المحتوى الرئيسى

باحث حقوقي: لا يجب أن يعمينا "البانتومايم الأممي" عن فظائع السيسي

03/23 19:39

ما قدمته مصر خلال المراجعه الدوريه لملفها امام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لا ينبغي ان يجعلنا نغض ابصارنا عن فظائع حقوق الانسان في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي .. 

هكذا علق الباحث الحقوقي ومسؤول الحملات المعني بشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية بمنظمه العفو الدوليه نيكولاس بياشو في مقال للراي نُشِر علي موقع "انترناشونال بيزنس تايمز" البريطاني، علي ملف مصر امام مجلس حقوق الانسان الاسبوع الماضي والذي تعهدت خلاله ضمنيا باجراء اصلاحات بمجال حقوق الانسان.

لا يمكننا ان نتهم مصر انها لم تقدم اداء رائعا الجمعه الماضيه عندما واجهت مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحده في جنيف وتعهدت ضمنيا باجراء اصلاحات بمجال حقوق الانسان وتهرب ممثلوها امام المجلس، ببراعه فائقه، من المراقبه الدوليه لازمه حقوق الإنسان الكبيره، واظهروا للعالم ان بلادهم يسودها الازدهار والنمو والاستقرار.

وابان مشاهدتي للجلسه، ورد الي خاطري شيماء الصباغ، التي قتِلت في شوارع القاهره في 24 من يناير الماضي، حيث كانت تقوم هي ومجموعه من المتظاهرين السلميين التابعين لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي بمسيره من وسط القاهره لميدان التحرير.

وكان هؤلاء المحتجون يرغبون في وضع اكاليل الزهور علي ارواح المئات الذين قضوا في التظاهرات التي خرجت للمطالبه بالعيش والحريه ابان ثوره 25 من يناير عام 2011، لكن بدلا من ان يجد هؤلاء المتظاهرون الطريق مفتوحا امامهم، وجدوا قوات الامن المدججه بالسلاح تغلق الطريق وتوقفت المسيره قبل امتار قليله من صفوف الشرطه.

ثم دار نقاش قصير بين قائد المسيره وقائد الشرطه، حسبما اخبرنا احد شهود العيان، ثم اشار قائد الشرطه الي المحتجين وفتحت قوات الامن نيران اسلحتها علي المحتجين من علي مسافه قريبه، واللحظه التي اطلقت فيها قوات الامن الرصاص علي شيماء ليست محدده زمنيا، لذا فعليك ان تجمعها من خليط للقطات الفيديو المشوشه والصور وشهادات من كانوا معها.

واخبرتنا سيده ساعدت في توصيل شيماء للمستشفي لاحقا: "لقد كانت مستلقيه علي ركبتها وتنزف من فمها ولم تكن تتحرك ولم تكن اي من علامات الحياه علي وجهها".. وبعد شهرين من الحادث، لاتزال السلطات المصريه تصِر علي انكار حدوث ذلك، ومع مرور الوقت، اصبح جليا ان ممثلي المجتمع الدولي الذين ينبغي ان يهتموا لذلك، تظاهروا بان ذلك لم يحدث.

ثم بدا التستر علي ذلك الحادث فورا، فبعد ان انتشرت صور مقتل شيماء علي موقعي تويتر وفيسبوك وسببت صدمه للمتابعين، انحت وزاره الداخليه المصريه باللائمه في وفاتها علي من وصفتهم ب "المتسللين" وبرات قوات الامن من قتلها دون اجراء اي تحقيق، وانكرت استخداما القوات للاسلحه الناريه في ذلك اليوم.

في غضون ذلك، القت قوات الامن القبض علي بعض ممن حاولوا انقاذ شيماء وهي تحتضر، بينما هدد النائب العام شهود العيان علي حادث القتل بالقبض عليهم، واخبرتنا المحاميه الحقوقيه البارزه عزه سليمان: "شهدت بما رايت وان المسيره كانت سلميه، وبعد ذلك اخبرني المدعي العام انني قيد الاقامه الجبريه".

وليست تلك المره الاولي التي يقع فيها مثل ذلك الحادث، ففي عام 2009 استطاع متظاهر ايراني باستخدام هاتفه النقال تصوير مقتل ندي اغا سلطان (27 عاما)، خلال التظاهرات الصاخبه التي اثارتها الانتخابات الرئاسيه الايرانيه ابان ذلك، وقال النشطاء، الذين شاركوا في الاحتجاجات، ان مسلحا تابعا للميليشيات المعروفه باسم "الباسيج" اطلق النار عليها ثم حدث كما حدث في واقعه شيماء الصباغ حيث انتشرت اللقطات المصوره لمقتل ندي اغا سلطان في جميع انحاء العالم.

وحاولت السلطات الايرانيه وقتها اخلاء مسئوليتها والقت باللائمه علي الشبكات الاخباريه في "فبركه" تلك القصه، متهمه وكاله الاستخبارات الامريكيه "سي اي ايه" بقتلها، واشارت باصابع الاتهام للطبيب الذي اسرع لاسعافها.

وثمه تشابه غريب بين وفاه هاتين السيدتين، التين لقيتا حتفهما في احتجاجات علي بعد ست سنوات ومئات الاميال عن بعضهما البعض، لكن المختلف هنا هو عدم وجود ادانه دوليه لحادث مقتل شيماء الصباغ، فالدول التي عبرت عن غضبها حيال مقتل ندا اغا سلطان في ايران، ظهرت معقوده اللسان حيال مقتل احد المتظاهرين الابرياء ايضا في مصر خلال العام الجاري.

ولم يرد اسم شيماء علي لسان اي ممن حضروا مؤتمر الاستثمار البراق في شرم الشيخ الذي عقد في الفتره مابين 13 من مارس الجاري و 15 من الشهر نفسه، كما جلس المسئولون المصريون مع كبار الشخصيات والدبلوماسيين وكبار رجال الاعمال من مختلف انحاء العالم.

واشارت الحكومات الي ان مناقشه الاستعراض الدوري الشامل للامم المتحده الجمعه الماضيه، والتي يجب علي جميع اعضاء المجلس تقديمه كل اربع سنوات ونصف، يعد بمثابه دلاله علي انها تتخذ موقفا جديا تجاه مصر، لكن الحقيقه هي انها باتت تدرك ان مصر ستسقط جدول اعمال المجلس من حساباتها تماما بعد تلك الجلسه، حيث تدرك انها لن تتعرض للمزيد من المراقبه لسجلها في حقوق الانسان من قبل الهيئه حتي موعد الاستعراض الدوري المقبل في عام 2019.

وبحسب مسئولين مصريين اخبرونا ان مصر تزدحم بمشكلات اخري غير ملف حقوق الانسان، لكن ذلك عذر واهِ، فالحقيقه هي انه من السهل تكوين صداقات مع مصر عن الوقوف في وجهها، اما وزاره الخارجيه المصريه فمعروف عنها قسوتها مع كل من يجرؤ علي التجاوز معها، ولا احد يجرؤ علي الاستئساد امامها.

وبعد انتقادات واسعه في البلاد حيال مقتل شيماء، بما في ذلك في وسائل الاعلام المصريه الوطنيه، امر النائب العام بالقبض علي ضابط الامن الذي اطلق النار عليها واحالته للمحاكمه، ولكن بتهمه ضرب افضي للموت الذي يتعرض صاحبه لعقوبه اخف من "القتل العمد" او "القتل".

ويتعارض ذلك الاتهام مع الادله القاطعه، التي ذكرها تقرير الطب الشرعي ان شيماء قتِلت نتيجه اطلاق النار مباشره علي الظهر، وخلال الاسبوع نفسه، تمت تبرئه حبيب العادلي وزير داخليه الرئيس الاسبق حسني مبارك من قبل المحاكم المصريه من اتهامات بالفساد، مما يمهد الطريق لاطلاق سراحه بعد ان تمت تبرئته فعليا من تهم تتعلق بقتل المتظاهرين خلال انتفاضه يناير 2011.

واصبح من المعتاد ان من يدفع الثمن هم المصريون، ففي الوقت الحالي ينزل المحتجون السلميون للشوارع وتكون حياتهم مهدده، وستطارد حوادث وفاتهم تلك الدول التي تكرر انه لا يمكن ان تكون هناك تنميه دون سلام وامن وانه لن يكون هناك سلام وامن او تنميه دون احترام لحقوق الانسان، حيث انها تسعي لشراء حصه في مستقبل مصر فيما تقوم السلطات المصريه برسم خطه للاستقرار والاستثمار والنمو.

والحقيقه هي انه لا يمكن ان يكون هناك استقرار دون حقوق إنسان، وان الوقت قد حان للدول المهتمه بحقوق الانسان، ان تتحدث عن ازمه حقوق الانسان في مصر، بشكل واضح، لا لبس فيه.

نيويورك تايمز: ”النحافه" متهمه بقتل شيماء الصباغ

محمود عفيفي ساخرًا: شيماء الصباغ "كان لازم تتغذي كويس"

6 احزاب سياسيه تتحول الي جبهه "كونفدراليه" موحده

صباحي: ورد شيماء الصباغ سيطرد اشواك الثوره

اندبندنت عن محاكمه المتهم بقتل شيماء: غريبه

حقوقيون: جريمه مقتل "الصباغ" قتل عمد.. وتعليمات بعدم محاسبه الضباط

رايتس ووتش: اتهام ضابط بقتل شيماء ومحاكمه زملائها "مثير للقلق"

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل