المحتوى الرئيسى

«خيل تايهة» الفلسطينية تفتتح أيام الشارقة المسرحية.. تحولات طفلة

03/21 02:31

افتُتحت مساء الثلاثاء الماضي، في قصر الثقافه بإمارة الشارقة، «ايام الشارقه المسرحيه»، في دورتها الخامسه والعشرين، بالمسرحيه الفلسطينيه «خيل تايهه»، اخراج ايهاب زاهده عن نص للكاتب السوري عدنان العوده، وهي فائزه بجائزه الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقه، لافضل عمل مسرحي عربي في الدوره السابعه لمهرجان المسرح العربي، التي اقيمت في المغرب منتصف الشهر الاول من العام الحالي.

عرضت المسرحيه بعد حفل افتتاح رعاه الشيخ القاسمي وحضره شخصياً، مكرِّماً فيه الفنانه الكويتيه سعاد العبدالله والكاتب والفنان المسرحي الاماراتي اسماعيل عبدالله، بعد عرض فيلمين توثيقيين عن مسيرتهما الفنيه. كما القي رئيس دائره الثقافه والاعلام عبدالله العويس كلمه في حفل الافتتاح اكد فيها ان هذا المهرجان يسهم في تعزيز مكانه الشارقه الثقافيه علي المستوي العربي، وتطوير العمل المسرحي علي مستوي المنطقه.

وتتنافس في المهرجان تسعه عروض، بينها اثنان قصيران، كلها لفرق مسرحيه اماراتيه، بدات عروضها امس الاربعاء بمسرحيه «حرب السوس»، وهي لفرقه «مسرح كلباء» الذي قدم حتي الان قرابه 30 عملاً مسرحياً، تاليف حميد فارس واخراج فيصل الدرمكي. تليها في الايام المقبله مسرحيات: «غناوي بن سيف» تاليف واخراج عبدالله صالح، «ليله زفاف» تاليف سالم الحتاوي واخراج مبارك ماشي، «مقامات بن تايه» تاليف واخراج مرعي الحليان، «عتيق» تاليف واخراج طلال محمود، «لا تقصص رؤياك» تاليف اسماعيل عبدالله واخراج محمد العامري، والمسرحيتان القصيرتان «جان دارك» لبرخت اخراج رامي مجدي و «رجال تحت الارض» اخراج مهند كريم.

ويشهد البرنامج الثقافي الذي يصاحب العروض عدداً من الانشطه، لا سيما «الملتقي الفكري» الذي يعقد تحت عنوان «المسرح العربي وتحديات الراهن»، بمشاركه عدد من الكتاب والفنانين العرب، و «ملتقي الشارقه الرابع لاوائل المسرح العربي» الذي يجمع متفوقين من معاهد وكليات المسرح في الوطن العربى، ليتفاعلوا في ما بينهم ومع الضيوف وبينهم مسرحيون محترفون. بالاضافه الي لقاءين مع المكرمين سعاد عبدالله واسماعيل عبدالله، ولقاء ثالث مع الفنان المغربي عبد الحق الزروالي، ولقاءين اولهما حول نقد المسرح في الصحافه العربيه يشارك فيه من لبنان الزميل عبده وازن، وثانيهما حول تجربه «الايام» كذاكره مسرحيه.

وبالعوده الي عرض الافتتاح، فهو شهد، قبل اي امر اخر، تجلي الفنانه الفلسطينيه ريم تلحمي، التي لعبت دوراً مركباً بنجاح مبهر، فهي بقيت، علي مدي ساعه ونصف الساعه تقريباً هي مده المسرحيه، تتحرك بلياقه تامه، تغنّي تاره وتمثل اخري وتتلون مع تحولات شخصيتها واعمارها المختلفه.

تتحدث المسرحيه عن طفله بدويه تائهه، اخذتها العواصف بينما كانت تذهب لتحضر من عند الجيران مشط شعر لامها، وتربَّت عند احد وجهاء قريه مجاوره، ثم تزوجت وانجبت ابنتها «خيل»، اطلقت عليها هذا الاسم لان الخيل لم تهدا ساعه ولادتها في القريه، وحمّلتها نبوءه عرافه تقول (وجهك حجر وصوتك خدر وما تكملين الثلاثين)، ثم قتل والدها واوصي لها بالعلم، لان المتعلم يعيش اكثر، وتقود الظروف «خيل» من قريه في باديه الشام الي دمشق... وتستمر رحله تمثيل التلحمي مع محمد الطيطي وياسمين همار ورائد الشيوخي وحنين طربيه. وقد انفتحت الستاره علي ديكور ثابت هو عباره عن مقاعد متواضعه مغطاه بالقماش يستخدم الممثلون بعضها للتطبيل مع الموسيقي والاغاني، وفي الخلف يجلس عازف يقدم عزفاً حياً وايقاعات تماشي الحركه والغناء.

الديكور ثابت والعازف ايضاً في مكانه، غير ان الحركه في المسرحيه لا تهدا، بل تجعل المشاهد مشدوداً لها، فلعبه الاخراج جعلت الحركه سريعه والمناخات متبدله، والرحله ممتعه مع الفولكلور والتراث الشامي بمستوياته المختلفه وازمانه المتبدله، رحله مع اللهجات والغناء والاشعار والرقصات، بل لكل ممثل فصوله وادواره. يتبدل دوره فجاه، فيقفز من عمر الي اخر، او من دور الي اخر، من دون ان يجهد نفسه في تبديل الازياء، يكفيه تبديل حركه الجسد وعمر الحنجره. لعبه الاخراج كانت ناجحه لجهه تحريك زمن احداث المسرحيه واللعب به من دون انقياد لاي ترتيب زمني خطي، ثم الاعتماد علي عدد من الممثلين قليل لادوار كثيره.

تبدو المسرحيه متقشفه بالمقارنه مع المسرح الجديد الذي من شانه ان يستخدم تكنولوجيات تضيف الي المسرح الكثير، فالتقشف قد يعود الي ان فرقه مسرح «نعم» التي احيت المسرحيه اختارت مدينه الخليل الفلسطينيه مركزاً لها، وبالتالي فان اهتمامها بدور المسرح التربوي والتنموي اهم بالنسبه اليها من الوصول الي مسرح نخبوي معاصر.

المسرحيه تحمل في تاليفها افكاراً نقديه ذكيه لاكثر من مجتمع وفئه، كما ان اخراجها لم يكن مبسطاً او صارماً او تقليدياً، انما استخدم كل تقنيات التمثيل، لكن برؤيه اعتمدت الحيويه والحركه اساساً لانجاح العمل، بحيث لا تموت حركه الا وتولد حركات. اما الممثلون جميعاً فاستطاعوا ان يخبئوا في دواخلهم شخصيات عده تتبدل وتتغير كمن يخلق حياه من حياه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل