المحتوى الرئيسى

ماذا قدمت أمريكا وإيران من تنازلات بشأن المفاوضات النووية؟ - ساسة بوست

03/27 18:53

منذ 16 دقيقه، 27 مارس,2015

لم تحسم بعد مفاوضات ملف ايران النووي، علي الرغم من الجولات المتقطعه بين فتره واخري حوله، فتاره يحدث تقدم بين الاطراف المفاوضه، واخري صدام يتبعه تاجيل، وخلاف حول بعض الملفات بين ايران والغرب.

لكن، وبالتزامن مع جوله المفاوضات الاخيره في مدينه لوزان السويسريه، بين ايران والولايات المتحدة الامريكيه، فان ثمه اتفاق مبدئي للتوصل الي اتفاق شامل نهايه الشهر الجاري، حسب المتفق عليه.

وبالتالي، فان هذا الاتفاق جاء بعد ان احرزت الجوله الاخيره من المباحثات قدرًا اكبر من التقدم مقارنه بالعديد من الجولات السابقه، بسبب تنازلات ايرانيه وامريكيه معا، للمضي قدما في حسم الملف، وسط تعثر ملفات اخري بينهما.

في التقرير التالي، نتناول ابرز التنازلات التي قدمتها كل من ايران وامريكا بشان مفاوضات البرنامج النووي.

جوله مفاوضات في مدينه جنيف مؤخرا

1- الاتفاق علي تمديد المفاوضات بين ايران و”5+1″

علي الرغم من الاصرار الذي اعلنه طرفا التفاوض في فيينا علي التوصل الي اتفاق نهائي بشان برنامج إيران النووي في الميعاد الذي كان قد حدد له الرابع والعشرين من نوفمبر 2014، الا ان المشاورات في العاصمه النمساويه لم تنجح في تقليص التباعد في المواقف بين الجانبين.

وافقت ايران ونزلت الي رغبه الغرب في جوله المفاوضات النوويه العاشره علي تمديد اجل التفاوض حتي الاول من يوليو 2015، علي ان يعاود انعقاد المفاوضات قبل نهايه 2014، وليكون هذا التمديد هو الثاني منذ انتهاء التمديد الاول في صيف 2014، والذي كان بعد التوصل الي اتفاق “العمل المشترك” المؤقت بجنيف في نوفمبر 2013.

2- نسبه تخصيب اليورانيوم المسموحه لايران

اذ تسعي الدول الست الكبري الي اقناع ايران بخفض قدراتها علي تخصيب اليورانيوم الامر الذي من شانه ان يطيل المده التي قد تستغرقها لانتاج مواد قابله للانشطار تصلح لصنع قنبلة نووية، وقد رضخت ايران لهذا الشرط في نوفمبر 2013، فوافقت علي تحويل اليورانيوم المخصب بنسبه 20% الي 5% والتقليل من مخزونها من اليورانيوم.

الا ان الدول الكبري تشدد علي ضروره وقف التخصيب بهذه النسبه لفتره 10 اعوام، وهو ما ترفضه ايران، وهو وقف التخصيب لفتره زمنيه طويله.

3- التقليل من عدد اجهزه الطرد المركزي

ان مجموعه “5+1″ قلقه ايضًا من العدد الكبير لاجهزه الطرد المركزي التي تملكها ايران بعدد يقدر باكثر من 19 الف جهاز طرد مركزي للتخصيب، فيما تقدر الدول الغربيه حاجه ايران بنحو تسعه الاف جهاز طرد مركزي فقط لاحتياجاتها المحليه.

ان البلوتونيوم الذي ينتجه مفاعل “اراك” العامل بالماء الثقيل له استخدام مزدوج مدني عسكري، وترفض ايران تحويله الي مفاعل يعمل بالماء الخفيف، وتسعي في المفاوضات الي الاحتفاظ بعدد اجهزه الطرد المركزي لديها – وهي عباره عن 9 الاف جهاز نشط و10 الاف جهاز غير نشط – .

وبالتالي، عرضت علي الجانب الامريكي خلال جوله المباحثات الاخيره التي جرت في جنيف تخفيض عدد اجهزه الطرد المركزي التي تشغلها حاليا من 9400 الي 6000 جهاز خلال السنوات العشر الاولي من مده الاتفاق.

4- تحديد انشطه مفاعلي “ناتنز” و”فوردو”

يشار الي ان مفاعل “ناتنز” في محافظه اصفهان هو اول معمل نووي لتخصيب اليورانيوم انشاته ايران والثاني هو مفاعل “فوردو” في محافظه قم، حيث تم انشاء الاخير في عمق الجبال تحسبًا لاي هجوم عسكري محتمل من قِبل الولايات المتحده او اسرائيل ضد هذه المنشاه، وتحوّل “فوردو” لاحقًا الي المنشاه الايرانيه الاساسيه لتخصيب اليورانيوم.

ويخضع النشاط في “فوردو” الي النقاش في المفاوضات حيث تضغط الدول الكبري علي ايران لتغيير طبيعه عمل تلك المنشاه من التخصيب الي البحوث النوويه ونقل اجهزه الطرد المركزي المستخدمه الي منشاه “ناتنز”.

5-الحد من البحوث والتجارب النوويه

المطلب الرابع الذي تصر عليه دول “5+1″ هو، الحد من البحوث والتجارب النوويه المخبريه التي تجريها ايران، والامر يتعلق تحديدًا بمنشاه بحوث نوويه موجوده في العاصمه طهران تاسست في زمن الرئيس الأمريكي الاسبق ايزنهاور في خمسينيات القرن الماضي تحت شعار “النووي للسلم”.

وبالفعل تم التوافق مبدئيا في جنيف في نوفمبر 2013 حول انشطه هذه المنشاه وسمح لها بممارسه نشاطها، ولكن علي ان تخضع المنشاه للتفتيش تحسبًا لامكانيه استفاده ايران منها للحصول علي نسبه تخصيب اليورانيوم اللازمه لصنع السلاح النووي.

6-وقف مؤقت لانشطه مفاعل “اراك” للماء الثقيل

ان البلوتونيوم الذي ينتجه مفاعل “اراك” العامل بالماء الثقيل له استخدام مزدوج مدني عسكري، لهذا السبب تتعامل الدول الكبري بحساسيه بالغه مع تلك المساله، في حين ترفض ايران تحويل “اراك” الي مفاعل يعمل بالماء الخفيف.

الا ان ايران ابدت بعضا من الليونه بشان تجميد اعماله بصوره مؤقته، دون النزول الي رغبه الدول الست ووقفه تماما، حيث لا يزال قيد البناء مخصص لمعالجه البلوتونيوم الذي بدوره يمكن ان يفضي الي تصنيع القنبلة النووية.

7- اجراء عمليات تفتيش طبقا لمعاهده “ان بي تي”

تؤكد الدول الكبري علي ضروره التنفيذ المؤقت للبرتوكول الملحق بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية “ان بي تي” من قِبل ايران، حيث تسمح هذه المعاهده لمفتشي الوكاله الدوليه للطاقه الذريه بزيارات مباغته للمنشات النوويه الايرانيه.

واستجابه ايران حينها لتلك الشروط يعني فتح الباب واسعًا لاعاده النظر في اسقاط العقوبات الاقتصاديه المفروضه عليها من قِبل الولايات المتحده والعديد من الدول الاوروبيه، بالاضافه للعقوبات المفروضه عليها من قِبل مجلس الامن.

الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو

1-خفض العقوبات المفروضه علي ايران

كانت الولايات المتحده قد رفعت تجميد ما يقارب 7 مليارات دولار خلال الصفقه الاوليه التي ابرمت في نوفمبر من عام 2013 بين اعضاء الدول الـ6 وايران، ولكن مع ذلك ليس بمستبعد تكثيف العقوبات المفروضه علي ايران، او حتي التوقف عن تخفيفها في حال تعثر المفاوضات معها خلال الفتره الانتقاليه.

حتي ان تقارير اقتصاديه لفتت الي انه بحلول ابريل/نيسان 2014، اخذت ايران تتعافي ببطء لكن بثبات، حتي انه لوحظ ان العلاقات التجاريه لايران مع عدد من الدول قد تحسنت بشكل ملحوظ.

وبالتالي فان واشنطن كانت حرفيا تدفع الاموال المخصصه (700 مليون دولار شهريا) لايران لمواصله المفاوضات، كما يري مراقبون.

وتعد العقوبات الاقتصاديه الغربيه ضد اران بمثابه السلاح الغربي لحرب ناعمه طويله الامد ضد الجمهوريه الاسلاميه، حيث الحق هذا السلاح الناعم اضرارا كبيره بالاقتصاد الايراني لكن في الوقت الحاضر مع تمديد المفاوضات يبقي مصيرها معلقا بين الخروج من عنق الزجاجه بطريقه شبه مستحيله او ستواصل مسيرتها نحو النهايات المفتوحه.

الا ان ايران تطالب حتي اللحظه برفع جميع العقوبات الدوليه المفروضه عليها فور التوقيع علي الاتفاق، الامر الذي تعارضه الدول الكبري، الا ان الدول الغربيه تصر علي رفعها بصوره تدريجيه تمشيا مع وفاء طهران بالتزاماتها.

2- قبول محدود ببرنامج ايران الصاروخي

سمحت امريكا لايران بزياده عدد الاجهزه المستخدمه ليصل الي 7800 جهاز خلال السنوات الاربع التي ستعقب السنوات العشر الاولي من الاتفاق، اما في السنوات الخمس التي تعقب هذه الفتره فتطلب ايران السماح لها بتشغيل الـ 9400 جهاز التي بحوزتها الان.

وبحسب الاقتراح، فان ايران اقترحت نقل غالبيه مخزونها من اليورانيوم المخصب الي روسيا، وان تبقي بحوزتها كميه رمزيه تعادل 300-350 كيلوغراماً.

وقبلت امريكا في الاسابيع الاخيره تشغيل 6500 جهاز طرد مركزي من مفاعلات ايران النووية، مع رفع العقوبات التي الحقت الاضرار بالاقتصاد الايراني.

اضافه، الي التراجع عن مطلب اقفال او تفكيك مفاعل اراك للمياه الثقيله الذي يمكنه انتاج بلوتونيوم للاستخدامات العسكريه، واقفال منشاه فوردو، وهما منشاتان يري كثيرون ان لا ضروره لهما في اي برنامج نووي سلمي، ما لم يكن الغرض الاساسي هو الحصول علي قنبله نوويه.

فضلا عن تخفيض عدد اجهزه الطرد المركزي الي اربعه الاف، وهو الحد الاعلي الذي يجب ان يسمح لايران بامتلاكه اذا كان الهدف مراقبتها بشكل جيد، ومنعها من اختصار الفتره الزمنيه اللازمه لانتاج قنبله نوويه.

3- تحديد سقف زمني للاتفاق

قبلت امريكا بتحديد الاتفاق حول برنامج ايران النووي زمنيا، مما يعني انه بغض النظر عما ياتي في مضمون اي اتفاق، فان العمل به سينتهي خلال فتره معينه وبعدها تصبح ايران رسميا في حل كامل منه، ويعترف بشرعيه مسارها النووي الكبير وما ينجم عنه، حيث تم الاشاره الي ان فتره الاتفاق المقترحه تصل الي حوالي عشر سنوات.

4- رفعها من قائمه” الارهاب”

كانت خطوه مفاجئه قامت بها وكالة الاستخبارات الأمريكية في تقريرها السنوي الصادر بخصوص التحديات الامنيه التي تواجهها الولايات المتحده الامريكيه، والتي رفعت كل من ايران وحزب الله اللبناني، من “قوائم الارهاب” ما يوحي بوجود اسرار جديده حول ملف المفاوضات النوويه.

وجاءت هذه الخطوه، كما يري متابعون بالتزامن مع تقديم تنازلات وتبادل مصالح بين الطرفين الامريكي والايراني، وتخفيف الضغط السياسي الممارس علي ايران، اضافه الي تمديد المفاوضات لجوله جديده.

اضافه الي احتمال وجود تهديد واضح لدول الخليج العربي التي تعاني من التمدد الايراني والجماعات المتشدده والميليشيات الشيعيه المدعومه من ايران، خاصه بالعراق واليمن.

5- تغير في السياسه نحو ايران

ثمه من يري ان الولايات المتحده ووفقا لسياسه الاحتواء تحاول تقويض قوه طهران عبر بناء تحالف “ستار اخضر” حولها ياتي تاليا علي عقوبات انهكتها بشده، والابتعاد عن المواجهه المباشره لصالح الاهتمام بقضايا استراتيجيه مستقبليه تلوح في افق اسيا عبر الصعود الصيني. لذلك، فان واشنطن ماضيه قدما في اعلان اتفاق نووي مع طهران، اذ تبدو المنطقه رغم اشتداد الحرب فيها اكثر استعدادا من اي وقت مضي لحصول ذلك، فعدم توقيع الاتفاق في هذه اللحظه سيؤدي بالتبعيه الي فرض العقوبات وتشديدها مجددا علي نطاق اوسع، ما سيستتبعه بالضروره تصعيد ايراني في وتيره برنامجها النووي.

اما توقيع الاتفاق فسينقل ايران ولو نظريا من مرحله العقوق الي الاحتواء بشكل يساعد علي تخطي، او علي الاقل يعطل، مرحله المواجهه معها عمليا بخضوعها لنظام صارم من المراقبه النوويه.

فيما يبدو الستار الاخضر العربي السني اكثر استعدادا لمواجهه الخطر الامني الايراني المحتمل، وهي النقطه التي تمثل قلقا كبيرا لحليفتها اسرائيل، التي بدات تشعر ان واشنطن تضغط علي زر “التوقف” عندما يتعلق الامر بمواجهه طهران، لكنها في نفس الوقت تنسحب من الشرق الاوسط لصالح تحالف عربي سني قوامه خليجي في دفه القياده.

5- توتر العلاقه مع اسرائيل

ظهور الوثائق التي سربها جهاز الاستخبارات الاسرائيلي “الموساد” حول برنامج، وتحذير المجتمع الدولي من امكانيه اتمام صفقه سيئه بين القوي الغربيه وبين ايران، من توتر العلاقات مع امريكا، خاصه مع الارتياح الاخير بقرب توقيع الاتفاق مع ايران.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل