المحتوى الرئيسى

في ذكرى استشهاد «أسد الله».. قويت شوكة المسلمين بإسلامه.. وبعثه الرسول في أول «سرية»

03/23 18:36

تحل اليوم ذكري استشهاد اسد الله وسيد الشهداء بغزوه احد، فهو من صحابه رسول الله، وعمُّه واخوه من الرضاعه واحد وزرائه الاربعه عشر، وخير اعمامه، هو حمزه بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، وهو اسنُّ من رسولِ الله بسنتين، لُقِّب بسيد الشهداء، واسد الله واسد رسوله، ويكني ابا عماره، وقيل: ابو يعلي. 

هو شقيق صفيه بنت عبد المطلب ام الزبير بن العوام، وهو عم الرسول محمد واخوه من الرضاعه، ارضعتهما ثويبه مولاه ابي لهب، فقد ارضعت حمزه بن عبد المطلب، ثم محمداً، ثم ابا سلمه عبد الله المخزومي القرشي، فكانوا جميعاً اخوه من الرضاعه وكان حمزهُ اسنَّ من الرسولِ بسنتين، وقيل: باربع سنين، والاول اصح، وامه: «هاله بنت وهيب بن عبد مناف وهي ابنه عم امنه بنت وهب ام الرسول محمد، وهو خير اعمام الرسول حيث قال –صلي الله عليه وسلم-: «خَيْرُ اِخْوَتِي عَلِيٌّ، وَخَيْرُ اَعْمَامِي حَمْزَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا».

تربي حمزه بن عبد المطلب في كنف والده عبد المطلب بن هاشم الذي كان سيد قريش وبني هاشم، ونشا مع تِربه وابن اخيه عبد الله واخيه من الرضاعه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وعاشا ينهلان من الشمائل والقيم العربيه الاصيله، من بطوله وشجاعه وكرم، وقد كان حمزه في الجاهليه فتيً شجاعاً كريماً سمحاً، وكان اشدَّ فتي في قريش واعزَّهم شكيمهً، فقد شهد حرب الفجار التي وقعت بعد عام الفيل 20 سنه، وتعد هذه المعركه اولَ تدريب عملي له حيث مارس التدريب علي استعمال السلاح، وتحمل اعباء القتال ومشقات الحروب.

اشهر اسلامه في مكه وكان ذلك في السنه 2 من بعثه الرسول، وكان سبب اسلامه ان أبا جهل اعترض الرسولَ عند جبل الصفا، فاذاه وشتمه ونال منه ما يكره، فلم يكلمه الرسول، ومولاهٌ لعبد الله بن جدعان التيمي القرشي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك، ثم انصرف عنه، فعمد الي نادٍ لقريش عند الكعبه فجلس معهم.

ولم يلبث حمزه بن عبد المطلب ان اقبل متوشحاً قوسه، وكان اذا فعل ذلك لا يمر علي نادٍ من قريش الا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان يومئذ مشركاً علي دين قومه، فلما مر بالمولاه، وقد قام الرسولُ فرجع الي بيته، قالت له: «يا ابا عماره، لو رايت ما لقي ابنَ اخيك من ابي الحكم انفاً، وجده ههنا فاذاه وشتمه وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمدٌ»، فخرج سريعاً، ولما دخل المسجد نظر الي ابي جهل جالساً في القوم، فاقبل نحوه، حتي اذا قام علي راسه رفع القوس فضربه بها فشجَّه شجهً منكرهً، ثم قال: «اتشتمه وانا علي دينه اقول ما يقول؟ فرُدَّ ذلك علي ان استطعت». 

وقامت رجال من قريش من بني مخزوم الي حمزه لينصروا ابا جهل منه، فقالوا: «ما تراك يا حمزه الا قد صبات»، فقال حمزه: «وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وانا اشهد انه رسولُ الله، وان الذي يقول حق، فوالله لا انزع، فامنعوني ان كنتم صادقين»، فقال ابو جهل: «دعوا ابا عماره، فاني والله لقد سببت ابن اخيه سباً قبيحاً»، وتم حمزه علي اسلامه وعلي ما بايع عليه رسولَ الله، فلما اسلم حمزه عرفت قريش ان الرسول قد عز وامتنع، وان حمزه سيمنعه، فكفّوا عن بعض ما كانوا ينالون منه.

ثم رجع حمزه الي بيته، فاتاه الشيطان فقال: «انت سيد قريش، اتبعت هذا الصابيء وتركت دين ابائك، لَلموتُ كان خيراً لك مما صنعت»، فاقبل علي حمزه بثُّه فقال: «ما صنعتُ اللهم ان كان رشداً فاجعل تصديقه في قلبي، والا فاجعل لي مما وقعتُ فيه مخرجاً»، فبات بليله لم يبت بمثلها من وسوسه الشيطان وتزيينه حتي اصبح، فغدا علي الرسول فقال: «يا ابن اخي، اني قد وقعت في امر لا اعرف المخرج منه، واقامه مثلي علي ما لا ادري ما هو، ارشد هو ام غي شديد؟ فحدثني حديثاً فقد اشتهيت يا ابن اخي ان تحدثني»، فاقبل الرسول محمد فذكّره ووعّظه وخوّفه وبشّره، فالقي الله تعالي في نفسه الايمان بما قاله –صلي الله عليه وسلم-، فقال: «اشهد انك الصادقُ، شهاده الصدق، فاظهر يا ابن اخي دينَك، فوالله ما اُحبُّ انَّ لي ما اظلته السماءُ واني علي ديني الاول».

لما ازداد اذي قريش علي المسلمين، ولم يَسلم من اذاهم الاقوياءُ ولا الضعفاءُ، اذن لهم الرسولُ بالهجره الي المدينه المنوره، فهاجروا اليها، وهاجر حمزه مع من هاجر من المسلمين اليها قبيل هجره الرسولِ بوقت قصير، ونزل حمزه وزيد بن حارثه الكلبي، وغيرهم من الصحابه، فنزلوا علي كلثوم بن هدم اخي بني عمرو بن عوف من الخزرج بقباء، ويقال: نزلوا علي سعد بن خيثمه، ويقال: نزل سيدنا حمزه علي اسعد بن زراره النجاري الخزرجي.

وبعد هجره الرسولِ الي المدينه المنوره، اخي بين اصحابه من المهاجرين والانصار، وقال: «تاخوا في الله اخوين اخوين»، ثم اخذ الرسول بيد علي بن ابي طالب، فقال: «هذا اخي»، فكان الرسول وعلي بن ابي طالب اخوين، وكان حمزه بن عبد المطلب وزيد بن حارثه الكلبي مولي الرسولِ اخوين، واليه اوصي حمزهُ يوم احد حين حضره القتال ان حدث به حادث الموت.

سريه حمزه الي سيف البحر:

كان اولُ لواء عقده الرسولُ محمدٌ لحمزه بن عبد المطلب، اذ بعثه في سريه الي سيف البحر من ارض جهينه، وقيل: ان اول لواء عقده لعبيده بن الحارث بن المطلب، قال ابن اسحاق: «فكانت رايهُ عبيده بن الحارث -فيما بلغني- اولَ رايه عقدها رسول الله في الاسلام لاحد من المسلمين».

وبعث الرسولُ سيدنا حمزهَ –رضي الله عنه- الي سيف البحر من ناحيه العيص، في 30 راكباً من المهاجرين، ليس فيهم من الانصار احد، فلقي ابا جهل بنَ هشام بذلك الساحل في 300 راكب من اهل مكه، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني، وكان موادعاً للفريقين جميعاً، فانصرف بعضُ القوم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال، وكان الذي يحمل لواء حمزه ابا مرثد الغنوي، وقال بعض الرواه: «كانت رايهُ حمزه اولَ رايه عقدها رسول الله لاحد من المسلمين».

شهد حمزه بن عبد المطلب بدراً، وابلي فيها بلاءً عظيماً مشهوراً، وكان –رضي الله عنه- هو الذي ابتدا قتال المشركين في غزوه بدر، فقد خرج رجل من جيش قريش هو الاسود بن عبد الاسد المخزومي القرشي فقال: «اعاهد الله لاشربن من حوضهم، او لاهدمنه، او لاموتن دونه»، فلما خرج، خرج اليه حمزه، فلما التقيا ضربه حمزه فاطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض، فوقع علي ظهره تشخب رجله دماً نحو اصحابه، ثم حبا الي الحوض حتي اقتحم فيه، يريد ان يبر يمينه، واتبعه حمزه فضربه حتي قتله في الحوض.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل