المحتوى الرئيسى

يوم المرأة المصرية «صناعة وفدية»

03/19 23:30

يري كثير من المؤرخين ان الحركه النسائيه المصريه قد ولدت مع تاسيس اول جمعيه نسائيه عام 1891م، حيث شهدت الحركه النسائيه المصريه تطوراً بفعل الدعوات التي نادي بها من قبل رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومصطفي عبدالرازق،

ومن بعدهم قاسم امين، وتاثير الكتابات الصحفيه - حينئذ - علي سيدات المجتمع المصري، ولا يجب ان نغفل الدور التنويري للمهاجرات الشوام اللائي قدمن الي مصر في نهايه القرن التاسع عشر من امثال مي زيادة، وفاطمة اليوسف صاحبه مؤسسه روز اليوسف، هند نوفل والتي اصدرت اول مجله نسائيه مصريه بعنوان مجله الفتاه في عام 1892، وفتحت الباب لصدور عده مجلات نسائيه من بعدها مثل «الفردوس، ومراه الحسناء، وانيس الجليس، والعائله، والنهضه النسائيه، وفتاه الغد، والامل، وبنت النيل وغيرها من المجلات». وكان لهذه المجلات دور مهم في التبصير بقضايا المرأة المصريه، وبخاصه مجالي التعليم والعمل.

ثم جاءت ثوره مارس سنه 1919م تمثل نقطه تحول كبري في تاريخ المراه المصريه، حيث كانت ثوره عام 1919م هي الفرصه السانحه التي خرجت فيها الحركه النسائيه من اطار العمل الخيري والاجتماعي الي المشاركه السياسيه والعمل الوطني. فلاول مره تخرج السيدات المصريات في مظاهره رائعه احتجاجاً علي اسلوب القهر والتنكيل بالابرياء، في يوم الاحد الموافق 16 مارس سنه 1919م حيث خرجت اول مظاهره نسائيه مصريه، وشهد هذا اليوم سقوط اول شهيدتين من النساء المصريات علي يد قوات الاحتلال البريطاني اثناء التظاهر في حي الحسين بالقاهره، وفي يوم 20 مارس سنه 1919م خرجت اول مظاهره نسائيه مصريه بقياده السيده هدي شعراوي، ويصف عبدالرحمن الرافعي الدور الوطني للامهات الاوائل للحركه النسائيه المصريه في كتابه ثوره سنه 1919م حيث يقول: «خرجت المتظاهرات في حشمه ووقار وعددهن يربو علي الثلاثمائه من كرام العائلات، واعددن احتجاجاً مكتوباً ليقدمنه الي معتمدي الدول الاجنبيه، وفي هذه المظاهره طافت السيدات شوارع القاهره مناديات بالحريه والاستقلال، وحين اقتربن من بيت الامه حوصرت المظاهره من الجنود الانجليز الذين صوبوا بنادقهم نحو سيدات مصر، وظل الحصار لمده ساعتين.. وهنا تقدمت احدي المتظاهرات نحو احد الجنود الانجليز مخاطبه اياه بلغته - الانجليزيه - قائله له «نحن لا نهاب الموت، اطلق بندقيتك في صدري لتجعلوا في مصر مس كافل ثانيه»، تقصد الممرضه الانجليزيه التي اعدمها الالمان في الحرب العالميه الاولي لاتهامها بالتجسس - ولم يلبث ان فتح الجنود لهن الطريق، وانفك الحصار».

وبعد اربعه ايام اجتمعت مجموعه من السيدات باحدي الحدائق في حي جاردن سيتي في يوم 20 مارس 1919م، وخرجن في مظاهره نسائيه وحملن لافتات مكتوبا عليها عبارات الاحتجاج علي قتل الابرياء والعزل وتطالب بالاستقلال، وسارت هذه المظاهره في شارع قصر النيل، وعندما وصلت الي شارع سعد زغلول بالقرب من بيت الامه حاصرتهن مجموعه من الجنود الانجليز، فارسلن احتجاجهن الي سفارات الدول مره اخري، مما ادي الي تدخل السفاره الامريكيه في الامر، وقدمت احتجاجاً علي سلوك القوات الانجليزيه تجاه المتظاهرات المصريات، وانفضت المظاهره.

وهذا الدور الوطني للمراه المصريه هو الذي جعل حزب الوفد ينشئ لجنه مركزيه لسيدات الوفد برئاسه المناضله هدي شعراوي. وكان من حسن الطالع ان قيض لهذه الحركه النسائيه المصريه قيادات نسائيه نابهه صقلتها التجربه، من امثال السيدات صفيه زغلول - ام المصريين - وهدي شعراوي، وملك حفني ناصف، ونبويه موسي، وسيزا نبراوي، وغيرهن الكثير من السيدات المصريات الاوائل.

وعندما جاءت لجنه ملنر الي مصر اصدرت لجنه الوفد المركزيه في اليوم التالي لوصول اللجنه بيانا الي الامه المصريه تدعو فيه الي مقاطعه اللجنه، وحاول الحزب المستقل الحر - بقياده شريعي باشا - ان يخرج علي الاجماع الوطني ويتصل باللجنه، وهنا خرجت مظاهره وطنيه من السيدات في محاوله لاستهداف هذا الحزب والنيل منه، فدب الذعر في نفوس اعضائه ولم يستطيعوا مقابله لجنه ملنر او حتي الاقتراب منها.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل