المحتوى الرئيسى

مؤتمر العلوم الاجتماعية: الاستعمار فكَّك البنية الثقافية للأمة

03/23 18:42

اكد عدد ٌمن الباحثين المشاركين في المؤتمر الرابع للعلوم الاجتماعيه والانسانيه في مراكش انَّ الاستعمار الذي عانت منه اغلب الدول العربية فكَّك البني الثقافيه للامه .

واختتم المؤتمر والذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في مراكش (19-21 مارس)، حيث ركز علي الادوار المنتظره من المثقفين العرب في السياق الراهن، ازاء قضايا التجديد الديني، وتحديات الاستعمار الجديد، واسئله الهويه العربيه، في الوقت الذي اهتمت الجلسات المخصصه للجامعات والبحث العلمي علي الادوار المجتمعيه لهذه الاخيره، في استنبات الحداثه والديمقراطيه.

شمل برنامج اليوم الثالث والاخير من المؤتمر السنوي الرابع للعلوم الاجتماعيه والانسانيه جلسه عامه قدمت فيها محاضرتان تاسيسيتان في موضوعي المؤتمر: "ادوار المثقفين في التحوّلات التاريخيه"، و"الجامعات والبحث العلمي في العالم العربى".

في موضوع المثقفين والتحوّلات التاريخيه نبّه المفكر المغربي، بنسالم حمّيش، الي خطوره الارث الاستعماري، الذي وان انتهي في شكله المباشر والعملي، فقد استمر بشكل غير مباشر، في تفكيك البني الثقافيه للامه العربيه. وراي ان مهمه المثقف الملتزم بقضايا امته هي التصدي "للمثقفين المزيفين"، والتوعيه بخطورتهم.

يري حمّيش ان من وظائف المثقف الاضطلاع بمهمه الفكر والنقد في الوقت نفسه، فالمثقف لا يكون الا "مفكرا ناقدا"، علي اعتبار ان من وظائف الثقافه كذلك "الاسهام في مجتمع المعرفه، وتقويه دعائمه"، لكن من موقع المجتمع المدني وليس من موقع السلطه. وقال: ان المثقف "يحسن به ان يكون ذلك الصوت الاخر"، مشيرا الي ان المفكر "ادوارد سعيد" مثّل "ذلك احسن تمثيل". لان رفض عمليا وبصوت عال "المواقف الملتبسه، والتعابير السهله، وجهر بكل ذلك في وجه السلطه المهيمنه".

وبعد ان عقّب علي الانتاج الفكري والرمزي ذي الروح والغايات الاستعماريه، مثل اطروحه صدام الحضارات لصاحبها "صامويل هينتغتون"، وزمره من المثقفين في الغرب، الذين اتخذوا مواقف معاديه لقضايا المسلمين، كما هو الشان بالنسبه الي الامريكي "برنارد لويس".

وحدّد حمّيش مهمه النخب العربيه الملتزمه بقضايا امتها في اعاده الاعتبار لهويتها، ولغتها العربيه، والتصدي للتهجمات التي يضطلع بها المثقف "الحرْكي"، بوصفه اداه في خدمه غايات الاستعمار الجديد.

وشكلت الافكار التي عبّر عنها حمّيش تتويجا لجدالات ونقاشات عديده خلال جلسات المؤتمر، تساءلت بعمق عن مكانه المثقف ودوره في الوطن العربي، وفي خضم التحولات الكبري التي يشهدها العالم العربي عامه، واثر ثورات الربيع العربي خاصه.

وكان لافتا التاكيد علي ان دور المثقف العربي منوط بمدي تموقعه في قلب المعاناه العربيه، والتزامه بقضايا امته المجتمعيه، ادبيا ومعنويا. بعيدا عن الانتماءات الضيقه للعصبيات، سواء كانت انتماءات عشريه او حزبيه ايديولوجيه او طائفيه، والتي قد تصبح حاجزا له عن الفهم الموضوعي للقضايا الحقيقيه.

واكدت بعض الاراء علي انتقاد انعزاليه بعض المثقفين، فمع انتشار التعليم وتعقده، وما اوجبه من تخصصيه برز مثقفون تقنيون عازفون عن الفعل الاجتماعي، او منغمسون في وسائل التفاعل الاجتماعي.

في المقابل برز راي ثان خلال المؤتمر، دعا الي تجاوز الاحكام التبسيطيه حول المثقف، ومنها تلك التي تقول بموته، واعتبر ان التكنولوجيا الحديثه وفرت مبشرات بميلاد جديد لمثقف عمومي منحاز لقضايا الثوره وناقد او موجه لها، منطلقا في ذلك من اتساق اخلاقي ومهني.

في موضوع الجامعات والبحث العلمي في العالم العربي، قدّم الدكتور وائل بنجلون، رئيس جامعه محمد الخامس بالرباط، تصورا متكاملا من اجل نهضه الجامعات العربية والبحث العلمي فيها، انطلاقا من ثلاث وظائف رئيسيه للتعليم الجامعي، حددها في المعرفه والمعلومه والابتكار.

ودعا بنجلون، من اجل ذلك، الي العمل عبر ثلاثه مسارات متكامله، الاول يتعلق بترسيخ مبادئ الحكامه، التي تتمثل، حسب بنجلون، في تكريس الاستقلاليه الذاتيه للجامعات، ومنحها الحق في التصرف في ممتلكاتها، وفي تدبير التعليم الجامعي برامجا وتدريسا وتوظيفا، وبناء علاقات بحثيه وعلميه مع محيطها القريب والبعيد، وذلك ضمن استراتيجيه البحث العلمي الوطنيه.

المسار الثاني الذي ركز عليه بن جلون متعلق بالتمويل الكافي، ودعا الي المزاوجه بين التمويل العمومي والخاص، وخاصه النهوض بالتمويل الوقفي، مشيرا الي نظام الوقف موجود لكن لا يوجه بعد الي التعليم والبحث العلمي.

المسار الثالث للنهوض بالتعليم الجامعي والبحث العلمي، يتطلب الاهتمام بالتعليم ما قبل الجامعي، وقال بنجلون ان تنميه القدره علي الابتكار، الذي هو من شروط العصر، ان يتم التربيه علي الابتكار واستخدام التكنولوجيات الحديثه منذ الصغر، وبالضبط في سنوات التعليم الاولي (الحضانه)، في حين ان هذا التعليم لا زال لحد الان خارج اهتمام الدوله الذي فوتته الي القطاع الخاص.

وقد تواصلت الجلسات العلميه خلال اليوم الثالث من اشغال المؤتمر الرابع للعلوم الاجتماعيه والانسانيه، من خلال اربع جلسات علميه: اثنتين في محور ادوار المثقفين حول "المثقف في السياق العربي الاسلامي"، و"المثقف والثورات العربية"، فيما تركز الجلستين الخاصتين بموضوع الجامعات علي "الادوار المجتمعيه للجامعات في الوطن العربي"، وجلسه خاصه بالجامعات في تونس.

واختتمت اعمال المؤتمر بجلسه عامه نقاشيه اشرف عليها الدكتور نديم روحانا، المدير العام للمركز العربي للدراسات الاجتماعيه التطبيقيه "مدي الكرمل"، وفتح فيها المجال للمشاركين في المؤتمر لتلخيص نقاشات جلساته والتركيز علي ابرز الافكار التي اثيرت خلالها.

يذكر ان الجلسات العلميه للمؤتمر الرابع للعلوم الاجتماعيه والانسانيه تواصلت طوال ثلاثه ايام من 19 الي 21 مارس 2015، وذلك في موضوعي المؤتمر بشكل متوازي وفي الوقت نفسه، وتحدث فيه مفكرون وباحثون عرب، وقد تلي اختتام المؤتمر حفل توزيع الجائزه العربيه للعلوم الاجتماعيه والانسانيه.

وتعدّ هذه المره الاولي التي ينظم فيها المؤتمر في المغرب، وسبق ان عقدت دورته الثالثه في تونس العام الماضي، في حين نظمت دورتيه الاولي والثانيه في الدوحه بقطر حيث المقر الرئيس للمركز العربي للابحاث ودراسه السياسات. ويعتزم القائمون علي المؤتمر في المركز العربي تنظيم المؤتمر نفسه في دول اخري.

فيديو..محلب: الاسلام امرنا باحترام حقوق الانسان والحيوان

حسن الدقي: ماذا قدم النظام العربي للامه منذ سقوط بغداد؟

سياسيون كويتيون: موقف الغرب من الاقصي اهانه للعرب

سياسيون كويتيون: موقف الغرب من الاقصي اهانه للعرب

بالصور.. وزير الثقافة يفتتح ملتقي الخط العربي

فيديو..محمد صبحي يطالب "محلب" بتعيين السبكي وزيراً للثقافه

بالصور.. مهرجان فنون الطفل: ليس بالخبز تحيا الشعوب

بالفيديو.. انطلاق شراره "دي كاف" من الحرم اليوناني بالجامعه الامريكيه

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل