المحتوى الرئيسى

القمة العربية تكتب صفحات مضيئة لحماية الهوية والقيم العربية

03/28 10:51

في غمار تحرك عربي ناجز لحمايه الهويه والقيم العربيه في اليمن تبدا اليوم في مدينه شرم الشيخ القمه العربيه التي تتجه لكتابه صفحات مضيئه في ثقافه الفعل والانجاز وتطابق الاقوال مع الافعال .

وفيما جاء القرار العربي بالتحرك لاعاده الشرعيه في اليمن مؤكدا في الوقت ذاته علي ضروره حمايه الهويه العربيه لهذا البلد العربي بكل مايعنيه ذلك من ابعاد ثقافيه فان هذا القرار لابد وان يحظي بكل التقدير والدعم من المثقفين العرب الذين ابدوا في الاونه الاخيره قلقا مشروعا ومبررا حيال مخاطر تتهدد الهويه العربيه لعده أقطار عربية جراء ممارسات جماعات طائفيه وانقلابيه تنفذ اجندات قوي اقليميه غير عربيه.

وكانت رئاسة الجمهورية قد اوضحت في بيان ان مشاركه مصر في هذه العمليه جاءت اتساقا مع الموقف الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي بدعم الشرعيه التي توافق عليها الشعب اليمني وانطلاقا من مقتضيات مسئوليه مصر تجاه الحفاظ علي الامن القومي العربي بمنطقه الخليج والبحر الاحمر واستنادا الي اتفاقيه الدفاع العربي المشترك وميثاق جامعه الدول العربيه.

واضاف البيان انه كان حتميا علي مصر تحمل مسئوليتها وان تلبي نداء الشعب اليمني من اجل عوده استقراره والحفاظ علي هويته العربيه.

وفي استجابه سريعه لطلب الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي بدات تسع دول عربية امس الاول "الخميس" عمليه عسكريه موسعه تحت اسم "عاصفه الحزم" لانهاء الانقلاب الحوثي علي الشرعيه الرئاسيه والبرلمانيه في هذا البلد العربي.

ولاريب ان القمه العربيه في شرم الشيخ هي قمه اللحظه الخطره وتستدعي بالفعل جهدا برؤي مبدعه للاجابه علي اسئله تتعلق بوجود الامه وطبيعه النظام العربي الجديد واولويات التهديدات في وقت تجد فيه الامه نفسها تحت النار بينما تتشكل فيه ملامح نظام عالمي جديد.

والقرار المنتظر في قمه شرم الشيخ بشان القوه الدفاعيه العربيه المشتركه لابد وان يسهم ايجابا في حمايه الهويه العربيه بعد ان وجد العرب انفسهم في وضع اقليمي ضاغط ومستهدفين بمشاريع لقوي اقليميه غير عربيه بدت وكانها تسعي لاعاده انتاج زمن مضي منذ قرون وقرون عندما كانت القبائل العربيه في زمن الجاهليه موزعه بين كسري الفرس وهرقل الروم !.

ومن هنا راي معلقون مثل الدكتور محمد السعيد ادريس ان ابرز ملفات النظام العربي كانت تدار من جانب القوي الاقليميه الثلاث المتصارعه: ايران وتركيا واسرائيل وان اغلب صراعات هذه القوي بمشاريعها تاتي علي حساب المصالح العربيه والامن القومي العربي .

وفيما تصاعدت دعوات في الاونه الاخيره لضروره التوصل الي رؤي وتفاهمات عربيه تعيد للنظام العربي تماسكه فان معلقين ومحللين من بينهم محمد السعيد ادريس اكدوا علي ان الاقتراح المصري بتاسيس قوه عسكريه عربيه مشتركه للدفاع عن الامن القومي العربي ومحاربه الارهاب يمكن ان يكون مدخلا مهما لتحقيق اختراق عربي لطوق الازمات الذي يتهدد العرب.

وكان وزراء الخارجيه العرب قد وافقوا علي اقتراح مصر بتشكيل قوه عربيه مشتركه في قرار يرفع الي القمه العربيه اليوم "السبت" في شرم الشيخ وهو القرار الذي يستند علي معاهده الدفاع العربي المشترك التي وقعت منذ عام 1950 والماده 51 من ميثاق الامم المتحده حسبما اوضح الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية.

واشار العربي الي ان مايشهده اليمن يفرض وبالحاح النظر فيما يمكن اتخاذه من اجراءات وتدابير جماعيه لصيانه الامن القومي العربي ومواجهه التهديدات الجسيمه التي تتعرض لها الامه بما في ذلك مكافحه التنظيمات الارهابيه التي تهدد امنها. 

والتحالف الحقيقي الذي يحتاجه العرب-علي حد قول الدكتور محمد السعيد ادريس-هو "ان يتحالفوا مع انفسهم وان يحاربوا الارهاب " فيما كان بعض ابرز المثقفين العرب مثل الكاتب والمفكر البحريني الدكتور محمد جابر الانصاري قد التفتوا لاهميه الحفاظ علي اللغة العربية من اجل حمايه الهويه داعين ودعوا من قبل لقرارات ملزمه علي مستوي قمم عربيه بشان دعم اللغه العربيه.

وقال الدكتور محمد جابر الانصاري ان الخطر الماثل يتمثل في ان جيلا عربيا جديدا لا يحسن استخدام لغته الام لافتا الي انه اذا نظرنا الي حدود الوطن العربى الكبير "نجد ان الحدود اللغويه هي التي تحدده في غياب اي اعتبار اخر" وهذه الحدود اللغويه هي التي تجيب علي سبب عدم انضمام قوي اقليميه مثل ايران وتركيا لهذا الوطن العربي الكبير.

وفي اواخر عام 2010 وفي سياق طرح له حول قمه ثقافيه عربيه اعاد المفكر البحريني محمد جابر الانصاري للاذهان ان "الفارسيه الحديثه بلورها الفردوسي قرونا بعد الفتح الاسلامي لفارس ولايذكر التاريخ ان العرب وقفوا ضدها".

اما الاكاديمي والشاعر اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح وهو رئيس المجمع العلمي اللغوي في اليمن فقد راي انه اذا كان هناك اكثر من اسلوب في الحفاظ علي الهويه القوميه وحمايه مكوناتها فان الثقافه هي الجزء الاقوي في تحدي المخاطر "لانها الاقدر علي التسرب في ثنايا النفس الي ان تصبح جزءا لايتجزا من مخزونها المعرفي والروحي والادبي". 

ولعل حزمه قرارات قمه شرم الشيخ ككل تفضي لمزيد من تحديد الهويه العربيه وتاصيلها في عصر العولمه ومهددات السياده الوطنيه للدول العربيه وبما يعكس ثقافه استراتيجيه عربيه قادره علي التعامل مع المتغيرات في الاقليم والعالم.

ويقول الدكتور عبد العزيز المقالح ان الشعوب التي دفعت ثمنا باهظا من استقلالها وسيادتها وحريتها تحت شعار العولمه الثقافيه هي في الاساس تلك التي قبلت بان تفرط في هويتها الثقافيه معتبرا انه "اذا انهار الجدار الثقافي فلا شييء يمنع من تفتيت الشعوب وتحويلها الي بؤر للتناحر والخصومات".

ويدعو المقالح "الي توحيد الجهود واستنفار الطاقات الفكريه والابداعيه لاحياء فكره وحده ثقافيه عربيه تقوم علي التنوع والتعدد". 

غير انه لاجدال علي ان القرار العربي بالتحرك لاعاده الشرعيه الي اليمن يعني ايضا اعلاء "ثقافه المباداه والقدره علي الفعل والانجاز" بقدر ماجاء بشيرا "بنوبه صحيان قومي" و"عقل استراتيجي عربي جديد" بعد "المرحله الرخوه" و"حاله السيوله" و"مظاهر الفوضي" التي كادت تهدد وجود الأمة العربية وتعصف بمقدرات دولها وحقوق شعوبها في الحياه. 

فاذا كنا كعرب نعرف الخطر فان المعرفه لن تكون قوه الا بافعال تستند علي هذه المعرفه وهذه القمه لابد وان تكون قمه الافعال ولحظه لمواجهه الحقيقه بمخاطرها الوجوديه !.

ومن هنا لايمكن لعروبي ان يعترض علي التحرك السعودي الخليجي بدعم مصري دفاعا عن الشرعيه اليمنيه وحمايه لامن الخليج اوالقصف الجوي لمواقع ميليشاويه طائفيه في اليمن بعد ان وصلت ميليشيات الحوثيين الموالين للمشروع الايراني الي ابواب عدن وباتت صنعاء في قبضتها والطريق مفتوح لباب المندب بكل اهميته الاستراتيجيه المعروفه للقاصي والداني.

وللحقيقه فان التحرك العربي الاخير في اليمن وضع حدا لمخاوف لطالما رددها مثقفون مصريون وعرب من مرحله رخوه في السنوات الاخيره كانت تعيد للاذهان حقبه ممالك الاندلس قبل سقوطها عندما كانت تتحالف مع اعداء العروبه والاسلام من اجل مصالح ذاتيه انانيه وقصيره النظر حتي ضاع الاندلس كله!.

ويبدو واضحا في ضوء عمليه "عاصفه الحزم" لانقاذ شعب اليمن ان هناك حاله ارتياح بين المثقفين العرب الذين حذروا من قبل من مخاطر التشرذم المحزن للعرب وتفرقهم بين قوي اقليميه غير عربيه راحت تتمدد في الفضاء العربي ساعيه لفرض اجنداتها ومشاريعها علي الامه العربيه.

لكن مصر "الجديده" بعد ثوره 30 يونيو تدعو "لاقامه نظام عربي اقليمي جديد باعتباره ضروره استراتيجيه"فيما لفت وزير الخارجيه سامح شكري لاهميه الا يكون تجديد النظام الاقليمي العربي قائما علي اساس اي من المحاور التي شهدتها منطقه الشرق الاوسط في العقود الاخيره.

وتاتي هذه الدعوه المصريه لاقامه نظام عربي جديد في وقت تتردد فيه التساؤلات حول اتجاهات النظام العالمي ومااذا كان هناك نظام عالمي جديد تتشكل ملامحه بالفعل علي نحو ماقال المفكر الاستراتيجي الامريكي هنري كيسنجر في كتابه الجديد "النظام العالمي" والذي جاء معبرا عن نظره رجل جمع مابين نظريات الاستراتيجيه وخبرات العمل كوزير للخارجيه ومستشار للامن القومي.

وهكذا فالمشهد العربي الحالي كجزء من المشهد العالمي الراهن يطرح اسئله مختلفه عن اسئله الماضي كما يتطلب فهما ثقافيا استراتيجيا عميقا لمحدداته ومتغيراته وسرعه التطورات فيه احيانا وعمق التدخلات الخارجيه في هذه التطورات سواء من قوي اقليميه غير عربيه او قوي عالميه.

واوضح سامح شكري ان اهداف هذا النظام العربي الاقليمي الجديد مواجهه تحديات العصر وتحقيق التنميه والاعداد لتمكين الجيل الجديد فيما ياتي هذا الطرح معبرا عن حاله حراك حميد علي مستوي الفكر والعمل للسياسه الخارجيه المصريه واستعاده الدبلوماسيه المصريه العريقه لمفهوم المبادره بما يخدم مصر وامتها العربيه معا.

هذه نظره مباشره لقلب مشكله تشكل خطرا حاليا وتهديدا وجوديا وهي بعيده عن الحديث التـقليدي عن الحلول الطويله الامد لكل قضايانا الهامه كعرب وبما قد ينطوي علي نوع من الكسل او التهيب من ثمن المواجهه الحاسمه مع اي قضيه من تلك القضايا المزمنه ناهيك عن قضايا متفجره افرزها الوضع الراهن.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل