باكستان.. الحليف السعودي الذي يظهر وقت الشدة

اثارت مشاركه باكستان في عمليه "عاصفه الحزم" التي تستهدف الوجود الحوثي في اليمن، العديد من التساؤلات، نظرا لانها العنصر غير العربي الوحيد المشارك في العمليه، لكن نظره الي الوراء تكشف عن تنسيق امني وعسكري عالي المستوي بين السعوديه وباكستان يجعلها غير مستبعده من المشاركه في مثل هذه العملية العسكرية.

في يوم السبت الموافق 21 مارس من العام الجاري، وصلت وحدات خاصه من الجيش الباكستاني الي مطار الطائف الإقليمي للمشاركه في تدريبات مشتركه مع القوات البرية السعودية في اطار تمرينات "الصمصام" للتدريب علي الحرب في المواقع ذات الطبيعه الجبليه الصعبه، بحسب وكاله الأنباء السعوديه وصحيفه الخليج الجديد.

وياتي مجيء هذه القوات الخاصة قبل 5 ايام من بدء العمليه العسكريه التي شاركت فيها الدول العربية، لكن الموقف الباكستاني جاء معاكسا للانباء التي ترددت خلال الفتره الماضيه حول رفضها الانضمام للتحالف السني الذي تقوده المملكه العربيه السعوديه في المنطقه للقضاء علي داعش في سوريا والعراق بالاضافه الحوثيين في اليمن.

العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز طلب، بحسب موقع "المونيتور" من رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، خلال زيارته الاخيره للسعوديه، نشر كتيبه باكستانيه عند الحدود السعودية اليمنية، لكن نواز شريف لم ابدي موقفا رافضا نهائيا للفكره، لكن بحسب مراقبين يمكن ان يكون قد تعرض لضغوط امريكيه دفعته للموافقه علي الطلب السعوديه والمشاركه في العمليه العسكريه.

وتحرص المملكه العربيه السعوديه علي علاقات جيده مع الجانب الباكستاني بسبب تداخل المصالح بين الطرفين، بحسب مراقبين، فالسعوديه وسط مخاوفها من تمدد النفوذ الايراني في المنطقه، بالاضافه الي الصراع بين باكستان كدوله مسلمه سنيه مع الهند، لم تبخل علي باكستان بالمال اللازم لتمويل مشروعها النووي والحصول علي قنبله نوويه الي حد جعل محللين يرون ان القنبله الباكستانيه ما هي الا قنبله سعوديه علي اراض باكستانيه.

وقالت مجله "نيوز ويك" الامريكيه ان السعوديه اشترت صواريخ صينيه من طراز سي اس اس 5 بعد التقدم الذي حققته ايران في برنامجها الصاروخي، واشارت دراسه صادره عن معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي نقلا عن مصادر مخابراتيه امريكيه الي ان السعوديه قامت خلال الفتره من 2008 الي 2010 بتدشين مركز متقدم للقياده والتحكم في الصواريخ.

لكن الملاحظ هو ان المملكه صارت تمتلك صواريخ لها القدره علي حمل رؤوس نوويه، وهو ما دفع للتساؤل حول حاجه المملكه الي هذه النوعيه من الصواريخ مالم يكن لديها رؤوسا نوويه لتركيبها عليها بحسب الدراسه الاسرائيليه.

السعوديه التي مولت المشروع النووي الباكستاني، والتي تدعم الحكومه السنيه هناك مقابل الدعم الايراني للشيعه في باكستان، قد غمرت الاخيره بجميل لابد من رده، واظهار مدي التحالف بين الجانبين، وعندما قامت الثوره الايرانيه، وسقط نظام الشاه عام 1979، تواجد علي الاراضي السعوديه ما يقرب من ثلاثين الف جندي باكستاني. وظلت هذه القوات باقيه في المملكه حتي منتصف الثمانينيات. وفي اثناء حرب تحرير الكويت، شاركت باكستان بحوالي اكثر من 5000 جندي في العمليه.