المحتوى الرئيسى

النجاشى' ملك الحبشة العادل.. صلى النبى عليه صلاة «الغائب» عند وفاته

03/25 10:34

احد ملوك الحبشه والذي استقبل الصحابه المهاجرين اليه،هو النجاشي أصحمة بن أبجر، معدود في الصحابه -رضي الله عنهم-، وكان ممن حسن اسلامه ولم يهاجر، ولم ير رسول الله، فهو تابعي من وجه، وصاحب من وجه آخر، وقد توفي في حياه النبي، وهو الوحيد الذي صلي عليه رسول الله –صلي الله عليه وسلم- صلاة الغائب لما علم بوفاته.

تولي الحكم وهو ابن 9 سنين بعد موت عمه بصاعقه، وبعد سنوات من حكمه، انتشر عدله، وذهبت سيرته الطيبه الي كل مكان، وقال عنه النبي –صلي الله عليه وسلم- «ملك لا يظلم عنده احد».

وقد اورد الامام ابن كثير خطابا ارسله اليه رسول الله ، مع عمرو بن الضمري، فقال: بعث رسول الله عمرو بن أمية الضمري الي النجاشي في شان جعفر بن أبي طالب واصحابه، وكتب معه كتابا:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله الي النجاشي الاصحم ملك الحبشه، سلام عليك فاني احمد اليك الملك القدوس، المؤمن، المهيمن، واشهد ان عيسي روح الله وكلمته القاها الي مريم البتول الطاهره الطيبه الحصينه، فحملت بعيسي، فخلقه من روحه ونفخته كما خلق ادم بيده ونفخته، واني ادعوك الي الله وحده لا شريك له، والموالاه علي طاعته، وان تتبعني فتؤمن بي وبالذي جاءني، فاني رسول الله، وقد بعثت اليك ابن عمي جعفرا، ومعه نفر من المسلمين، فاذا جاؤوك فاقرهم ودع التجبر، فاني ادعوك وجنودك الي الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام علي من اتبع الهدي».

وفي السنه الخامسه للدعوه نصح الرسول المسلمين بترك مكه والهجره الي الحبشه لان فيها «ملك لا يُظلم عنده احد وعادل في حكمه كريماً في خلقه»، وهناك يستطيعون العيش في سلام امنين علي انفسهم وعلي دينهم، وكان عددهم في ذلك الوقت 80 رجلاً غير الاطفال والنساء، ويقال ان الهجره قد تمت بين 610 ـ 629 م، وعندما علمت قريش بذلك انزعجت، فارسلت الي النجاشي عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعه بالهدايا حتي يسلمهما للمسلمين، فرفض النجاشي ذلك الا بعد ان يسمع الطرف الاخر.

فدعاهم النجاشي، فلما حضروا، صاح جعفر بن ابي طالب بالباب "يستاذن عليك حزب الله"، فقال النجاشي: مروا هذا الصائح فليعد كلامه، ففعل، قال نعم. فليدخلوا باذن الله وذمته، فدخلوا ولم يسجدوا له، فقال: ما منعكم ان تسجدوا لي؟ قالوا: انما نسجد لله الذي خلقك وملكك، وانما كانت تلك التحيه لنا ونحن نعبد الاوثان، فبعث الله فينا نبيا صادقا، وامرنا بالتحيه التي رضيها الله، وهي "السلام" تحيه اهل الجنه، فعرف النجاشي ان ذلك حق، وانه في التوراه والانجيل.

فقال: ايكم الهاتف يستاذن؟ فقال جعفر: انا، قال: فتكلم، قال: انك ملك لا يصلح عندك كثره الكلام ولا الظلم، وانا احب ان اجيب عن اصحابي، فامر هذين الرجلين فليتكلم احدهما، فتسمع محاورتنا، فقال عمرو لجعفر: تكلم، فقال جعفر للنجاشي: سله اعبيد نحن ام احرار؟ فان كنا عبيدا ابقنا من اربابنا فارددنا اليهم، فقال عمرو: بل احرار كرام، فقال: هل اهرقنا دما بغير حق فيقتص منا؟ قال عمرو: ولا قطره.

فقال: هل اخذنا اموال الناس بغير حق فعلينا قضاؤها؟ فقال عمرو: ولا قيراط، فقال النجاشي: فما تطلبون منه؟ قال: كنا نحن وهم علي امر واحد علي دين ابائنا، فتركوا ذلك واتبعوا غيره، فقال النجاشي: ما هذا الذي كنتم عليه، وما الذي اتبعتموه؟ قل واصدقن، فقال جعفر: اما الذي كنا عليه فتركناه وهو دين الشيطان، كنا نكفر بالله ونعبد الحجاره، واما الذي تحولنا اليه فدين الله الاسلام جاءنا به من الله رسول وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقا له، فقال: تكلمت بامر عظيم فعلي رسلك.

ثم امر بضرب الناقوس، فاجتمع اليه كل قسيس وراهب، فقال لهم: انشدكم الله الذي انزل الانجيل علي عيسي، هل تجدون بين: عيسي وبين يوم القيامه نبيا؟ قالوا : اللهم نعم، قد بشرنا به عيسي، وقال من امن به فقد امن بي، ومن كفر به فقد كفر بي، فقال النجاشي لجعفر: ماذا يقول لكم هذا الرجل؟ وما يامركم به؟ وما ينهاكم عنه؟.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل