المحتوى الرئيسى

بالفيديو والصور.. عقارات برائحة الموت.. وشوارع تفوح بذكريات الدم.. أهالى زينهم يساعدون فى تغسيل الموتى 'وكله بثوابه'

03/21 17:20

 احد السكان: "فكيت جثه طفل من حضن امه"  شاهد عيان: رايت عددا كبيرا من جثث " رابعه" كانوا غير مصريين  الاهالي: نناشد " الداخليه " بضروره تامين الجثث  اصعب مناظر للجثث كانت في قطار الصعيد وعبارة السلام في عهد مبارك

اناس توقظهم الصرخات والعويل بدلاً من " زقزقه العصافير " لتقطع عليهم نومهم وتنفضهم من سرائرهم ليسرعوا نحو الشرفات التي يحمل هواءها رائحه الدم ، فيشاهدون عيون تفيض بالدموع ويسمعون همهمه حزينه تعلوها كلمه " وحدووووه " ... انهم سكان العقارات القليله التي تحيط بمشرحه " زينهم " تلك المنطقه التي يتشابه صمت ازقتها مع صمت القبور، ويسكنها اشخاص قضوا حياتهم بين الاموات و يسكن داخل كلاً منهم حكايه لمتوفي او صوره لجثه لا تغيب عن خاطره ، و نسيت عيونهم الالوان بعد ان اعتادت علي رؤيه " الاسود" في زي يرتديه كل غريب ياتي الي المنطقه من اهالي هؤلاء الموتي .

حكايات تشبه مشاهد افلام الرعب التي يراها الناس في السينما ، لكنها وقائع حقيقيه عاشها هؤلاء قبل الثوره .. بينما ازدادت مشاهد الدم عقب اندلاعها ... تحدث " صدي البلد" معهم للكشف عما يدور في نفوسهم .

ويقول عمرو هجينه ، 40 عاماً ، صاحب المقهي المقابله للمشرحه : " وُلدت هنا وقضيت عمري كله هنا وعنيا تفتحت علي منظر الاموات و اعتادت علي رؤيه الجثث ، واصبح الامر بالنسبه لي شيء عادي و صوت الصراخ كانه المنبه الذي نستيقظ عليه يومياً في الصباح ، فانا اتذكر كل واقعه حدث بالمشرحه منذ ايام المبني القديم وحتي بعد ان تم انشاء مبني مصلحه الطب الشرعي مكانها ونقلها بعده ببضعه امتار ، وهذا المقهي لوحده خير شاهد علي كل جثه دخلت هنا وشاهد علي دموع وحرقه قلب كل ام جاءت هنا " .

جثث محروقه واخري بدون سيقان

ويروي لنا " هجينه" اصعب المشاهد التي لا تذهب عن خاطره قائلاً : " قطار الصعيد وعباره السلام اصعب مشاهد رايتها في حياتي وعلي الرغم من كثره اعداد الموتي والوقائع عقب ثوره يناير لكن لم اري بشاعه مثل هاتين الحادثتين، فانا اتذكر يوم القطار كنت اري الجثث كلها متفحمه محروقه والاهالي تائهين لا يستطيعون التعرف علي ذويهم لان الجميع اكلته النار ، الوجوه يومها كانت مشوهه و النيران طمست ملامحهم ، وايضاً يوم عباره السلام كنت اساعد عمال المشرحه ومعي الكثيرين من سكان المنطقه وجدنا يومها الجثث وكانها مبتوره من ينقصه يد ومن ينقصه ساق او جسد بدون رقبه ، مناظر لن تروح عن بالي ابدا " .

- رابعه ولغز الجثث غير المصريه !

وتابع " هجينه " حيثه قائلاً :" لكن احداث فض رابعه كان فيها الغاز لم نعلم عنها شيء حتي الان فنحن شاهدنا مشاهد لم نراها من قبل من اهالي المتوفين ، ولكننا كنا نتحمل لان الموت صعب بل كنا ندعي لهم بان يصبر الله قلوبهم ، اتذكر وقتها مشهدين عكس بعضهما الاول ان هناك جثث جاء اليها اهلها من الاخوان وكانوا طول اليوم يوزعون البخور والعصائر بكميات كبيره و وجدنا اكفان غاليه واعداها كثيره كانت تاتي اليهم وشاهدنا وقتها بعض الاهالي وهم يحملون اسلحه ناريه و اشياء اخري كانوا يخفونها في ملابسهم ولكنها كانت تظهر من خلف الثياب ، اما المشهد الاخر وهو لغز حتي الان ان هناك اعداد من الجثث يوم فض رابعه كانوا ليس لهم اهل ولم ياتي احداً ليسال عليهم ، حينها فتحت تلك الثلاجات بنفسي ودققت اكثر من عشرات المرات بملامحهم كان معظمهم من ذوي البشره السمراء وملامحهم افريقيه اما البعض الاخر كانوا علي النقيض حيث كانت بشرتهم شقراء وشعرهم ناعم وكانوا يشبهوا شكل السوريين ، هذه الجثث كانت سبب في نقل كثير من سكان المنطقه لاسابيع خارج منازلهم وذلك نظراً للروائح الكريهه التي نتجت عن تعفن الجثث بسبب غيابهم فترات طويله لعدم وجود اهل لهم او اي احد يتعرف عليهم لاغم ان ملامحهم واضحه " .

حادث قطار الصعيد في عهد " مبارك"

" فكيت بايدي طفل رضيع من حضن امه .. وكانت وقتها قافله عليه من كتر خوفها ليموت منها ومن قوه ضمتها ليه عشان نغسله وانا بخرجه من حضنها ذراعه اتخلع بيدي .. وقلبي وقتها كان هيوقف " بهذه العبارات بدا محمد حبشي ، احد سكان المنطقه حديثه الينا وعيناه تملاها الدموع وهو يسرد بعض المواقف له داخل المشرحه قائلاً : " هذا الموقف كان يوم حادث قطار الصعيد في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ، فعلي الرغم من كثره الاحداث عقب الثوره و زياده اعداد الجثث الا ان واقعه هذا القطار تظل ساكنه بداخل كل شخص هنا من صعوبتها " .

وتابع :" نحن هنا جميعاً نعمل باعمال مختلفه من يعمل بالتجاره و اخر بمصنع وثالث صاحب محل ولكن الصفه المشتركه بين جميع السكان ان يومنا واحد فالكل ينتهي من عمله ثم يقوم بمساعده رجال المشرحه لانه نوع من الثواب ، صحيح عمل صعب جداً لكننا اعتادنا عليه ، ونعود اطفالنا عليه كي لا يخافون وعلمون ان كل هذا اجره عند الله ".

تفتح شرفه منزلها تري تحت باب المنزل جثث فوق خشب و اسعافات صوتها لا يصمت علي الرغم من انتقادها لسياسه الاخوان كغيرها من اغلب اهالي المنطقه، الذين اعلن اغلبهم تاييدهم للفريق السيسي، فان السيده الاربعينيه نجلاء محمود ، بائعه سندوتشات، كان لها موقف مختلف: " انا طول عمري بكره الاخوان بيحرموا كل حاجه علي الناس ويحللوها لانفسهم لكن الموت شيء اخر ، ربنا يصبر كل ام و اب توفي ابنهما ، اتذكر يوم فض رابعه تحملنا معامله بعض اهالي المتوفين السيئه لنا ووقفنا بجانبهم ، يومها شاهدت الجثث تملا الشوارع وكنا نحرم علي الاطفال النزل الي الشارع وكنا نحضر سيارات الثلج ونضعها فوق الجثث في الشارع كي لاتتعفن ونساهم في التغسيل لوجه الله وكنا نشتري العصائر والمياه ونوزعها علي الاهالي وشباب المنطقه اخذوا " المساحات" وظلوا يغسلو الارض من الدماء في الشوارع " .

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل