المحتوى الرئيسى

صور| المنقبون عن الآثار.. حلم الثراء السريع في قنا

03/21 12:24

"التنقيب عن الاثار".. ظاهره شعبيه منتشره في صعيد مصر، لها طقوس ومفردات شديده الخصوصيه، وكثيرا ما نسمع عن منزل او شارع وربما قريه باكملها تنتشر حوله الاقاويل بوجود اثار فرعونيه او غيرها مدفونه في اعماقه، او تسري شائعات تفيد بان شخصا ما عثر علي "اللقيه" كما يسمونها في المفهوم الشعبي، من الذهب او التماثيل، غيرت مسار حياته.

ينجرف الكثير من الناس، والشباب علي وجه الخصوص وراء تلك الشائعات بحثا عن حل مثالي للقضاء علي الفقر والانتقال الي حياه افضل، يرجع هذا الي تفشي ظاهره البطاله وتاثيرها القوي والمباشر علي الشباب، فيسيرون وراء احلام الثراء السريع عن طريق البحث عن الاثار او التوسط في بيعها او شرائها.

وقد زادت ظاهره التنقيب عن الاثار بعد ثوره يناير، وتجاوز الامر حد التنقيب ليصل الي النصب والاحتيال وربما القتل في بعض الاحيان.

ويقول ثروت سيف محمد "مواطن"، ان التنقيب الشعبي عن الاثار ظاهره موجوده من قبل الثوره، لكنها انتشرت بكثره، حيث ان العديد من المواطنين اعتدوا علي املاك الدوله، واوهموا البعض بوجود اثار في هذه الاماكن، كما احضروا "مشايخ" لايجاد هذه الاثار، وهذا احد طقوس البحث الشعبي، حيث يحضر الناس عاده احد الشيوخ ليقرا بعض التمائم والاوراد لفك طلاسم الكنز الموجود بباطن الارض.

واضاف محمد ان هذه الامور غالبا ما تكون في اطار النصب والاحتيال علي البسطاء والحالمين بالثراء السهل والسريع، حيث ان المعروف ان كل من حضر مراحل البحث او شارك فيها يكون له نصيب من "اللقيه"، لكن الامر عاده ينتهي بما لا تحمد عقباه حيث لا يجد الباحثون شيئا، وتتطور الاحداث لتصل الي مشاجرات وربما تحدث جرائم قتل.

وارجع محمد انتشار هذه الظواهر الي عدم وعي المواطنين ولجوئهم للخرافات واستماعهم للاشاعات، فضلا عن تراجع دور الامن فيما بعد الثوره.

شارك عمرو الراوي، في العديد من رحلات البحث والتنقيب عن الاثار، رغم عدم قناعته بهذه الخرافات، حسب وصفه، واعتبر ان "الناس مضحوك عليها" من النصابين وتجار الوهم، والدليل ان كل عمليات البحث التي حضرها لم تسفر عن شيء، ولكنه قال في نهايه حديثه معنا ان "اللقيه للموعودين مش للحسابين".

التقينا احد الشيوخ الذين يستعين بهم الاهالي لايجاد الاثار، والذي رفض ذكر اسمه او عرض صورته، لكنه اطلعنا علي العديد من المعتقدات الشعبيه الموروثه في التنقيب الشعبي، واطلعنا علي احد الجبال التي انتشر فيها التنقيب عن الاثار وبدء بالفعل فيها للبحث عن الاثار. 

وقال ان "اللقيه" امر موجود بالفعل وليس ضربا من الوهم او الخيال، كما ان هناك شواهد علي ظهورها، مضيفا انه لا يبدا العمل الا مع ظهور هذه الاشاره او العلامه، والتي تتمثل في "ديك" يجري ليلا في مكان الاثر، او سماع صوت "شخلله ذهب"، عندها اقوم باحضار "الدليل"، وهو شخص مؤتمن، فاقرا عليه حتي ينام ثم يدلنا علي مكان الاثر وماهيته.

واكد الشيخ انه لا يتقاضي اجرا الا بعد ظهور "الامانه"، حسب روايته، اما اذا لم يخرج شيء فلا يقبل الا ثمن البخور والكشف فقط، وارجع الشيخ عدم العثور علي "اللقيه" بان حارسها له طلبات يجب ان تنفذ حتي نتمكن من فتحها.

ومن جانبه، قال مصدر في هيئه الاثار بقنا ان قانون حمايه الاثار رقم 117 لعام 1983 والمعدل في عام 2010 يحرم ويجرم التنقيب عن الاثار من قبل المواطنين، بل ويضع المواطن تحت طائله القانون، فضلا عن ان معظم المنقبين العشوائيين عن الاثار لا يعثرون علي شيء غير خساره اموالهم بل ويصل الحد بهم لبيع منازلهم، اضافه لسقوط ضحايا منهم كما حدث في عدد من قري المحافظه.

واضاف المصدر ان قيام المواطنين البسطاء بالتنقيب عن الاثار هو نتاج حاله الفوضي التي اعقبت الثوره، وعقب بقوله ان ما يتصوره البعض من سهوله الحصول علي الكنوز الفرعونيه سواء باللجوء لما يعرفون بـ"المشايخ" هو مما يدل علي غياب الوعي لدي الناس، وغياب دور الامن وانتشار ظاهره البلطجه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل