المحتوى الرئيسى

هاجس جديد اسمه النفايات الإلكترونية

03/19 14:56

لا شك ان احد اهم اسباب الرفاهيه اليوم تعود الي الوسائل التقنيه المتوفره في حياتنا اليوميه كالهواتف النقاله واجهزه التكييف والثلاجات والتلفزيونات ووسائل النقل المتطوره وغيرها. غير ان مصير هذه الاجهزه المعقده التصنيع بعد الاستغناء عنها وتحولها الي خرده، اصبح يمثل تحديا كبيرا في جميع دول العالم، خاصه ان هذا النوع من النفايات يشهد اعلي معدل سنوي للزياده مقارنه ببقيه انواع النفايات. 

في العام 2014 طرحت في الاسواق العالميه كميات مهوله من الاجهزه تقدر بـ250 مليون جهاز تلفزيون ونحو 1.9 مليار هاتف نقال و600 مليون جهاز حاسوب مكتبي ومحمول ولوحي، وفقا لموقع غاتنر المختص في مجال البحوث حول تقنيه المعلومات الالكترونيه. وبعد سنوات قليله ستتحول جميع هذه الاجهزه، اضافه الي ما تم طرحه في السنوات السابقه، الي خرده.

وتشير تقديرات مركز ابحاث تابع للامم المتحده معني بهذه القضيه الي ان حجم النفايات الالكترونية سيرتفع من نحو 48.9 مليون طن عام 2012 الي اكثر من 65 مليون طن بحلول العام 2017. ولا تدخل في هذه الارقام الاجهزه "البيضاء" كالثلاجات والغسالات وغيرها.

وتتصدر الولايات المتحده قائمه البلدان المنتجه للنفايات الالكترونيه باكثر من تسعه ملايين طن، تليها الصين بـ7.4 ملايين، في الوقت الذي تنتج فيه الدول الاوروبيه مجتمعه قرابه 11 مليون طن، ودول شرق اسيا 12 مليونا من هذه النفايات.

حرق النفايات الالكترونيه في الدول الناميه يسبب اضرارا بيئيه خطيره (غيتي)

وتمثل النفايات الالكترونيه مصدر قلق متزايد علي اكثر من صعيد، فهي -وان لم تتجاوز نسبتها 5% من مجموع النفايات عالميا- تشهد اعلي معدل زياده مقارنه بباقي النفايات يتراوح بين 3 و5% سنويا، مدفوعا بتطور تقني سريع كما هو الحال بالنسبه لشاشات التلفزيون والحواسيب والهواتف الذكيه، اضافه الي تدني اسعار العديد من المنتجات لتكون في متناول ذوي الدخل المحدود.

كما ان المخاطر البيئيه والصحيه لهذه النفايات عاليه جدا، ففي الولايات المتحده مثلا تمثل النفايات الالكترونيه -وان لم تتجاوز نسبتها 2% من جمله النفايات- 70% من مجموع النفايات السامة، ويعود ذلك الي احتوائها علي العديد من المواد الخطره علي الصحه والبيئه كمواد الزئبق والكادميوم والرصاص التي يمكن ان تلحق اضرارا كبيره بالجهازين العصبي والتنفسي.

تمثل اعاده تدوير هذا النوع من النفايات تحديا تقنيا وبيئيا كبيرا نتيجه كثره المواد المستعمله وكلفه فصلها، فالهواتف الذكيه مثلا تحتوي علي ما بين 500 و1000 مكون مصنوعه من عشرات المواد المختلفه. لذا فان اعاده تدوير هذه النفايات لا تشمل سوي اقل من 5% من مجموع النفايات الالكترونيه، وذلك بسبب تكاليفها الباهظه والقوانين الصارمه التي وضعتها الدول المتقدمه.

وبسبب الرسوم المرتفعه لعمليه إعادة تدوير النفايات في اوروبا، فان العديد من الشركات تصدّرها الي دول اخري -خاصه الدول الافريقيه- علي شكل مساعدات انسانيه في كثير من الاحيان.

وبحسب تقرير اممي فان قرابه 220 الف طن من النفايات الالكترونيه تم تصديرها الي دول افريقيا الغربيه من اوروبا عام 2009، ومثلها في العام الذي سبقه. كما ان 80% من النفايات الالكترونيه الاميركيه يتم تصديرها الي اسيا.

وتعتبر الهند والصين وغانا اكبر الدول "المستورده" للنفايات الالكترونيه، حيث يتم تفكيكها بطرق بدائيه -في اغلبها- لاستخراج المعادن الثمينه، ثم وضع ما تبقي في مصبات عشوائيه تمثل خطرا علي البيئه وعلي مصادر المياه الجوفيه. كما تُحرق الكثير من هذه المصبات لتطلق ادخنه سامه في الجو تهدد صحه الانسان.

في مقابل ذلك نجد ان هذه النفايات تحتوي علي مواد ثمينه، وهو ما يشجع علي اعاده تدويرها رغم صعوبتها، اذ تحتوي الأجهزة الالكترونية علي كميات متفاوته من المعادن النفيسه كالذهب والفضه والبلاتين. ويقدر بعض الخبراء قيمه هذه المواد في مصبات النفايات الالكترونيه بالولايات المتحده وحدها باكثر من ستين مليون دولار.

وحسب احدي الدراسات، يمكن استخراج نحو 17 طنا من النحاس و380 كلغ من الفضه و37 كلغ من الذهب و16 كلغ من البلاديوم، من اعاده تدوير مليون هاتف جوال.

في المقابل، يري خبراء الاقتصاد ان سوق اعاده تدوير الاجهزه الالكترونيه سوق واعده ستتطور سريعا في المستقبل باعتبارها منجما للمعادن الثمينه، فكلفه استخراجها من النفايات اقل بعشر مرات من استخراجها من المناجم الطبيعيه. وحسب موقع "اي.بي.اي ريسيرتش"، فان حجم سوق اعاده تدوير المواد الالكترونيه سيبلغ 14.7 مليار دولار عام 2015 مقابل 5.7 مليارات عام 2009.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل