في ذكرى ميلادعبد الفتاح الشعشاعي ..لقب بالصوت الصداح..ورفض القراءة في الإذاعة خشية ان تكون من المحرمات
ولد الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في 21 مارس 1890 - 11 نوفمبر 1962 في قريه شعشاع مركز أشمون بمحافظه المنوفيه شمال القاهره. واحد ابرز اعلام قراء القرآن المصريين، كان والده محفظاً للقران، فحفظ القران علي يديه، ثم انتقل الي مدينة طنطا لياخذ علم القراءات علي يد المتخصصين من ابناء هذا البلد معقل علم القراءات.
وانتقل الي القاهره عام 1914، وسكن ب حي الدرب الأحمر ، وبدا صيته يذيع في القاهره بين اساطين دوله التلاوه امثال علي محمود ومحمد رفعت. وقرا في ماتم سعد زغلول باشا، وعدلى يكن باشا، وثروت باشا. وكان ثاني قارئ يقرا بالإذاعة المصرية بعد افتتاحها عام 1934م، سبقه الشيخ محمد رفعت.
عين قارئاً لمسجد السيده نفيسه ، ثم مسجد السيده زينب عام 1939. حج الشيخ الشعشاعي بيت الله الحرام سنه 1948، وقرا القران فيه علي مسامع عشرات الالاف من الحجاج. سافر الي العراق عام 1954، ثم سافر اليها اكثر من مره بعد ذلك منها عام 1958م وعام 1961م. من ابنائه القارئ الشهير إبراهيم الشعشاعي الذي خلفه في مدرسته .
اول القراء الذين حملوا امانه نشر قراءة القرآن الكريم بصوت جميل محبب لدي مستمعيه حيث كانت له طريقه الخاصه في الاداء احبها الناس وكانوا يهيمون طربا مع الايات القرانيه عندما يستمعون الي الصوت العذب الذي كانوا يصفونه بالصوت الصداح القادم من السماء، وقد خرج من الارض ليشق عنان السماء.
في رحلته الي القاهره كون الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي فرقه للتواشيح الدينيه وكان في بطانته الشيخ زكريا احمد، الذي ذاع صيته فيما بعد، وسرعان ما بدا الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي يتالق ويلمع واصبح له عشاق بالالاف، ولكن فرقه التواشيح لم تكن ترضي طموح الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي فغامر والقي بنفسه في البحر. حيث يتصارع عمالقه القراءه، وفي الليله الختاميه لمولد الحسين ـ رضي الله عنه ـ مع اعظم وانبغ المقرئين في بدايه القرن الماضي من امثال الشيخ محمد رفعت والشيخ احمد ندا والشيخ علي محمود والشيخ العيساوي والشيخ محمد جاد الله.
وكانت تلك الليله هي الليله المباركه في حياه الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي فطار صوته الي العالم الاسلامي واصبح له مكان فوق القمه واصبح له معجبون وتلاميذ ومنهم الشيخ محمود علي البنا، والشيخ ابوالعينين شعيشع وغيرهما، وفي العام 1930 تفرغ الشيخ لتلاوه القرآن الكريم وترك التواشيح، وقرر عدم العوده اليها مره اخري، لكنه لم ينس رفاقه في ذلك المجال فقرر تخصيص رواتب شهريه لهم حتي وفاته.
وفي العام 1936 بدا نجم الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي يتلالا. لكنه رفض التلاوه في الاذاعه في اول الامر خشيه من ان تكون التلاوه في الاذاعه من المحرمات ولكنه تراجع عن ذلك القرار بعد فتوي شيخ الأزهر انذاك الشيخ الظواهري. وقبول الشيخ رفعت لعرض الاذاعه، وكان يتقاضي راتبا سنويا قدره «500» جنيه مصري وفي احد الاعوام دخل الشيخ الشعشاعي قصر الملك لقراءه القران الكريم في رمضان ثم اقسم بعدها الا يعود الي التلاوه مره اخري، فقد علم انه بينما كان يقرا القران في جناح القصر وكان الملك «يفسق» في جناح اخر.
وكان للشيخ عبدالفتاح الشعشاعي طريقته الخاصه للاداء، وكانت متميزه عن طريق باقي القراء، وكان الشيخ الشعشاعي يستمع الي اصوات الشيخ رفعت، وعلي محمود، وكان يصفهم بانهم اساتذه وعمالقه لايتكررون ويعتبر انهم اصحاب مدارس خاصه في قراءه القران، ووصف مدرسه فريده.
وكان للشيخ الشعشاعي حكايه طريفه في رحلته الاولي الي دوله العراق وقد سردها تلميذه الشيخ ابوالعينين شعيشع حيث قال: جاءتني دعوه عاجله من سفير العراق بالقاهره لاحياء عزاء الملكه «عاليه» ملكه العراق بناء علي رغبه من القصر الملكي الذي ارسل الي السفاره يطلب القارئ ابوالعينين شعيشع والقارئ الشيخ مصطفي اسماعيل فوافقت وبحثت عن الشيخ مصطفي اسماعيل كثيرا فلم اجده والوقت لايسمح بالتاخير. فاتصلت بالسفير العراقي واخبرته بصعوبه الحصول علي الشيخ مصطفي اسماعيل، فقال السفير: اختر قارئا من القراء الكبار معك.
ويقول الشيخ شعيشع: فاخترت المرحوم الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، وعلي الرغم من ان العلاقه كانت مقطوعه بيننا وبينهم.
Comments