تعرف على قصة إسلام «قاتل» عم النبي

اسلم الصحابي وحشي بن حرب، قاتل سيدنا حمزه بن عبد المطلب يوم احد، وشارك في قتل مسيلمه الكذاب يوم اليمامه، وقد كان مولي طعيمة بن عدي، وقيل: مولي جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي وكان يقول‏:‏ «قتلت خير الناس في الجاهليه وشر الناس في الاسلام».

بقي وحشي في مكه بعد عتقه حتي فتحها المسلمون، ففر الي الطائف الي ان خرج وفد منها للقاء النبي محمد، يقول: «فلما خرج وفد الطائف ليسلموا ضاقت علي الارض بما رحبت وقلت الحق بالشام او اليمن او بعض البلاد فوالله اني لفي ذلك من همي اذ قال رجل ‏:‏ ويحك ‏!‏ انه والله ما يقتل احداً من الناس دخل في دينه‏.

فلما قال لي ذلك خرجت حتي قدمت علي رسول الله المدينه، فلم يرعه الا وانا قائم علي راسه، اشهد شهاده الحق‏.‏ فلما راني قال‏:‏ وحشي ؟ قلت‏:‏ نعم‏، قال‏:‏ اقعد فحدثني كيف قتلت حمزه‏.‏ فحدثته،‏ فلما فرغت من حديثي قال‏:‏ ويحك ‏!‏، غيب وجهك عني، فلا اراك‏،‏ فكنت اتنكب رسول الله حيث كان، فلم يرني حتي قبضه الله‏». 

وفي صحيح البخاري : «فاقمت بمكه حتي فشا فيها الاسلام، ثم خرجت الي الطائف فارسلوا الي رسول الله رسولا، فقيل لي: انه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم حتي قدمت علي رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فلما راني قال: انت وحشي، قلت: نعم، قال: انت قتلت حمزه، قلت: قد كان من الامر ما بلغك، قال: فهل تستطيع ان تغيب وجهك عني، قال: فخرجت.

وفي روايه اخري عن ابن عباس قال:- «بعث رسول الله الي وحشي بن حرب قاتل عمه حمزه يدعوه للاسلام فارسل وحشي قائلا :-يا محمد كيف تدعوني وانت تزعم ان من قتل او اشرك او زني يلق اثاما ويضاعف الله له العذاب يوم القيامه، ويخلد فيه مهانا وانا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصه ؟، وبعد هذا انزل الله عز وجل علي نبيه قوله تعالي:«اِلَّا مَن تَابَ وَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَاُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا».

فقال وحشي هذا شرط جديد ويقصد قوله تعالي: ﴿الا من تاب وعمل عملا صالحا﴾ فلعلي لا اقدر علي هذا، فانزل الله قوله عز وجل: «اِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ اَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ»، وبعد هذا رد وحشي قائلا يا محمد لا ادري ان يغفر الله لي ام لا ؟ فهل غير هذا فاتاه رد المولي عز وجل: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ اَسْرَفُوا عَلَي اَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَهِ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، فقال وحشي: هذا نعم واسلم وحشي بن حرب وتاب الي الله.

مشاركته بحرب المرتدين وقتله لمسيلمه

فلما خرج المسلمون في حرب المرتدين انطلق وحشي معهم مستغلا الفرصه وتكفيرا لقتله حمزه بن عبد المطلب وكان ضمن الجيش الذي اتجه الي مسيلمه الكذاب‏‏ صاحب اليمامه‏، فلما بدات المعركه واشتدت ووصلت للحديقه اخذ وحشي حربته لضرب مسيلمه، وتهيا رجل اخر من الانصار، كذلك، فهز وحشي حربته ورماها علي مسيلمه فوقعت في عانته، ثم شد عليه الانصاري فضربه بالسيف، يقول وحشي: فربك اعلم اينا قتله؟.