مستقي لـCNN: على السعودية إعادة النظر بأموال الدعم وما أنفقه الملك سلمان سيعزز الاستقرار.. وأوبك ستكون الرابحة

دبي، الامارات العربيه المتحده (CNN) -- قال عماد مستقي، المحلل الاستراتيجي لدي شركه "ايكستارت" المتخصصه بالاستشارات النفطيه والاستثماريه بالشرق الأوسط وشمال افريقيا، ان السعوديه تمسكت بقرارها النفطي للحفاظ علي حصتها السوقيه، مؤكدا ان خطوتها "عقلانيه" ودعا المملكه لاعاده النظر في سياستها من التقديمات الاجتماعيه، وان كان قد اكد ان الفتره المقبله ستشهد عوده قويه لاسعار النفط تصعد معها المكاسب في لمنظمه اوبك.

وقال مستقي، ردا علي سؤال من CNN بالعربية حول تاثر الميزانيات السعوديه بتراجع اسعار النفط: "لقد بدا الشعور بالتاثير بالفعل، فالميزانيه السعوديه فيها عجز بقرابه 40 مليار دولار، السؤال الاهم هو: ما هي الطريقه التي ستحاول عبرها هذه الدول التعامل مع هذا الواقع، هل عليهم بدا السحب من احتياطياتهم الماليه ام عليهم البدء بالاقتراض؟ هذه السؤال سيضطرون للاجابه عليه في وقت قريب جدا."

وعن رايه المؤيد لاصدار ادوات للدين وصكوك من قبل السعوديه، والذي عبر عنه في السابق بمقالات تحليليه قال مستقي: "بالتاكيد، فنحن نعيش حاله من التحول نبتعد فيها في نهايه المطاف عن طابع الاقتصار علي لعب دور المصدّر للولايات المتحده وننتقل الي سوق عالميه فيها سياسات ماليه متعدده العملات، وعلينا تطوير ادوات ماليه تتيح لنا تحسين قدرتنا علي اداره ماليتنا والتعامل مع التطورات، وطرح ادوات دين هي الطريقه الامثل للقيام بهذا الامر الي جانب تحويل الاصول السياديه الي اصول متوافقه مع الشريعه مما يصب في صالح الجميع."

ولم ينف المحلل الاقتصادي وجود ضغوطات ومتطلبات داخليه وخارجيه علي الميزانيه السعوديه قائلا، في مقابله علي خلال مشاركته بـ"منتدي بوابه الاستثمار الاسلامي" في البحرين: "السعوديه تعتزم انفاق 800 مليار ريال، العالم الماضي كانت تخطط لانفاق 800 مليار ولكنها انفقت ترليون ريال، الانفاق سيزداد بسبب طبيعه التقديمات الاجتماعيه في المملكه وزياده عدد الشباب الذين يدخلون سوق العمل السعوديه ويزيدون من حجم القوي العامله."

غير انه لفت الي امكانيه القيام بتعديلات كبيره في الميزانيه السعوديه لتوفير الاموال من خلال اعاده النظر بالسياسات الاجتماعيه قائلا: "السعوديه لديها الكثير من المرونه في ميزانيتها، فهناك 60 مليار دولار موجهه للدعم الاجتماعي ودعم المحروقات في ميزانيه من 240 مليار دولار، وهذا مبلغ كبير."

وتابع مستقي بالقول: "سياسه دعم السلع والخدمات في النهايه ليست سياسه ناجحه تضمن التقدم علي الامد البعيد، بل انها تفيد الاثرياء علي حساب الفقراء، وبالتالي هناك امكانيه لاجراء تعديلات."

واضاف: "في السعوديه يتوفر لدي المملكه اصول تعادل 150 في المائه من الناتج المحلي، بينما بالمقابل لدي العديد من الدول الناميه ديونا تعادل 100 في المائه من ناتجها المحلي، فليس هناك بالتالي من سبب للقلق حول وجود عجز في ميزانيات دول الخليج بواقع عشره او 20 في المائه خلال السنوات القليله المقبله، ولكنها سبق لها ان راكمت احتياطيات كبيره خلال السنوات الماضيه."

ودافع مستقي عن خيار انفاق السعوديه ما يقارب من 30 مليار دولار كحزمه تقديمات ومكافات بمناسبه تولي العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الحكم، رغم الاوضاع الاقتصاديه القائمه قائلا: "هذا لا يمثل سوء جزء يسير مما انفقه الملك عبدالله خلال الربيع العربي، وفي نهايه المطاف اري ان هذه الاموال انفقت بشكل صحيح طالما انها ستعزز الاستقرار في السعوديه وتحسّن من نظره الشعب للحكومه."

وحول مستقبل اوضاع النفط والاتجاه الذي تسير فيه منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" قال مستقي: "الاسواق حاليا تعود حاليا الي طابعها المبدئي الاساسي، فقد اختفت كافه التدفقات والفوائض الماليه، والسعوديه تصرفت بعقلانيه حيال هذا الوضع، وقد اكدت انها لن تقبل عقد اجتماع طارئ لاوبك قبل موعد الاجتماع الدوري المقرر في يونيو/حزيران المقبل، وقد تمسكت بهذا القرار منتظره ان تقوم الاسواق بتعديل الاسعار بنفسها، وهذه الخطوه بالنسبه لي اكثر عقلانيه من تجارب سابقه مثل السير بقرارات تخفيض الانتاج وما يتبع ذلك من فقدان مضطرد وكامل للحصص السوقيه."