المحتوى الرئيسى

فضائح عربية أرّختها 6 كتب

03/27 14:18

تؤوَّل الفضائح علي معانٍ مختلفه من خلال استعمالها في الكتب والتقارير، ولها وقعها في الاوساط الثقافيه والفنيه والسياسيه والاجتماعيه، خصوصاً اذا كان صاحب الفضيحه نجماً او سياسياً او رجل دين. يزيد من وقع الفضيحه في العالم العربي انه ليس هناك من حريه راي، لذا تكون نوعاً من جراه شعبويه زائده، ينتج عنها احياناً حبس الكاتب او مصادره كتابه او حرقه.

الفضيحه قد تكون في جانب منها "ماركتينغ" لتسويق الكتاب، واحياناً نوعاً من الاغتيال السياسي المبطن برعايه مخابراتيه او سلطويه، لكنها قد تشبه ايضاً الاعتراف، كطريق الي التوبه.

كثيره هي الفضائح التي وردت في الكتب العربيه، بعضها من ضمن الصحافة الصفراء التي لا تستحق القراءه (لا سيما فضائح الممثلات)، وبعضها تحمل اشارات عميقه عن الواقع السياسي المرير في العالم العربي.

عندما نشر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي كتاب "منظومه الدعايه تحت حكم بن علي/ الكتاب الأسود" فوجئ البعض بالاسماء التي وردت فيه، وكانت تتلقي دعماً مالياً من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي لتبييض صورته في الخارج. الاسماء التي خدمت بن علي مذهله في تناقضاتها، اذ انها تضم علمانياً مثل الراحل العفيف الاخضر، و"اسلامياً" مثل محمد الهاشمي! وتضم اسماء من قناتي "المستقبل" الحريريه و"المنار" التابعه لحزب الله. لا يمكن التكهن بحقيقه المعلومات التي وردت في الكتاب، لكنّ اهميته في انه يعطي مثالاً عن احوال الصحافه والاعلام في ظل الطغيان، من عراق صدام  وليبيا القذافي، الي سوريا الاسد وايران الخامينئي.

ثمه الكثير من الكتب الاجنبيه التي تتضمن فضائح حول شخصيات سياسيه عربيه، لعل ابرزها راهناً تلك التي تناولت "العقيد" الليبي معمر القذافي وعلاقته بالنساء، وخصوصاً كتاب الصحافيه الفرنسيه انيك كوجان Les Proies او "الطرائد" الذي يكشف عن الهوس الجنسي الذي  عاشه القذافي، وكيف انه لم يكن يحكم بلاده بالحديد والنار فحسب، بل يستخدم الجنس لبسط نفوذه علي ليبيا من خلال علاقته بزوجات السياسيين الليبيين. عززت كوجان القصص التي نُسبت للقذافي بشهاده احدي الضحايا، وهي مراهقه تدعي ثريا، كانت قد قدمت وروداً للقذافي حينما زار مدرستها عام 2004. تروي كوجان علي لسان شاهدتها انها في ذلك الوقت كانت دخلت للتو الخامسه عشره من عمرها، وان مدير المدرسه ابلغهم ان "العقيد" سيزور المدرسه، وان ذلك مفخره لهم، وعليهم بهذه المناسبه ان يكونوا في ابهي صوره. ومنذ ذلك اليوم لم تر ''ثريا" الخير، اذ اعجِب القذافي بها وتم اخذها بالقوه بامر منه الي سراديب قصره، وهناك اغتصبها، ومنعها من التحدث مع اهلها. وتضمن الكتاب وصفاً علي لسان ثريا للسراديب التي رُميت فيها وما كان يحصل من امور جنسيه.

بالعوده الي بعض الكتب الفضائحيه التي صدرت قبل سنوات، هناك الكثير من الكتب المصريه التي تختلط فيها الزعامه السياسيه بالاغراء الفني، فنقرا عناوين مثل "سعاد حسني عميله المخابرات وعشيقه صدام"، و"فضائح الزعماء" و"فضائح الفنانين".

شكل كتاب "انحرافات صلاح نصر" لاعتماد خورشيد الذي صدر سنه 1988 صدمه لدي القراء، اذ طُبع 6 طبعات في ثلاثه اشهر وحقق مبيعات لم يحققها كتاب اخر، وتم منعه وسحبه من الاسواق بحكم قضائي من احدي المحاكم المصريه. لكنه يبقي كتاباً تسويقياً اكثر منه وثيقه عن واقع ما، وما تضمنه يوجد في معظم الصحافه الصفراء، يقول الكاتبان فاروق فهمي ومصطفي امين، رغم ان اعتماد خورشيد سليله احدي العائلات الارستقراطيه باعتبارها حفيده حافظ باشا رشدي، الا ان شهرتها تعود الي علاقاتها المزودجه بـ"الفن" والمخابرات. ومجرد ان يكون العنوان "انحرافات"، يصبح وقعه لدي القارئ اشد من "الاعترافات".

من منا لا يتذكر كتاب "من اسرائيل الي دمشق مسيره الدم والخيانه" لروبير حاتم او "كوبرا" كما يعرف باسمه الامني والحزبي، وهو مرافق الوزير السابق ايلي حبيقه الذي اغتيل في بيروت. كان الكتاب وثيقه عن فضيحه مدويه، انْ لناحيه انتشاره او لناحيه المعلومات التي وردت فيه. كشف "كوبرا" في اتهاماته لحبيقه بانه امر وحرض علي ارتكاب جرائم قتل وخطف وتعذيب ومحاولات اغتيال واغتصاب وسرقات وفساد مالي خلال الحرب الاهليه اللبنانيه، عندما كان يشغل منصب قائد القوات اللبنانيه.

اعتبر الكتاب عام 1999 "فضيحه" هزت اركان المجتمع اللبناني لكثره "الفضائح" التي نشرها او اعلنها مرافق الوزير السابق. ما دفع بالحكومه اللبنانيه الي منع نشر او توزيع الكتاب، وقضت بسجن المؤلف، واعتبر الكتاب في حينه محاوله من اسرائيل لتشويه صوره حبيقه ونبش ماضي الحرب الاهليه.

الفضيحه لم تكن بمضمون الكتاب فحسب، بل بطريقه تناوله من القراء، فبدلاً من تقصي القراء الجرائمَ والفظائع التي وردت في الكتاب، راحوا يبحثون فيه عن احداث غرف النوم، وكان همّهم ان يعرفوا مع ايه نجمه او امراه امضي الوزير ليله حمراء.

في المغرب ثمه بعض الفضائح التي وردت في الكتب، لعل ابرزها كتاب "السجينه" لمليكه اوفقير. روايه واقعيه - او سيره ذاتيه - تحكي حياه مليكه اوفقير وعائلتها. مليكه التي عاشت بدايه حياتها في القصور الملكيه لينتهي المطاف بها سجينه مع عائلتها. عندما بلغت مليكه اوفقير الخامسه من عمرها تبناها محمد الخامس وترعرعت مع ابنته الاميره امينه كاختين. وبعد موت العاهل المغربي تبناها الحسن الثاني واكمل تربيه الاثنتين. عندما بلغت مليكه السادسه عشره عام 1969 خرجت من القصر لتعيش مره اخري عند عائلتها. في عام 1972 قام والدها اوفقير بمحاوله اغتيال الحسن الثاني، لكن عمليته فشلت. فقتل علي اثرها وسجنت عائلته تسعه عشر عاماً. مليكه اوفقير، ابنه الجنرال اوفقير، لم تكن الا ضحيه مشاكل سياسيه قذفت بها وعائلتها الي السجن. "كيف لابي ان يحاول قتل من رباني وكيف للاخير الذي طالما كان لي اباً اخر ان يتحول الي جلاد"! بعد نجاح كتاب "السجينه" واهتمام القراء، تحول الي وسيله تسويق لكتب اخري. اصدرت مليكه كتابها الثاني "الغريبه" وهو  ليس اكثر من تداعيات للكتاب الاول، وصدر كتاب "صديقنا الملك" لجيل بيرو، و"الضيوف" لرؤوف اوفقير و"حدائق الملك" لفاطمه اوفقير و"بين يدي الملك" لسكينه اوفقير. وكلها تدور في الفلك نفسه، والفضيحه الكبري تمثلت في كيف تناول انصار الملك كتاب "السجينه"، اذ اعتبروه اعتداء علي "القديس".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل