"باب المندب" .. شريان حياة قناة السويس في خطر

ضربات جويه قادتها المملكه العربيه السعوديه ضد الحوثيين في اليمن في الساعات الاولي من صباح اليوم، تحت مسمي "عاصفه الحزم" بعد تزايد خطر الحوثيين و فرض سيطرتهم علي عدد من المدن اليمنيه ومحاولاتم السيطره علي مدينه "تعز" جنوب اليمن وعلي مضيق باب المندب الذي تعده مصر حجر الاساس في حركه الملاحه بقناة السويس الامر الذي يهدد الامن السعودي والمصري.

في هذا السياق رصدت "بوابه الوفد" الاهميه الكبري لمضيق باب المندب بالنسبه لمصر والعالم.

يعد باب المندب واحدًا من اهم الممرات البحريه في العالم، حيث قدرت عدد السفن وناقلات النفط العملاقه التي تمر فيه في الاتجاهين، باكثر من 21000 قطعه بحريه سنويًا؛ فله اهميه بالغه وتأثير قوي علي حركه التجاره العالميه والنقل، لذلك حرصت القوي الكبري وحليفاتها علي اقامه قواعد عسكريه قربه وحوله.

في ظل تلك الاهميه الاستراتيجيه والدوليه له، وتاثيره علي التجاره العالميه، هدد الحوثيون باغلاقه، واستطاع الحوثيون باليمن السيطره علي مطار مدينه "تعز" التي تقرب كثيرًا من  باب المندب، ويسعون الي السيطره عليها بشكل كامل، ويكفي بالنسبه للحوثيين ان يتقدموا قليلًا نحو الغرب ليصبحوا علي الساحل المطل علي المضيق.

يرتبط وجود باب المندب ارتباطًا وثيقًا ببقاء قناه السويس، فكانت اهميه مضيق باب المندب محدوده حتي افتتاح قناه السويس 1869 وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط وعالمه، فتحول انذاك الي واحد من اهم ممرات النقل والمعابر علي الطرق البحريه بين بلدان اوربيه والبحر المتوسط، وكذلك عالم المحيط الهندي وشرقي افريقيا، الامر الذي عزز اهميه الممر، وسمح لشتي السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر تام علي محورين متعاكسين متباعدين.

لمضيق باب المندب اهميه استراتيجيه حيث انه يعد قناه ما بين بحر القلزم او البحر الاحمر والمحيط الهندي عبر قناه السويس، تبقي اهميته مرتبطه ومتعلقه ببقاء قناه السويس اولاً وممر هرمز ثانيًا، حيث ان تهديد هذين الممرين او قناه السويس يحول السفن الي طريق راس الرجاء الصالح.

ومضيق باب المندب يصل البحر الاحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، ويفصل قاره اسيا عن قاره افريقيا وبشكل ادق يفصل اليمن عن جيبوتي، واكتسب اهميته الاستراتيجيه من كونه يحتل موقعًا يتوسط الممرات البحريه العالميه.

ولدوله اليمن افضليه استراتيجيه في السيطره علي الممر لامتلاكها جزيره بريم، الا ان القوي الكبري،  سعت الامم المتحده في عام 1982 لتنظيم موضوع الممرات المائيه الدوليه ودخلت اتفاقيتها المعروفه "باتفاقيه جامايكا" حيز التنفيز في شهر نوفمبر عام 1994، الامر الذي ادي الي ان اليمن فقدت بعض نفوذه بسبب هذا التدخل الامريكي، كما ان اسرائيل امتلك بعض النفوذ عليه بالتنسيق مع كلا من جيبوتي واثيوبيا.

سبق وان قامت مصر بالسيطره علي مضيق باب المندل، وقامت بغلقه امام اسرائيل باستخدام الغواصات البحرية المصرية وبمساعده الدول العربيه اثناء حرب 1973.

تكون مضيق باب المندب نتيجه تباعد افريقيا عن اسيا بالحركه البنائيه الصدعيه للانهدام الذي كوّن البحر الاحمر في اواخر الحقب الجيولوجي الثالث في عصري الميوسين والبليوسين.

يقع باب المندب بين جزيره بريم اليمنيه شرقًا وجيبوتي غربًا، ويفصل بين قارتي اسيا في الشمال الشرقي، وافريقيا في الغرب، وتحديدًا دولتي اليابان عن جيبوتي، فهو يعد المدخل الجنوبي لقناه السويس.