود ... وازاء امكانيه تفاقم الاوضاع والتحديات الراهنه من ارهاب يداهم ويروع ومن تدخلات خارجيه شرسه ... نحتاج الي التفكير بعمق وبثقه في النفس ... في كيفيه الاستعداد للتعامل مع تلك المستجدات من خلال تاسيس "قوه عربيه مشتركه" ... دونما انتقاصٍ من سيادهِ اي من الدولِ العربيهِ واستقلالِها... وبما يتّسِقُ واحكامِ ميثاقيّ الاممِ المتحدهِ  وجامعهِ الدول العربيهِ ... وفي اطارٍ من الاحترامِ الكاملِ لقواعدِ القانونِ الدولي ... ودون ادني تدخل في الشئون الداخليه لاي طرف... فبنفسِ قدرِ رفضِنا لاي تدخلٍ في شئونِنا ... لا نسعي للافتئاتِ علي حقِ ايهِ دولهٍ في تقريرِ مستقبلِها وفقَ الارادهِ الحرهِ لشعبِها .

وفي هذا الاطار ... ترحب مصر بمشروع القرار الذي اعتمده وزراء الخارجيه العرب وتم رفعه للقمه بشان انشاء قوه عربيه مشتركه ... لتكون اداه لمواجهه التحديات التي تهدد الامن القومي العربي.

ان لدي الامه العربيه من الامكانيات ما يكفل لها المضي نحو مزيد من التكامل الذي لا تقتصر عوائده علي الجوانب الاقتصاديه فحسب ... انما من الضروري النظر اليه باعتباره احدي الوسائل الهامه لتثبيت ولتاكيد الهويه العربيه ... هويه الاقليم العربي ... الذي باتت حدوده وبعض انحائه تتعرض للهجوم والتاكل ... ويهمني ان اشيد هنا بالدور البارز الذي يقوم به البرلمان العربي في التعبير عن تطلعات واهتمامات الشعوب العربية ... وتجسيد قيمه العمل العربي المشترك ... كما اود ايضاً ان انوه بنتائج مؤتمر وزراءِ التنميهِ والشئونِ الاجتماعيهِ العربِ في اكتوبر الماضي ... والذي اعتمدَ اعلاناً يتضمن اولوياتِ التنميهِ العربيهِ لما بعد عامِ الفين وخمسهَ عشر ... نسعي الي تضمينه في اولويات اجنده التنميه المُرتقبه... حتي نؤكد حرصنا علي مكافحهِ الفقرِ بانواعه وتحقيقِ العدالهِ الاجتماعيهِ ... وتوفير سبلِ العيشِ الكريمِ للشعوبِ العربيه ...والارتقاءِ بمستوي الخدماتِ لاسيما الصحيه والقضاء علي الاميه بحلول عام 2024 ... وخلقِ المزيدِ من فرصِ العمل للجميع ... بمن فيهم الشباب من النساء والرجال.. واقامهِ مجتمعاتٍ عربيهٍ امنهٍ مستقره.

لقد اكّدنا مِراراً علي اهميهِ دورِ المؤسساتِ الدينيه في التصدي للفكرِ المتطرف لان من يسير في طريقه الوعر سينزلق حتماً الي هاويه الارهاب ... ما لم يجد سبيلاً ممهداً لصحيح الدين ... اننا في امَس الحاجهِ الي تفعيلِ دورِ مؤسساتِنا الدينيهِ بما يعزِّزُ الفهمَ السليمَ لمقاصدِ الدينِ الحقيقيهِ من سماحهٍ ورحمهٍ ... اننا في امس الحاجهِ الي تنقيهِ الخطابِ الديني من شوائبِ التعصبِ والتطرفِ والغُلُوِّ والتشدُّد ... لتتضح حقيقه الدين الاسلامي الحنيف واعتداله... والاملُ معقودٌ في ذلك علي كافهِ المؤسساتِ الدينيه في الدولِ العربيه ... ولقد كان مؤتمرُ مواجههِ التطرفِ والارهابِ الذي احتضنهُ الازهرُ الشريفُ في ديسمبر الماضي نموذجاً عملياً لمثلِ هذه الجهودِ التي ننشدُ من خلالِها تجفيفَ منابعِ الفكرِ المنحرفِ ... كما ان علي رجالِ الفكرِ والثقافهِ والاعلامِ والتعليم واجباً عظيماً تجاهَ اوطانِهم .. من خلالِ تحصينَ النشءِ والشبابِ العربي ضدَ المعتقدات التي تحضُّ علي الكراهيهِ وجمود الفكرِ ورفضِ التنوعِ واقصاءِ الاخر ... وترسيخِ مفهومِ الدولهِ الوطنيهِ الحديثهِ والحث علي حمايهِ النسيجِ العربي بكامِلِ مكوناتِه ... وعلي ادراكِ قيمهِ التراثِ الحضاري والانساني ككل ... والذي شكلت الحضارتين العربيه والاسلاميه رافداً اساسياً له ... فاثرت مكونه الروحي ... كما اطلقت طاقات الفكر والادب والعلوم والابداع .. لتنهل البشريه منها وتنشد مستقبلاً افضل ... ولقد استلهمت نخبه من المفكرين والمثقفين العرب تلك الروح ...  فشاركوا في مؤتمرِ مكتبهِ الاسكندريه الذي دعت اليه مصر في القمه السابقه ... لوضعِ استراتيجيهٍ عربيهٍ شاملهٍ لمواجههِ الفكرِ المتطرف... والذي خلص الي عددٍ من التوصياتِ الجديره بالاهتمام والتطبيق ... وارجو ان يكونَ ذلك المؤتمر حلقه في سلسله عملٍ فكري متواصل.

        وفي هذا الاطار ...اود ان اشير الي خطر ارهابي جديد غير تقليدي ...يستغل التقنيات الحديثه وعلي راسها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ...ويسئ استخدام شبكه المعلومات والانترنت بغرض التحريض والترهيب ونشر الفكر المتطرف... وتدعو مصر لتضافر كافه الجهود لوضع مبادئ عامه للاستخدام الامن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات...وتفعيل الاتفاقات الدوليه المنظمه لهذا الشان.

 اليمن ومساعي السيطره علي الوطن :

ان كل تلك التحديات افرزت ازمات القت ومازالت تلقي بظلالها الوخيمه علي عالمنا العربي .. وليس اكثر الحاحاً اليوم ... ولا اشد تجسيداً للمدي الذي بلغته تلك التحديات من الاوضاع في اليمن .. حيث وصلت الي حد النيل من امننا المشترك وليس المساس به فحسب...  فما بين استقواء فئه بالسلاح وبالترويع لنقض شرعيه التوافق والحوار ... وبين انتهازيه حفنه اخري طامعه للاستئثار باليمن واقصاء باقي ابنائه ... وبين تدخلات خارجيه تستغل ما اصاب اليمن لنشر عدواها في الجسم العربي ... فشلت مساعي استئناف الحوار ... وذهبت ادراج الرياح كل دعوات تجنب الانزلاق الي الصراع المُسلح ... فكان محتماً ان يكون هناك تحرك عربي حازم ... تشارك فيه مصر من خلال ائتلاف يجمع بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربيه واطراف دوليه ... بهدف الحفاظ علي وحده اليمن وسلامه اراضيه ومصالح شعبه الشقيق ووحدته الوطنيه وهويته العربيه... وحتي تتمكن الدوله من بسط سيطرتها علي كامل الاراضي اليمنيه واستعاده امنها واستقرارها.

ان ما الت اليه اوضاع ليبيا الشقيقه لا يُمكن السكوت عليه ... ولا يخفي عليكم ان استعاده الامن والاستقرار في ليبيا لا يحتل فقط اهميه قصوي بالنسبه لمصر ... لاعتبارات الجوار الجغرافي والصلات التاريخيه القديمه... ولكن للاقليم والمنطقة العربية ككل علي ضوء تشابك التهديدات ووحده الهدف والمصير ... فضلاً عن الاعتبارات المتصله بصون السلم والامن الدوليين ... الذي بات يتاثر بما تشهده الساحه الليبيه من تطورات وتنامي لخطر الارهاب ...وفي الوقت ذاته فان تاييدنا لمجلس النواب الليبي المُنتخب ... وللحكومه المنبثقه عنه ... انما يرجع بشكل اساسي لاحترامنا التام لاراده الشعب الليبي ولحقه في تقرير مستقبله بنفسه ... ولكن الوضع في ليبيا يزداد خطوره وتعقيداً يوماً بعد يوم ... في ظل استفحال ووحشيه التنظيمات الارهابيه ... مما يستلزم تقديم كافه اشكال الدعم والمسانده للحكومه الشرعيه دون ابطاء ... لتمكينها من اداء دورها في بسط الامن والاستقرار في ربوع ليبيا ... وبما يُفعل دورها في مكافحه الارهاب ويسمح لها بالدفاع عن نفسها ضد التنظيمات الارهابيه... كما ندعم في الوقت ذاته وبكل قوه ... الحلول السياسيه المطروحه من قبل الامم المتحده ... والراميه الي تحقيق توافق بين اشقائنا في ليبيا وصولاً الي تشكيل حكومه وحده وطنيه ... الا انه وبالنظر الي التطورات المُتسارعه وتمدد تواجد التنظيمات الارهابيه .. فانه لم يعد مقبولاً ما يسوقه البعض من ذرائع حول الربط بين دعم الحكومه الشرعيه وبين الحوار السياسي... فليس من المنطقي ان نطلب من الشعب الليبي العيش تحت نيران الارهاب لحين التوصل لتسويه سياسيه ... وموقفنا واضح جلي في اننا نُدعم المسارين بذات القدر ... ومن جانب اخر ندعو المجتمع الدولي للاِضطلاع بمسئولياته ... وبلوره رؤيه اكثر واقعيه ووضوحاً لمحاربه الارهاب والتعامل مع كافه تنظيماته ... وعدم اضاعه المزيد من الوقت .. لكي لا يتصور من يرفعون السلاح ان هذا هو السبيل لتحقيق مكاسب سياسيه.

لقد باتت الازمه السوريه ماساه يتالم لها الضمير العالمي ... واننا ننظر بقلق بالغ حيال استمرار مُعاناه الشعب السوري ... فالاوضاع المُترديه هناك تتفاقم يوماً بعد يوم ... وقد شاهدنا ما ادي اليه التدهور من خلق حاله فراغ استغلتها التنظيمات الارهابيه ... فصار استمرار هذا الوضع المؤسف يُهدد امن المنطقه باسرها ... ان الحاجه مُلحه للتعاون والتنسيق لاعتماد تصور عربي يُفضي الي اجراءات جديه لانقاذ سوريا وصون امن المنطقه ... ولا مناص من استمرار الدفع ازاء الحل السياسي لوقف نزيف الدم ... وبما يحفظ وحده الاراضي السوريه وثراء نسيجها الوطني بمكوناته المختلفه ... تحت مظله الدوله المدنيه الحاضنه لجميع السوريين .

ان مصر لا تزال تتعامل مع الازمه السوريه من زاويتين رئيسيتين ... الاولي دعم تطلعات الشعب السوري لبناء دوله مدنيه ديمقراطيه ... والثانيه هي التصدي للتنظيمات الارهابيه التي باتت منتشره ... والحيلوله دون انهيار مؤسسات الدوله السوريه ... وانطلاقاً من مسئوليه مصر التاريخيه تجاه سوريا فان مصر بادرت بدعم من اشقائها العرب الي العمل مع القوي الوطنيه السوريه المُعارضه المُعتدله ... وصولاً الي طرح الحل السياسي المنشود ... حيث استضافت القاهره في يناير الماضي اجتماعاً ضم طيفاً عريضاً من قوي المعارضه الوطنيه السوريه ... ونعكف حالياً علي الاعداد لاجتماع اكثر اتساعاً لتلك القوي السياسيه ... ان الدفع بطرح سياسي يتبناه السوريون وتتوافق عليه دول المنطقه والمجتمع الدولي هو خطوه هامه علي طريق الوصول لحل سياسي يضع نهايه لمحنه الشعب السوري ... ويُحقق اماله وفقاً لارادته الحره المستقله في بناء دوله وطنيه ديمقراطيه .

ان نجاح العراق الشقيق في اتمام الاستحقاقات الدستوريه ... التي تُوجت بتشكيل الحكومه الجديده .. يستدعي منا تقديم المسانده للخطوات الايجابيه التي شرعت الحكومه في تبنيها لاستعاده الامن والاستقرار ... كما نُرحب بما تنتهجه هذه الحكومه من سياسات مقرونه بالتطبيق... لترميم علاقاتها مع دول جوارها العربي ... بما يسمح للعراق بمُمارسه دوره الهام في محيطه العربي ... ونامل ايضاً ... ان تتمكن حكومه العراق من الوفاء بمتطلبات الوفاق والمصالحه بين مختلف مكونات الشعب العراقي ... وصولاً لاحياء مفهوم الدوله الوطنيه بعيداً عن اي تمايز عِرقي او طائفي... معولين علي جهودها الراميه لاستعاده سيطرتها علي كامل ترابها الوطني ... بما يُمكنها من دحر التنظيمات الارهابيه المتطرفه ... فهذه الجهود لا تصون امن العراق فقط بل تحفظ الامن القومي العربي برمته ...

كما تُتابع مصر باهتمام التطورات التي تشهدها الساحه اللبنانيه في ظل التحديات الكبري التي تشهدها المنطقه ...ولا يفوتني في هذا الصدد ان اعرب عن ترحيب مصر بالحوار القائم بين مختلف القوي السياسيه اللبنانيه ... لاستعاده الاستقرار في هذا البلد الشقيق ... ووقف حاله الاستقطاب ... وتخفيف حده الانقسام بما يُمكن لبنان من اجتياز هذه المرحله الدقيقه من تاريخه... ويحفظ مقدرات الشعب اللبناني ومؤسسات دولته ... ويُحقق الاستقرار الاقليمي المنشود ... ونامل ان تفضي هذه الجهود الي انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانيه دون مزيد من الانتظار ...

 ولابد لي ان انوه ايضاً الي ما يعانيه اشقاؤنا في جمهوريه الصومال ... من عدم استقرار وتهديدات لحياتهم اليوميه منذ اكثر من عقدين ... فرغم ما نُلاحظه من تحسن تدريجي في الاوضاع الامنيه والسياسيه مؤخراً ... بفضل الجهود المضنيه التي تقوم بها الحكومه الفيدراليه الصوماليه ... والدعم العربي والافريقي والدولي لها ... الا ان الاعتداءات الارهابيه المتكرره ... ما تزال تُمثل تهديداً مباشراً لامن واستقرار المنطقه الذي هو جزء لا يتجزا من الامن القومي العربي ... في ظل الروابط الفكريه والتنظيميه بين التيارات المتطرفه داخل الصومال وبين شبكات الارهاب الاقليميه والدوليه .... واود في هذا الاطار ان اؤكد علي دعم مصر الكامل لجهود الحكومه الصوماليه في تنفيذ "رؤيه 2016" ... من اجل استكمال البناء المؤسسي والدستوري في الصومال وتحقيق طموحات شعبه الشقيق.

علي الرغم من جسامه التحديات والتهديدات التي تواجهها امتنا العربيه ... سيظل اهتمام مصر بالقضيهِ الفلسطينيهِ راسخاً ... ادراكاً منها لان حلَّ هذه القضيهِ هو احدُ المفاتيحِ الرئيسيهِ لاستقرارِ المنطقه ... التي لن تهدا ابداً طالما ظلت حقوق الشعب الفلسطيني مُهدَره... علي الرغمِ من اعترافِ المجتمعِ الدولي بحقه في اقامهِ دولته المستقله وعاصمتُها القدسُ الشرقيه ...

ان قلوبنا وعقولنا مفتوحهٌ للسلام العادل والشامل الذي يحقق الامن والسلام لكل الاطراف والذي يتطلب انهاء الاحتلالِ الاسرائيلي لكل الاراضي الفلسطينيه ... من خلال مفاوضات جاده ومثمره علي اساس القرارات الدوليه ومبادره السلام العربيه ... مع ضروره وقف الانشطهِ الاستيطانيهِ الاسرائيليه والانتهاكاتِ المستمرهِ للمقدساتِ الدينيه جميعِها ...

اسلحه الدمار الشامل والقوي النوويه في المنطقه :

لا يُمكن الحديث عن التحديات التي تواجه الامن القومي العربي دون التاكيد مُجدداً وبقوه... علي ثوابت الموقف العربي حيال مساله اخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي واسلحه الدمار الشامل ... فسوف ينعقد مؤتمر مراجعه معاهده عدم الانتشار خلال شهري ابريل ومايو المقبلين ... ويُمثل انعقاد المؤتمر فرصه حقيقيه للدول العربيه ... لمطالبه المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته والاسراع باتخاذ خطوات عمليه ومُحدده ... لتنفيذ القرار الصادر عن مؤتمر مراجعه عام 1995 ... حول انشاء منطقه خاليه من الاسلحه النوويه وكافه اسلحه الدمار الشامل الاخري في الشرق الاوسط ...

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل