المحتوى الرئيسى

تحليل : مكونات التيار "السلفي الجهادي" في تونس وروافده الأربعة بعد الثورة

03/27 13:11

لم يكن بروز التيار السلفي في تونس الي السطح، نتيجه مباشره لاحداث الثوره (يناير/كانون ثاني 2011) وانما افراز لفتره السلطويه السابقه، التي اتخذت من سياسه "تجفيف منابع التدين" خيارا لها.

اجواء الحريه في مرحله ما بعد الثوره، ساهمت بشكل واضح في توفير مناخ خصب، لانتشار الظاهره السلفيه باشكالها التقليديه والسياسيه والجهاديه.

الا ان التيار الجهادي، نال اهتماما اوسع، نظرا لتورط اعضائه في اعتداءات علي انشطه فنيه وقيامهم باعمال عنف، ابرزها اغتيال قياديين يساريين، وهو ما ادي الي تعطيل العمليه السياسيه في تونس، وكاد ذلك يقضي علي التجربه الديمقراطيه الوليده في مهدها.

ويمكن التمييز بين 4 روافد للتيار السلفي الجهادي في تونس بعد الثوره:

* الرافد الاول: هم من كانوا في السجون التونسيه، والذين اعتقلوا قبل الثوره لنشاطهم الجهادي، او لانتماءاتهم الفكريه لتيار السلفية الجهادية.

* الرافد الثاني: هم من كانوا خارج تونس في جبهات القتال بالعراق وافغانستان والشيشان وعدد من الجبهات الاخري، وجلهم كان ينتمي لتنظيم القاعده، وهؤلاء هم نواه التيار السلفي الجهادي.

* الرافد الثالث: هم رفقاء المساجين، الذين دخلوا السجن في اطار قضايا جنائيه وتم استقطابهم داخل السجون.

* الرافد الرابع: هم الشباب الذي تم استقطابهم بعد الثوره، ويمكن القول انهم الاقل سنا ويمثلون قاعده هذا التيار او الجيل الجديد من الجهاديين.

خلال عام 2011، برزت نقاشات داخل هذا التيار الوليد، كانت حول الالتزام باطار تنظيمي من عدمه، هذا النقاش افرز اول انقسام بين من كان يرون انه ليس هناك جدوي وراء الالتزام بذلك، و كان علي راسهم احد اهم مرجعيات السلفيه الجهاديه، الخطيب الادريسي.

في المقابل راي عدد اخر ضروره وجود اطار لهذا التيار، وكان علي راس هؤلاء، سيف الله بن حسين الملقب بابي عياض.

نقطه الخلاف بين الجانبين، كانت حول اختيار ساعه الصفر لانطلاق الجهاد علي ارض تونس، فالادريسي كان يري انها لم تحن بعد، في حين يري ابو عياض انها حانت ومن الضروري الاستعداد لها من خلال بناء تنظيم يشرف علي العمل الجهادي.

ومنذ ذلك الحين، بدا ابو عياض في تاسيس تنظيم "انصار الشريعه" وبنائه، تاركا وراءه من خالفه في الراي.

تطور نشاط انصار الشريعه وتورط في العنف واستجلاب السلاح لتونس في اطار "الاعداد"، الي ان تم اعتباره تنظيما ارهابيا من قبل حكومه "الترويكا" التي كانت تقودها حركت النهضه في اغسطس/اب 2013.

دخل التنظيم مرحله اخري بانتهاجه العمل السري، بشكل كامل، وفي هذه الاثناء، وقع الانقسام داخل التيار السلفي الجهادي علي المستوي المركزي بين تنظيم "داعش" بقياده ابي بكر البغدادي الذي اعلن الخلافه، وبالتالي طالب بالبيعه له، وجبهه النصره التي مازالت تبايع تنظيم القاعده وعلي راسها ايمن الظواهري.

هذا الانقسام القي بظلاله علي تنظيم "انصار الشريعه" في تونس، الذي انقسم بدوره بين من بايع البغدادي ومن بايع الظواهري.

ومؤخراً، يصعب القول ان السلفيه الجهاديه لها حاضنه شعبيه في تونس، فتصنيفها من قبل الحكومة التونسية كتنظيم ارهابي، افقدها اي زخم وامتداد شعبي.

جل الفاعلين في هذه التنظيمات الان خارج تونس، وتعتبر سوريا وجهتهم الاولي، حيث افادت تقارير اعلاميه ان قرابه 5 الاف تونسي يقاتلون في سوريا، وهم منقسمون بين جبهه النصره وتنظيم "داعش".

ويعد ابو بكر الحكيم (ابو مقاتل) المتهم باغتيال شكري بلعيد، من ابرز الوجوه التي تقاتل في سوريا تحت رايه داعش، وسبق وان ظهر في تسجيل فيديو وتبني اغتيال بلعيد والبراهمي ودعا الي الالتحاق بداعش.

المكان الثاني الذي يقصده جهاديو تونس، هو ليبيا، حيث يتواجد عدد من القيادات لما كان يعرف بانصار الشريعه، ومنهم "ابو عياض" الذي تفيد مصادر انه مازال من مبايعي القاعده، في حين بايع احمد الرويسي تنظيم "داعش".

وتفيد مصادر امنيه، ان عدد من الذين يقاتلون الان في مدينه سرت الليبيه تحت رايه "داعش" ضد قوات فجر ليبيا هم من جهاديو تونس، وتقدر اعدادهم بين العشرات والمئات.

لكن عددا من الجهاديين، لا يزالون في تونس، وهم ينشطون في خلايا جهاديه بمناطق جبليه نائيه، مثل جبال الشعانبي، ويهجمون بين الفينه والاخري، قوات الامن، واشهرها ما يعرف بكتيبه عقبه بن نافع، والتي تفيد عدد من المعطيات انها تابعه لتنظيم القاعده، ويقدر اعداد المنتسبين لها بالعشرات.

وقد تكون عمليه "باردو" الاخيره والتي راح ضحيتها 23 قتيلا من بيهم 20 سائحا، قد زادت في الانقسام، بين التيارين، اذ يمكن القول انها العمليه الاولي التي يتم يتبناها تنظيم "داعش" من خلال عدد من المواقع وحسابات علي موقع "تويتر" المحسوبه عليه.

وفي نفس الوقت، تم نشر تسجيل صوتي بتبني العمليه لانس الفقيه، القيادي السابق لانصار الشريعه في المهديه، والمطلوب للامن التونسي حاليا، ويفهم من خلال الشريط، انه مازال يبايع تنظيم القاعده.

وبهذا تكون عمليه باردو، هي العمليه الاولي التي يتبناها تنظيم "داعش" وتنظيم القاعده في نفس الوقت، الامر الذي يبين التنافس والانقسام بين الجانبين.

وحسب وزاره الداخليه، فان الخليه التي نفذت هجوم "باردو" لها علاقه بكتيبه عقبه بن نافع التي مازالت محسوبه علي القاعده، الامر الذي يرجح ان تكون القاعده هي من تقف وراء الهجوم.

والي جانب التيار الجهادي، يوجد في الساحه التونسيه عدد من المكونات السلفيه الاخري، لعل من اهمها حزب جبهه الاصلاح الاسلاميه التونسيه، المرخص له في مارس/اذار 2012.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل