المحتوى الرئيسى

الشيخ أحمد ياسين.. "قعيد" وقف له شارون

03/22 13:36

في مثل هذا اليوم 22 مارس/ اذار من عام 2004، استيقظ الشعب العربي عامه، والفلسطيني خاصه، علي نبا وّلد حاله من الحزن والغضب، ليعلن الحداد العام في الاراضي الفلسطينية لمده 3 ايام، وتعلق الدراسه في المدارس، ويخرج الالاف من الفلسطينيين الي الشوارع في مسيرات غاضبه، تتوعد بالثار والانتقام لمقتل شيخ، لطالما ظل في نظرهم رمزا للمقاومه والجهاد.. انه مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وزعيمها الروحي، احمد ياسين.

رجل ضعيف الجسد، متهدج الصوت، قعيد علي كرسي متحرك، بالكاد يستطيع الابصار بعينه اليسري، ورغم ذلك، يتمتع بموقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، حتي انه ظل واحدا من اهم وابرز رموز العمل الوطني الفلسطيني علي مدار القرن الماضي.

ولد أحمد إسماعيل ياسين في قريه تاريخيه عريقه تسمي "جوره عسقلان" جنوبي فلسطين، في 28 يونيو/ حزيران عام 1936، وهو العام الذي شهد اول ثوره مسلحه ضد النفوذ الاسرائيلي المتزايد داخل الاراضي الفلسطينيه، ومات والده وعمره لم يتجاوز 5 سنوات.

"الاعتماد علي سواعد الفلسطينيين انفسهم عن طريق تسليح الشعب اجدي من الاعتماد علي الغير، سواء كان الدول العربيه المجاوره او المجتمع الدولي".

كان ذلك اول درس يخرج به ياسين، الطالب بمدرسه الجوره الابتدائيه، الذي لم يتجاوز عمره 12 عاما، حين عايش الهزيمه العربيه المسماه "النكبه" عام 1948 علي يد الجيش الاسرائيلي، واجبر علي الهجره مع اسرته الي غزه، وهناك تغيرت الاحوال وعانت الاسره - شانها شان معظم المهاجرين انذاك - مراره الفقر والجوع والحرمان.

وترك ياسين الدراسه لمده عام 1949 - 1950 ليعين اسرته المكونه من 7 افراد عن طريق العمل في احد مطاعم الفول في غزه، ثم عاود الدراسه مره اخري.

في السادسه عشره من عمره، واثناء لعبه مع بعض اقرانه عام 1952، تعرض احمد ياسين لحادثه خطيره اثرت في حياته كلها، فقد اصيب بكسر في فقرات العنق، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيره من الجبس، اتضح بعدها انه سيعيش بقيه عمره رهين الشلل.

وشارك، وهو في العشرين من عمره، في المظاهرات التي اندلعت في غزه احتجاجا علي العدوان الثلاثي، الذي استهدف مصر عام 1956، واظهر قدرات خطابيه وتنظيميه ملموسه.

وبعد هزيمه 1967، التي احتلت فيها اسرائيل كل الاراضي الفلسطينيه، بما فيها قطاع غزه، استمر احمد ياسين في الهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي، الذي كان يخطب فيه لمقاومه المحتل.

وبعدما اصبح ياسين مدرسا، حاول اكمال مسيرته التعليميه، غير ان ذلك لم يثنه عن العمل الذي بداه منذ صغره علي خدمه المجتمع الفلسطيني من كل النواحي، واولها الاجتماعيه، فعمل في جمع التبرعات والمعونات لاسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل رئيسا لجمعيه المجمع الاسلامي، الذي له تاريخ عريض في خدمه القضيه والشعب الفلسطينيين.

في عام 1983، اعتقل الشيخ أحمد ياسين، بتهمه حيازه اسلحه وتشكيل تنظيم عسكري والتحريض علي ازاله الدوله اليهوديه من الوجود، واصدرت عليه احدي المحاكم الاسرائيليه حكما بالسجن 13 عاما، لكن افرج عنه بعدها بعامين في عمليه تبادل للاسري.

بعد خروجه من السجن، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، اسس الشيخ احمد ياسين مع مجموعه من قاده جماعه الاخوان في قطاع غزه، تنظيم "حركه المقاومه الاسلاميه"، المعروف اختصارا باسم "حماس".

ومع تصاعد الانتفاضه، بدا السلطات الاسرائيليه التفكير في وسيله لايقاف نشاط ياسين، فقامت عام 1988 بمداهمه منزله وتفتيشه، وهددته بالنفي الي لبنان، ثم القت القبض عليه مع المئات من الفلسطينيين عام 1989، في محاوله لوقف المقاومه المسلحه التي اخذت انذاك طابع الهجمات بالسلاح الابيض علي الجنود والمستوطنين الاسرائيليين.

وفي عام 1991، اصدرت احدي المحاكم الاسرائيليه حكما بسجنه مدي الحياه، اضافه الي 15 عاما اخري، بتهمه التحريض علي اختطاف وقتل جنود اسرائيليين، وتاسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والامني، لكن تم الافراج عنه بعد 6 سنوات، بموجب اتفاق تم التوصل اليه بين الاردن واسرائيل علي اثر عمليه فاشله قام بها جهاز الموساد الاسرائيلي في عمان، التي استهدفت حياه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركه حماس.

الشيخ ياسين مثّل مصدر الهام كبير للاجيال الفلسطينيه الصاعده، الذين خيبت العمليه السلميه المتعثره مع اسرائيل امالهم، وقابلوا محاولات اعاقه نشاطات الشيخ بمقاومه عنيفه، ففي ديسمبر/ كانون الاول عام 2001، قتل رجل في اشتباكات مع الشرطه الفلسطينيه بعد وضع الشيخ ياسين تحت الاقامه الجبريه.

واندلع اطلاق النار ثانيه في يونيو/ حزيران عام 2002، عندما احاطت الشرطه الفلسطينيه منزله، بعد سيل من عمليات التفجير الداميه ضد اسرائيل.

وحاول الجيش الاسرائيلي، في سبتمبر/ ايلول عام 2003، اغتيآل الشيخ ياسين، بينما كان في منزل زميله في حماس، ونائب رئيس مكتب الحركه السياسي الحالي، اسماعيل هنيه، بغزه، الا ان اصابته لم تكن بالقاتله.

وفي 22 مارس/اذار 2004 اغتالت اسرائيل الشيخ "ياسين"، عن طريق قصفه بثلاثه صواريخ اطلقتها مقاتلات جويه، بعد خروجه من صلاه الفجر في مسجد "المجمع الاسلامي" القريب من منزله بحي الصبره شرقي مدينه غزه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل