المحتوى الرئيسى

إيجابيات وسلبيات.. العاصمة الجديدة

03/18 22:21

رغم انني اري تاجيل مشروع العاصمه الاداريه للبلاد الي فتره قادمه.. وانه يجب ان نبدا بمشروعات زراعيه وصناعيه وطاقه، الي ان «يستريح» الاقتصاد المصري، ثم نبدا بتنفيذ هذه العاصمه، ومن عائد نجاحنا الاقتصاي السابق، حتي لا يستهلك مشروع العاصمه الاداريه الحصه الاكبر من المال.. الا ان مشروع العاصمه ضروري للغايه.. ولكن ليس الان.

<< ولقد حاولت مصر ـ مرات عديده ـ تخفيف الضغط عن القاهره سواء بما اقترحه ـ ونفذه ـ الدكتور عزيز صدقى بنقل مقار الشركات والمؤسسات الصناعيه كل فيما هو حول هذه المصانع، بمختلف انحاء مصر. ولكن الخطه تعثرت. اذ ابقت معظم الشركات مكاتبها القديمه داخل العاصمه، وحولتها الي مكاتب تجاريه!! يعني «ودنك منين ياجحا».

ثم كان من اهم اسباب انشاء «ضاحيه مدينه نصر» نقل مقار كل الوزارات السياديه ـ وغيرها ـ من قلب العاصمه الي الضاحيه الجديده.. وذلك عندما كان علي صبري رئيساً للوزراء.. ولكن الفكره تعثرت ايضاً.. فالناس تعشق الاقامه حول مقر السلطه.. حول مقر الحكم قصراً ملكياً، وجمهورياً.. او مقار للوزارات.. وكان السادات يفكر في بناء عاصمه جديده غرب الدلتا، علي طريق الاسكندري الصحراوي هي مدينه السادات.. وتوقفت الفكره باستشهاده عليه رحمه الله.

<< وعرف العالم الكثير من العواصم الاداريه.. ربما اشهرها مدينه واشنطون، عاصمه الولايات المتحده، وان بقيت نيويورك هي اكبر مدينه اقتصادياً ومالياً وسكانياً، وكذلك عواصم اداريه في دول عديده مثل باكستان التي تركت كراتشي واتجهت الي الدال او شمالاً لتبني عاصمه جديده.. وكذلك البرازيل التي تركت العاصمه القديمه ريودي جانيرو «اي نهر شهر يناير» وانشات عاصمه اخري هي برازيليا، وبالذات غرباً اي في الداخل ايضاً.. وهكذا.. ولكن هذه الدول لم تفاجئ شعوبها بذلك، بعد ان اختنقت الحياه في عواصمها القديمه.. تماماً مثلنا، في مصر.

<< واعترف ان بناء عاصمه اداريه لمصر سوف ينعش حركه العمل والبناء وينشط دولاب العمل ويوفر عشرات الالاف من فرص العمل.. ولكن «منه.. فيه» اي لن يضيف اقتصاداً جديداً نسدد من عائده فوائد الديون او اصول هذه الديون.

اقصد ان بناء العاصمه سوف ينشط كل مستلزمات البناء والانشاء بدايه من محاجر الرمال ومصانع الطوب والاسمنت وحديد التسليح الي مصانع البلاط والسيراميك والادوات الصحيه واعمال الكهرباء والديكور.. اي توفر فرص عمل للعاملين في كل هذه النشاطات.. وهم بعشرات الالوف.. في كل المهن والحرف.

<< وهنا نتذكر اولي قواعد واجبات الحكومات، عندما يضرب الركود الحركه الاقتصاديه، اذ تعمد هذه الحكومات الي تنفيذ العديد من المشروعات العامه، مثل اعمال رصف الطرق والبنيه التحتيه بانفاق ملايين الجنيهات لتحريك سوق العمل.

بل ان مثل هذه المشروعات يؤدي الي تنشيط سوق السلع الاستهلاكيه والمعمره من ثلاجات وبوتاجازات وغسالات ومراوح واجهزه تكييف ومصانع لانتاج لمبات الاضاءه والاثاث والبويات واعمال النقاشه وغيرها.. اي ان ذلك ينعش الاقتصاد تماماً.

<< ولعلنا نتذكر هنا الانتعاش الاقتصادي، الذي صاحب انشاء العديد من المدن الجديده: 15 مايو، 6 اكتوبر، العاشر من رمضان، دمياط الجديده، المنيا الجديده، السادات والنوباريه.. بل وايضاً القري السياحيه علي امتداد الساحل الشمالي الغربي، من غرب الاسكندريه الي مرسي مطروح.. وايضاً حول خليجي السويس والعقبه.

<< ولكن ذلك يحدث لمره واحده.. اي انعاش «وقتي».. اما الاستثمار الزراعي.. باستصلاح الارض وزراعتها.. فهو استثمار دائم، ناكل من خيره.. ونصدر ما يتبقي، ان تبقي شيء!. او مصانع للاسمنت، في سيناء والصعيد والصحراء الشرقيه والغربيه للتصدير.. خصوصاً بعد القيود التي تفرضها دول اوروبا بسبب التلوث.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل