المحتوى الرئيسى

'ست الملوك'.. مفتية نساء زمانها

03/27 03:31

ست الملوك ، شيخة جليلة، عفيفة، زاهدة من بيت عدالة، وفقيهة حنبلية، كان أهلها كلهم عدول تقات لم يسمع عنهم شائنة ، اعتبرها المؤرخون والعلماء والفقهاء نموذجاً إنسانياً يحتذى به، ووسيلة للإقتداء و التأسي بها أيضاً ، لما لها من دور في الهجرة إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

هي العالمة وفقيهة نساء زمانها فاطمة ابنة علي بن الحسين الواسطية الأصل، البغدادية، المدعوة " ست الملوك" أبنة أبي نصر الحنبلية ، منذ صغرها حرصت على التفقه في أمور الدين ، وتعلق قلبها بالعلم والتعلم ، وكانت مولعة بطلب العلم ، والذهاب إلى أكابر علماء وفقهاء عصرها للتعلم منهم ، ويدل على ذلك كثرة شيوخها ومن تعلمت على أيديهم، وكثرة من أجازها من العلماء والمحدثين الذين تلقت على أيديهم علوم الإسلام من فقه وحديث وقرآن من أمثال أبي بكر محمود بن مسعود بن بهروز مسند الدارمي، والمنتخب من مسند عبد، وأجاز لها أبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي و علي بن أبي بكر بن أبي بكر بن روزبة، و الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهرودي، و أحمد بن أبي السعود بن القميرة، وأحمد بن يعقوب المارستاني، والأنجب بن أبي السعادات الحمامي، وسعيد بن محمد بن ياسين، وعبد العزيز بن دلف، وعبد الملك بن أبي القاسم بن قينا، ومحمد بن سعيد بن الخازن، ومحمد بن محمد بن السباك وعجيبة الباقدارية .

وكانت فاطمة ست الملوك عاقلة عالمة ذات علم غزير ومعارف جمة، وكان نساء زمانها يستفتينها في مسائل الدين ، ويقتدين بها في معضلات الأمورالتي كانت تواجهن في حياتهن اليومية . قال عنها المؤرخ خير الدين الزركلي في كتابه الشهير " الأعلام ": ست الملوك فاطمة بنت علي بن الحسين بن حمزة الملقبة بست الملوك، فقيهة حنبلية ، روت الحديث وحدثت به . وقرئ عليها مسند الدارمي ومصنفات البغوي، وأجازت بعض معاصريها، أصلها من واسط وسكنها ووفاتها ببغداد.

وطوال عمرها عرفت ست الملوك بالسمعة الطيبة بين الفقهاء والمحدثين، وكانت ثقة عدل بين العلماء، يدل على ذلك كثرة طلابها ومريديها من فحول العلماء، وكثرة من أجازتهم، وخاصة من مشاهير الفقهاء والعلماء أمثال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن شامة، وأبو العلاء محمود بن أبي بكر الفرضي، وذكرها في معجمه، وسمع منها الأمام تاج الدين أبو الحسن علي بن سنجر بن السباك، و أبو الفضل عبد الأحد بن سعد الله بن نجيح الحرَّاني، والشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني، و أجازت أبي العباس أحمد بن محمد بن علي الكازروني، وحدَّث عنها بدمشق ، وقال: هي أخت شيخنا بالسماع العدل عز الدين محمد .

وذكر كثير من المؤرخين في مصنفاتهم ومؤلفاتهم عن ست الملوك أنها كانت وافرة العلم ,تسأل عن دقائق المسائل,وتتقن الفقة إتقانا بالغا ، ومن العالمات الفاضلات تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل