المحتوى الرئيسى

الجامع الأموي.. مساحة حياة لم تنقطع يوماً

03/23 11:11

تسير داخل اسوار دمشق القديمه متجهاً نحو ساحه الجامع الأموي، فتتجه امّا نحو سوق الحميديه، او تذهب لمشاهده قصه عمرها اكثر من ثمانيه الاف عام من التواصل بين المعبد والكنيسه والمسجد، تحكيها الحجاره والناس. اذا رغبت في الدخول الي المسجد، فعليك ان تخلع حذاءك، لتبدا بالسير حافي القدمين علي كتاب تاريخ مكتوب بالحجاره.

اقواس «معبد جوبيتر» تعود بنا الي العصر الروماني. تقول الرواية التاريخية انّ عباده «الاله حدد» كانت منتشره في بلاد الشام. ومع مجيء الرومان الي المنطقه، حولوا اسم المكان من «حدد» الي «جوبيتر». ولم يبقَ من المعبد سوي اعمده مقابل الباب الرئيسي للجامع.

وقبل ان يتحوّل الي مسجد في العام 705 م علي عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، كان المسجد الأموى عباره عن كنيسه. والي جانبه قبر «يوحنا المعمدان»، تجد داخل المسجد، ايضاً، بقعه ارض، اذا وقفت فوقها وضربت بقدميك عليها، يُسمع صدي. ففي اسفل هذه البقعه، نفق كان يصل بين كنيسه يوحنا وكنيسة حنانيا التي تقع علي مقربه من باب شرقي.

يعتبر المسجد الاموي رابع اهم المساجد الاسلاميه، بعد الحرم المكي والمدينه المنوره والمسجد الأقصي. وشارك في بنائه فرس وهنود، الي جانب مئه فنان يوناني اتوا للمشاركه في التزيين. وانطلق منذ ذلك الحين، نموذج المئذنه المربعه الي كامل سوريا وشمال افريقيا والاندلس.

في المسجد اربعه مشاهد: مشهد ابو بكر، ومشهد عمر، ومشهد عثمان، ومشهد علي وفيه مزار ومقام راس الامام الحسين بن علي، وهو معروف بمشهد الحسين.

تصدح حناجر المنشدين في سماء دمشق من ثلاث ماذن، مئذنه العروس وتضم برجاً رئيسياً متصلاً بمئذنه صغيره، ومئذنه عيسي حيث يسود الاعتقاد ان المسيح سينزل في هذا المكان لمحاربه المسيح الدجال، ومئذنه قايتباي وتعرف ايضاً بالمئذنه الغربيه، وهي من معالم العصر المملوكي.

في زمن الحرب، يبقي للاماكن دورها في المحافظه علي الهويه، من متحف الموصل الي تهجير الاشوريين والتحطيم الممنهج للانسان والحجاره. فالحفاظ علي هذه المساحه في دمشق، ياتي في سياق الحفاظ علي تبقّي من الهويه، حتّي في خضم الحرب عليها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل