المحتوى الرئيسى

جهاد الخازن يكتب:عيون وآذان (لست من هذه الأمة)

03/24 14:32

النسخه: الورقيه - دولي الثلاثاء، ٢٤ مارس/ اذار ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)

قررت ان اطلّق الأمه العربيه طلاقاً بائناً لا عوده عنه. لن اكون من امه تقتل ابناءها، تدمر مستقبلها، تنفذ ما يريد اعداؤها، ثم تتهم الاخرين ودم الابرياء علي يديها.

كانت لي طموحات وحدويه صغيراً كبيراً، من دون ان انتمي يوماً الي حزب سياسي او جمعيه. وحدوي من منازلهم كاكثر ابناء جيلي. وانتقلت من بهجه الامل الي خيبه الامل، من دون ان امر بمرحله وسيطه تحقق شيئاً يسيراً مما تمنيت لهذه الامه.

كنت عربياً بالولاده، زواجي جاء من طريق اسرتي العربيه، وفرحت به. الطلاق قراري وحدي، ولن اتزوج امّه اخري او ادّعي انتماء اخر، حتي وانا احمل الجنسيه البريطانيه وجنسيه من بيليز في أميركا الوسطى لم استعملها يوماً. انا الان عربي مع وقف التنفيذ.

لست من امه يُقتل فيها المصلون في مسجد، والسياح في متحف، وتهدم الاثار، وتسبي فتيات صغيرات، ويهاجَم الابرياء في برجين للاعمال في بلد، وفي «مول» تجاري في بلد اخر، وفي جزيره سياحيه في بلد ثالث.

استطيع ان اكتب تاريخاً عربياً اخر، تاريخ جريمه من قتل ثلاثه خلفاء راشدين الي تعاون امراء المناطق في الاندلس مع ملوك اسبانيا ضد احدهم الاخر، الي تسليم البلاد للمستعمر من مشرقها الي مغربها. الا انني كنت شاباً يطوي الجناح علي امال كبار، واكتفيت من التاريخ بما انجز العرب من ترجمه الفلسفه اليونانيه والزياده عليها، من تقدم في علوم الفلك والطب والكيمياء والجبر وغيرها. نحن اخترعنا الصفر، وجعلنا اوروبا تنتقل من عصور الظلام الي النهضه ونمنا نوم اهل الكهف.

ليتنا بقينا نائمين. عندما استيقظنا شهدت بلادنا عصر نهضه ويقظه قصيراً، ثم راينا رئيساً (مافيوزو) يغزو بلداً عربياً مجاوراً، ورئيساً نصف امي يحكم بلداً 42 سنه ويدمره. ورئيساً يختار «الحل الامني» شهراً بعد شهر بعد 60 شهراً، وجماعه متطرفه تدمر بلداً عامراً في سنه واحده، وعصابات سلحها بلد اجنبي تقلب الحكم وتقتل الناس من شمال البلاد الي جنوبها.

هناك ما هو اسوا من الامثله السابقه. نعم هناك ففي كلٍّ من هذه البلدان اصبح المواطنون يترحمون علي الحاكم الظالم بعد ان ذاقوا الارهاب التالي. اكتب وقد توفي لي كوان يو، مؤسس دوله سنغافوره، او المستبد العادل الذي طلبناه وحصلنا علي نصف الطلب: المستبد.

جهاد الخازن يكتب : (لست من هذه الامه)

اسجل هنا علي نفسي انني اؤيد قيام دوله كرديه في مناطق الاكراد من تركيا وسوريه والعراق وايران. هم وحدهم قاوموا الارهاب والارهابيين وحموا انفسهم، واثبتوا انهم اكثر استعداداً للحكم واعبائه من عرب فتحوا الابواب لعصابات ارهابيه تقتل المسلمين والمستامنين.

هل نحن امام واحد من اشراط الساعه؟ ليس عندي جواب فانا لا اعرف الا ما رايت علي امتداد عقود من وعيي السياسي، وما اتابع اليوم. مع ذلك اقول انني لن استغرب ان يطلع من بيننا «الاعور الدجّال» غداً.

لا بد ان لي نصيباً خاصاً من الفشل العام. خذلت الامه مع الذين خذلوها. خذلت اسرتي وانا اعتقد ان ابنائي سيكون لهم عالم افضل ومستقبل واعد وحريه وامن وامان وديموقراطيه، ثم اراهم يقيمون في الغرب ويحملون جنسيات غربيه، فلم يبقوا شرقيين ولم يصبحوا غربيين. كم مثلهم من جيلهم، يشبه الواحد منهم ذلك الغراب الذي لم يتعلم مشيه الحَجَل ونسي مشيته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل