المحتوى الرئيسى

اسوشيتدبرس: ماما تريزا المصرية.. من الجامعة الأمريكية إلى العشوائيات

03/21 10:31

اسوشيتد برس: ماجي جبران تركت التدريس في الجامعه الامريكيه وتفرغت لخدمه اطفال العشوائيات

اسوشيتد برس – ميريت كينيدي – تصوير: ناريمان المفتي

في منطقة عشوائية بالقاهره يسكنها جامعو القمامه غير التابعين للحكومه، يتحرك الاطفال مرتدين ”صنادل“ ممزقه في اقدامهم عابرين الازقه الموحله والمليئه بالقمامه ليصلوا الي مركز “ماما ماجي” الاجتماعي، حيث يتم غسل اقدامهم وعلاج جروحهم وهناك يتم تشجيعهم علي التعلم واللعب.

في يوم قريب، قامت ”ماما ماجي“ بملابسها البيضاء بغسل وجه وقدمي طفله فقدت ذراعها الايمن في حادثه، والبستها حذاء وارسلتها لتلعب مع الاخرين. وتقول ماجي: ”اريد ان يعرف كل الاطفال مدي حبي واحترامي لهم”.

اطقلت اسم  ”اطفال اسطفانوس“ علي منظمتها في اشاره الي اول شهيد في المسيحيه، وانشات حولي 90 مركزا مشابها، وقدمت المساعده الي حوالي اكثر من 30 الف اسره مصريه محدوده الدخل. تركز تلك المراكز علي المسيحيين الاقباط، الاقليه التي طالما اشتكت من التمييز، وتقول ماجي جبران انها تساعد الاطفال المسلمين ايضاً.

في هذه الايام يحتاج الكثير من الناس الي خدمات “الام ماجي” اكثر من ذي قبل. خاصه بعد انتفاضه يناير التي اسقطت الديكتاتور حسني مبارك وادت الي سنوات من الاضطراب الذي بدوره ادي الي خسائر اقتصاديه كبيره. المناطق العشوائيه التي تستهدفها جبران تتوسع بشكل كبير، وهي مناطق يمد فيها السكان الفقراء بانفسهم خطوط الكهرباء الخاصه بهم ويحفرون ايضاً خطوط المياه.

تعمل القبطيه ماجي جبران، 65 عاماً، في هذه المناطق لاكثر من ثلاثه عقود وتم تشبيهها بالام تريزا، لكنها تنتمي الي الطبقه فوق المتوسطه. وعملت من قبل كمديره تسويق ومدرسه علوم الكمبيوتر في الجامعه الأمريكيه بالقاهره. والام تريزا راهبه من اصول البانيه اهتمت برعايه الاطفال والمرضي وحصلت علي جائزه نوبل للسلام عام 1979.

تقول جبران: ”في الجامعه الامريكيه، كانوا جيدين جداً، لكن لديهم اشخاص اخرين يخدمونهم. اما هؤلاء الناس فلا يوجد من يهتم بهم”.

منطقه منشيه ناصر العشوائيه تعتبر مدينه لجامعي القمامه، و يديرون فيها برنامجاً كبيراً لاعاده التدوير. يتجول الاطفال بملابسهم الباليه في الشوارع الموحله بينما ابائهم يفتشون في تلال عملاقه من القمامه، والكثير من تلك القمامه وصل هنا بواسطه عربه يجرها حمار من احياء المدينه التي تضم 18 مليون نسمه.

يطل عالم مختلف من داخل مركز ماجي. ففي الفناء يلعب مدرس مع مجموعه من الاطفال الضاحكين. ومجموعه اخري ترسم. وفي الاعلي، يفحص طبيب قدم طفله، ويتعلم اولاد مراهقون – لم يستمروا في التعليم – كيفيه صنع احذيه جلديه.

مركز ”اطفال اسطفانوس“ يقدم برامجا تعليميه مبكره للاطفال، وكما تقول ماجي جبران فذلك البرنامج ضروري لكسر عجله الفقر لاجيال، لكن بعد سن السابعه يجب علي الاطفال ان يعتمدوا علي الدوله.

في المدارس المصريه العامه البائسه، يعتمد المدرسون الفقراء علي الدروس الخصوصيه وتضطرالعائلات ان تدفع من اجل ان يحصل اطفالهم علي اهتمام كبير. حسب الامم المتحده، حوالي 2,4 مليار دولار يتم صرفها في مصر سنوياً علي الدروس الخصوصيه، بالاضافه لمصروفات اضافيه يعتبرها المصريون ضروريه من اجل اجتياز الامتحانات.

يقول الباحث في مجال التعليم معتز عطا الله: ”يحتاج المدرسون لاجور افضل او سيضطرون الي انتزاعها. والتلاميذ يحتاجون الي منظومه افضل والا سيضطرون لشرائها. هذه الاشياء تعتبر تحديات هيكليه رئيسيه”.

في هذا العام، صنف المنتدي الاقتصادي العالمي مصر في المرتبه 141 من بين 144 دوله من حيث جوده التعليم. ورغم التقدم الكبير في العقود الاخيره، مازال 30% من المصريين البالغين يعانون من الاميه بحسب الامم المتحده.

تقول مها فيكتور المنسقه بالمركز: ”سيعود الاباء مره اخري ويقولون الاطفال الان يمتلكون اساسيات جيده، لكننا لا نجد مدرسه جيده لهم“، و في طريقه لحل تلك المشكله افتتح المركز اول مدرسه خاصه به عام 2012 في منطقه الخصوص الفقيره بشمال القاهره.

يقول انيس فوزي ملاك الذي يدير المدرسه: ”فكرت ماما ماجي في مدرسه الفرح بسبب مشكله التعليم في مصر. و اختارت تلك الضاحيه تحديداً لانها احد اكثر المناطق المليئه بالسكان واحد اقدم المناطق العشوائيه”.

وبفصولها الصغيره ومرافقها النظيفه والتركيز علي الابداع، اصبحت مدرسه الفرح علي النقيض من الفصول المزدحه وصعبه السيطره في المدارس العامه في انحاء مصر.

يتعلم الاطفال في سن الحضانه كتابه الحروف الانجليزيه والعربيه داخل فصول مدهونه بالوان مبهجه. وفي طابور الصباح تتسلم طالبه جائزه علي كتابتها لابيات شعريه عن المسيحيين المصريين الذي اختطفوا وذبحوا في ليبيا بواسطه مسلحي تنظيم الدوله الاسلاميه. وجائزه اخري بسبب تفوقها الرياضي.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل