المحتوى الرئيسى

ما هو داء السكري؟

03/23 11:48

يقول الدكتور ميرلين توماس، من معهد باكر اي دي اي للقلب والسكري باستراليا انه لكي يستمر جسمك في القيام بوظيفته يجب ان يكون الغلوكوز موجودا دائما في دمك. فهو بنفس اهميه الاوكسجين الذي تتنفسه في الهواء. والدماغ يستطيع القيام بوظيفته لدقائق معدوده فقط بدون اي من هذين العنصرين قبل ان يتوقف تماما عن العمل.

والامر ليس سهلا لتحقيق هذا المستوي من السيطره. لانك قد تاكل وليمه في يوم ما. وفي احيان اخري قد لا تاكل شيئا علي الاطلاق. لكن خلال كل هذا عاده ما تتقلب مستويات الغلوكوز بدرجه طفيفه جدا. وهذا الامر يتحقق بفضل نظام مدروس من المراجعات والتوازنات التي تنظم بعنايه كميه الغلوكوز التي تدخل في الدم والتي تخرج منه. وداء السكري هو الحاله التي يختل فيها هذا التوازن وتزداد فيها مستويات الغلوكوز.

وبما ان السكريات تُهضم وتمتص من وجبتك الغذائيه فانها تستحث اطلاق الهرمونات، التي اهمها الانسولين الذي يُصنع ويُطلق بواسطه خلايا بيتا البنكرياس. والانسولين ينسق استجابه الجسم لمستويات غلوكوز الدم المرتفعه، حيث يبلغ خلايا الكبد والعضلات والدهون باستبعاد الغلوكوز من الدم (وتخزينه لاستخدام لاحق). كما انه يقول للكبد ان يوقف تصنيع واطلاق اي غلوكوز اضافي. وداء السكري يحدث عندما لا يكون هناك انسولين كاف لابقاء مستويات الغلوكوز تحت السيطره.

وهناك عوامل مختلفه كثيره يمكن ان تساهم في انخفاض وفقدان وظائف الانسولين. ففي بعض الناس تستطيع اجهزتهم المناعيه تدمير الانسولين بدون قصد منتجه خلايا بيتا البنكرياس. وهذه الحاله المرضيه يطلق عليها سكري النمط الأول.

وهذا النوع من السكري هو اكثر الاشكال شيوعا، حيث انه مسؤول عن اكثر من 90% من الحالات المرضيه. ويقدر عدد المصابين بهذا النوع في استراليا حاليا بنحو 1.7 مليون شخص، وهذا العدد من المتوقع ان يتضاعف علي مدار العقد القادم. وما لا يقل عن ربع الاستراليين سيصابون بالسكري في حياتهم، خاصه بعد سن الستين. ومن المتوقع بحلول عام 2030 ان يصاب واحد من كل عشره بالغين في العالم بسكري النمط الثاني.

ومن الجدير بالذكر ان اي سعرات حراريه ناكلها زياده علي تلك التي تُحرق من خلال التمثيل الغذائي والتمارين البدنيه تُخزن كدهن. ومعظم الناس يصابون بسكري النمط الثاني لانهم لا يستطيعون بطريقه مامونه حجز كل الطاقه الزائده من وجبتهم كدهن صحي ومن ثم تبدا النفايات السميه في التراكم. وهذا الدهن المُنتَبِذ يتلف خلايا بيتا وينتج مقاومه لنشاط الانسولين.

ويشار الي ان بعض الناس يصابون بسكري النمط الثاني دون ان يكونوا زائدي الوزن جدا. والناس الذين من اصل اسيوي علي سبيل المثال عرضه لتكوين الدهن المنتبذ اذا افرطوا في الاكل او كانوا كسالي. ومن ثم فان اكتساب خمسه كيلوغرامات يضاعف تقريبا خطر الاصابه بسكري النمط الثاني.

لذلك فان افضل طريقه لمنع سكري النمط الثاني هي اراحه خلايا بيتا وانقاص الدهن الزائد. فالتغيرات في كميه وانواع السكر والالياف في الوجبه الغذائيه، علي سبيل المثال، يمكن ان تقلل الجهد الواقع علي البنكرياس. وتقليل الخصر من خلال الحميه الغذائيه وزياده النشاط البدني سيحرق الدهن ويقلل تاثيراته المقلصه علي التمثيل الغذائي (الايض).

وفقدان الانسولين لوظائفه يمكن ان يكون له عدد من الاثار علي الصحه والعافيه. وعاده ما يبدا سكري النمط الثاني كمشكله صامته. وابرز اعراضه -الارهاق وضعف الابصار والنزق وقله الغريزه الجنسيه والتبول المتكرر- قد تُنبذ جميعها كعلامات علي الشيخوخه او مشاكل صحيه اخري. لكن عندما يُشك في ذلك يمكن تمييز السكري بسهوله بواسطه فحص دم.

واحيانا يمكن ان يؤدي السكري الي ضرر خطير ومهدد للحياه بالاوعيه الدمويه والقلب والعينين والاعصاب والمثانه والكليتين. وهذا يجعل السكري سببا رئيسا في العجز والمرض والصحه بين الاستراليين.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل