المحتوى الرئيسى

عيد أمٍّ مثقل بالانتظار في دور المسنين والعجزة ببيروت

03/21 15:55

يمر عيد الام مثقلا بانتظار اتصال او باقه ورد او زياره، علي اولئك المسنّات والمرضي من النساء في دور العجزه والمسنين بلبنان، علّ ذلك يمحو البعد عن الاولاد والاهل لاسباب عديده.

وفي يوم عيد الام الذي يصادف 21 مارس من كل عام في لبنان، يحاول القائمون علي "مستشفي دار العجزه الاسلاميه" في بيروت الذي يضم اكثر من 300 مسن ومسنّه، وبالتعاون مع مبادرات من اهل الخير احيانا، ان يخفّفوا من وطاه غياب الاولاد والاهل عن الامهات في الدار عبر جو عائلي بين النزلاء والموظفين والممرضين يستمر طوال ايام العام، ويتوج في هذا اليوم باحتفال خاص بالمناسبه.

جمع الحفل بالمناسبه في الدار اليوم السبت الموظفين والمسنين والمسنات، الذين التقتهم وكالة الأناضول، فرقصوا وغنوا سويا علي وقع اغاني شعبيه، ثم قطعوا قالب الحلوي الكبير علي وسط الدموع التي اثارتها خصوصا اغنيه "ست الحبايب" المعروفه للمطربه المصريه نجاه الصغيره.

وفي هذا السياق، قالت ناديا (77 عاما)، احدي نزيلات الدار ان "هذا العيد يعني لي الكثير.. هو يعلمنا ان يجب ان نثبت وجودنا كامهات فنربي اولادنا بطريقه جيده حتي لا يحيدوا عن طريق الصواب".

عبّرت ناديا، التي فضلت عدم ذكر باقي اسمها، عن ارتياحها في الدار الذي تسكنه منذ ابريل/نيسان 2012، حيث انها "مرتاحه لا يزعجني احد هنا او يتوجه الي باي كلمه تجرح مشاعري الحمدلله".

واوضحت فرحه "زارني ابني اليوم. هو ابني الوحيد ويسكن في الجنوب. زارني لبعض الوقت وعايدني ورحل".

عبرت ناديا عن فرحها "باحتفال الدار بالعديد من الاعياد"، طالبه من "كل الابناء ان يطيعوا امهاتهم ولا يتركوا دروسهم وان يحب الاخوه بعضهم بعضا في جو من الالفه".

وقالت فاطمه ناظم ناصر (73 عاما)، "هذا العيد يعني لي الكثير لان الاولاد يفرحون بامهاتهم ويظهرون لهن الحنان".

واضافت ناصر "لدي ابنتان وهما متزوجتان واحده في سويسرا والثانيه في المانيا".

واشارت الي ان معاناتها بدات "يوم قتل زوجي في حوادث تل الزعتر. كنت حاملا بابنتي الصغري والثانيه كانت ما زالت رضيعه"، في اشاره الي حصار مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين شرق بيروت اوائل الحرب الأهلية عإم 1976 من قبل الميليشيات المسيحيه اللبنانيه ودعم من الجيش السوري، حيث بعد نحو شهرين من الحصار لاكثر من 55 الف فلسطيني ولبناني من سكانه، سقط المخيم وارتكبت الميليشيات فيه مذبحه راح ضحيتها المئات.

واوضحت ناصر انها تسكن في الدار منذ نحو 9 اشهر، مشيره الي ان "زوج ابنتي التي تسكن في سويسرا سياخذني الي هناك عند حصولهم علي الجنسيه".

ولفتت الي ان بنتيها تزورانها مع عائلتيهما من وقت لاخر حيث انه "في كل مره يقضون معي 10 الي 15 يوما ويخرجونني من الدار لقضاء الاجازه سويا".

من جهتها، قال المساعده الاجتماعيه ومنسقه النشاطات في الدار، جمال المهيني، لـ "الاناضول"، ان "احتفال اليوم هو واحد من مجموع نشاطات نقوم بها خلال شهر مارس من كل عام".

واضافت "الكل يكتفل بعيد الام في 21 مارس من كل عام اما نحن في مستشفي دار العجزه الاسلاميه فنحتفل به طوال شهر من اول مارس حتي الاول من ابريل".

وشددت المهيني علي ان "عيد الام هو محطه موسميه بالنسبه لنا تماما كرمضان وذكري مولد النبي. هي محطه مهمه كثيرا بالنسبه لنا"، مشيره الي ان العديد من اهل الخير "يحبون بالمناسبه تقديم شيء ما لهؤلاء المسنات الموجودات بالدار لكي يدخلون الفرح الي قلوبهم ولكي يحسوا باهميه العائله".

واوضحت ان "المسنات هنا يحتفلون بعيد الام، حتي اللواتي لم ينجبن منهن لكنهن ربين اولاد العائله واخواتهن، لذلك فهذه المناسبه تعني لهن الكثير وينتظرن منذ الصباح، اتصالات الاهل والاولاد وزياراتهم".

ولفت الي انه "بعد ظهر اليوم (السبت) سيمتلا الدار بالورود وقوالب الحلوي. غالبيه المسنات هنا ليسوا بصحه جيده وهن اما لم يتزوجن او لم ينجبن واضطر اهلهن او اخواتهن لادخالهن الي هنا، وهؤلاء يقومون بتذكرهم يوم عيد الام كذلك وياتون لزيارتهم ولو انهم ليسوا اولادهم".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل