المحتوى الرئيسى

الليشمانيا تغزو الفلسطينيين

03/26 17:12

ومن وقت قريب، اطلقت وزاره الصحه الفلسطينيه تحذيراتها بشان انتشار هذا المرض، لا سيما في محافظة طوباس التي سجلت حتي اللحظه 47 اصابه منذ بدايه العام، بينما لم تتجاوز خمسين اصابه طوال العام الماضي.

والليشمانيا مرض طفيلي ينتقل للانسان عبر ذبابة الرمل او "ذبابه اريحا" كما يعرفها الفلسطينيون، وتقوم بنقل طُفيل الليشمانيا من داخل حيوان يعد خازنا له -مثل حيوان الوبر الصخري الذي يعرف ايضا باسم "ارنب الصخر"- لجسم الانسان بعد لدغه وافراز الطفيل من غدتها اللعابيه لدم الضحيه.

وما ان اكتشف ثائر اصابته حتي بادر الي مراجعه المراكز الصحيه الخاصه والحكوميه لانهاء معاناته المستمره منذ اكثر من سته اشهر، بعد ان باتت تُؤرّقه نفسيا فوق تاثيرها علي صحته وعدم قدرته علي استخدام يده بشكل طبيعي.

ويقول ثائر -للجزيره نت- انه يحاول باستمرار اخفاء الاصابه التي تفشت وباتت تحرجه كثيرا، كما اضطر لتغيير منطقه سكنه لحمايه اطفاله وعائلته.

ومثل ثائر، تواظب ايمان جابر "ام ناصر" من قريه العقبه قضاء طوباس منذ ثمانيه اشهر علي احضار طفلها احمد (اربع سنوات) للمركز الصحي بالمدينه مرتين اسبوعيا لمعالجته وانهاء معاناته الصحيه والنفسيه بسبب الاصابه بوجهه.

واستمدت "ذبابه اريحا" اسمها من كونها تعيش بالمناطق الحاره وقرب المستنقعات ايضا، وتعرف بانها نوع من انواع البعوض، وتمتاز بصغر حجمها، وعندما تقوم بلدغ حيوان الوبر الصخري ينتقل الطفيل لها ويتكاثر وينمو مره اخري داخل جسمها ويُنقل للانسان بعد ان تلدغه.

وتقدر وزاره الصحه الفلسطينيه عدد الاصابات بنحو خمسمائه حاله سنويا، وتؤكد -وفق دراسات اجرتها- ان حيوان الوبر الصخري هو الخازن الاكبر لطفيل الليشمانيا اضافه الي الكلاب، وان هذا الحيوان يعيش بين الجحور والكهوف والمناطق الصخريه التي انتشرت بكثافه جراء التجريف والتوسع العمراني.

ويقول مدير وزاره الصحه بمدينه طوباس جميل دراغمه ان الليشمانيا يعد مرضا مشتركا بين الانسان والحيوان، وهو لا ينقل بالعدوي من انسان لاخر، مضيفا انه يضم ثلاثه انواع: الليشمانيا الجلديه وهي الاكثر انتشارا، والحشويه التي لم تُسجل ايه اصابات منها حتي اللحظه، اما الثالث فيعرف بالجلدي المخاطي.

ويؤكد الطبيب المسؤول انه رغم استفحال المرض فانه لا يشكل خطرا، لكن الخطوره تكمن بمكوثه اسابيع داخل جسم الانسان وظهوره بشكل مفاجئ، مضيفا ان النوع الجلدي عاده ما يبدا بندبه بالمنطقه التي يصيبها مثل الوجه واليدين، وتحمل راسا مائيا يتفشي بعد انفجاره ويترك تشوها وتقرحات ظاهره.

اما الليشمانيا الحشويه فتنتج عن تغول الطفيليات داخل الجسم بعد اصابته بسبب كثره الطفيليات وضعف مناعه المصاب، وتشمل اعراضها الحمي وتضخم الكبد والطحال، وربما يؤدي ذلك الي الوفاه ما لم يعالج.

ويؤكد دراغمه اهميه تثقيف وتوعيه المواطنين بالمرض، والحد من انتشار الاوبئه عبر النفايات والمياه العادمه، وازاله الصخور التي تشكل مسكنا لحيوان الوبر الصخري، الذي يصعب التخلص منه بطرق اخري مثل القنص لتكلفتها العاليه وتواجد اكثرها بمناطق "سي" التي يسيطر عليها الاحتلال.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل