المحتوى الرئيسى

بالصور| "التكدير" في المدارس.. من "عزيزة" إلى "حلق الشعر"

03/24 22:52

يصرخ في وجهه "افتح ايدك" يرفع العصا الخشبيه ليضربه مره ومرات، يحبس الشاب الصغير دموعه خجلًا من زملائه في الصف بعد تعرضه للتاديب بالعصا علي يد مدرسه لانه لم يكمل واجباته المدرسيه، هذا المشهد لم يعد يتكرر بنفس الشكل، واصبحت التجاوزات في العقاب تحدث من بعض المعلمين او بعض المدراء علي طلابهم وقد تسبب موتهم او تصيبهم بعاهه مستديمه.

كان "التذنيب"، ولصق الوجه بالحائط، واحيانًا مع رفع الذراعين لاعلي، هو الاسلوب الاسلم الذي اقترب ان يختفي من المدارس، ويعتبر اثره النفسي علي الطالب اكبر من الجسدي.

- الطرد من الفصل والحرمان من الحصه:

واعتبره الكثيرون اسلوب عقاب لمخالفات التلاميذ، كان يحضر الطالب متاخرًا للحصه الدراسيه او ان يرتدي زيًا مخالفًا.

العصا التي ظلَّت لفتره طويله وحتي الان هي الاداه الرئيسيه لفرض سيطره المعلم داخل الفصل، "عزيزه" و"لوزه" و"سنيه" وغيرها من الاسماء التي اطلقها المعلم علي عصاه التي اصبحت مالوفه لجميع تلاميذه، الضرب علي باطن الكف عده ضربات يزيد المدرس عددها بحجم العقاب، وفي احيان اخري تستخدم علي ظهر كف اليد وهي اشد وجعًا، خصوصًا لو كانت بطرف العصا.

- المد علي القدمين "الفلكه":

انتشر هذا العقاب قديمًا مع انتشار الكتاتيب التي كان يجتمع فيها الصغار للحفظ القران وتلاوته، والذي يقصِّر في الحفظ منهم كان يُضرب بهذه الطريقه، التي انتقلت الي المدارس.

من اغرب انواع العقاب في بلاد كثيره حول العالم، هو قص شعر الطالب او الطالبه بالتحديد، وذلك عقاباً علي ما ارتكبوه من خطا، والتي اصحبت عقاب الفتيات في المدراس اللاتي ترفضن ارتداء الحجاب.

- "الشلوت - كف اليد علي الوجه والقفا - البونيات":

العنف البدني الذي يخلف وراءه ذكريات نفسيه سيئه لكثير من التلاميذ، ووسيله عقاب غير شرعيه، وهو ما يؤدي الي الالام واوجاع تصل الي الاصابه بعاهه مستديمه او الموت في بعض الاحيان.

وبين الرفض والقبول لطريقه العقاب في المدارس، كانت اراء بعض اولياء الامور، حيث قال محمود مصطفي، موظف علاقات عامه باحدي الجامعات: "والله يا فندم زمان ايام لما كنت انا في المدرسه اللي خلاني اجيب الدرجات النهائيه في الرياضيات والاقتصاد والاحصاء ايام الثانويه العامه كان التعنيف اللي حضرتكم ممكن تكونوا ضده او معه"، مضيفًا انه يؤيد التعنيف من المدرس القدوه "ساعتها انا اودي ابني واخويا المدرسه وانا ليا الفخر ان المدرس الفلاني كان بيدرس له".

فيما ابدت "هبه"، ام لطفل في الخامسه من عمره، رفضها قائله: "والله انا من ساعه ما عرفت عن الولد اللي لسه ميت وانا خايفه اوي عشان هقدم لابني السنه دي، "نفسي موضوع الضرب ده يتلغي ولازم يكون في عقاب للي هيستعمل الضرب والله اعصابنا تعبت من كتر الكلام عن العنف".

واعتبر ياسر نبيل، مدرس لغه عربيه، ان العقاب سنه الله في الارض، "ربنا خلق النار والحدود عقاب لازم يكون فيه عقاب مش شرط بالتعنيف"، لكن المدرس الحكيم هو الذي يستطيع ان يتعامل مع طلابه تبعًا لاعمارهم وبيئتهم المختلفه، مضيفًا ان هناك مدرسين يتعاملون مع العقاب بشكل مبالغ فيه، الا انه لا ينظر احد الي كم الضغوطات التي يتعرض لها المدرس داخل فصله، فهناك تلميذ "مستفز" اذا فشل المدرس في التعامل معه "مش هيعرف يدخل الفصل"، وتساءل ياسر مستنكرًا: "لماذا يسلط الاعلام واولياء الامور علي رد الفعل من المدرسين ولا يناقشون الفعل من التلاميذ؟"، مؤكدًا ان اخلاق التلاميذ تغيَّرت مثلما تغيَّرت طرق تعأمل المدرسين، فاستدعاء اولياء الامور لا جدوي له.

ومن ناحيه اخري، اوضحت الدكتوره فؤاده هدايه، استاذه علم نفس بجامعه عين شمس ومتخصصه اطفال، ان كلما تتطورت المجتمعات تخلصت من العنف تجاه الاطفال لما له من اثار نفسيه تفوق الغرض من العقاب.

واكد "هدايه" ان ما يتعرض له الاطفال في المدارس المصريه هو تفريغ غضب المدرس المضطرب او الذي يعاني من ضغوطات متمثله في العدد الهائل للطلاب وضيق الوقت وحياته الاجتماعيه ايضًا، بجانب غياب الرقابه علي الطفل وحقوقه، وهو ما ادي الي ما نراه اليوم من موت واصابه التلاميذ بسبب ما يسمي بانه عقاب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل