س&ج| هل صحيح أن الفيروسات لا تموت؟

لا تموت الفيروسات لانها ببساطه غير حيه، فهي لا تملك خلايا ولا تستطيع تحويل الغذاء الي طاقه، وهي بدون مضيف تتطفل عليه، لا تكون سوي تجمع خامل من المواد الكيميائية، ولا تستطيع الفيروسات النجاه مستقله بذاتها، فلابد لها من مضيف او عائل حي تغزوه وتسطو علي معلوماته الجينيه.

بعض الفيروسات تستطيع البقاء علي استعدادها وقدرتها علي احداث العدوي خارج جسم مضيفها لبعض ساعات قليله، مثل فيروس الانفلونزا، وفيروس نقص المناعة المكتسبة او الايدز HIV، بينما يمكن للبعض الاخر البقاء خاملا لسنوات عديده، مثل فيروس الجدري القاتل smallpox.

ويعتقد باحثون تاريخيون ان فيروسات الجدري الكامنه، التي جلبها الاطباء البريطانيون الي استراليا، عام 1787، هي السبب في انتشار المرض بين السكان الأصليين "الابوريجين"، بعد عامين كاملين.

وناقش العلماء منذ عام 1892، مساله حياه الفيروسات، فيري البعض انها ليست ميته تماما، فلديها جينات او موروثات، وتتكاثر وتتطور كذلك، تبعا لاليه الانتقاء الطبيعي، كما ان بعضها يتسلل الي الحمض النووي DNA لبعض انواع البكتيريا، من خلال الزوائد الجنسيه، التي تقع علي سطح العديد من انواع البكتيريا، ويتساءل العلماء: اذا لم يكن ذلك معني الحياه فماذا يكون؟

في حين يري البعض عكس ذلك، خاصه بعد ان تمكن عالم الكيمياء الحيويه الامريكي "وندل ستانلي"، من تنقيه فيروس تبرقش التبغ tobacco mosaic virus الي بللورات ابريه من البروتين، ليحصد بعدها جائزه نوبل في الكيمياء عام 1946.

وتشكل جميع صور الحياه الحيه حولنا مضيفا جيدا للفيروسات علي اختلاف انواعها، فالفيروسات تصيب البشر والحيوانات والنباتات والفطريات والكائنات الاوليه "البروتوزوا" والبدائيات او العتائق archaea والبكتيريا، بل ان بعض الفيروسات مثل سبوتنيك sputnik ومامافيروس mamavirus، تستطيع ان تصيب الفيروسات الاخري.

ويري العلماء ان نصف الحمض النووي البشري قد يرجع اصله الي الفيروسات، التي اصابت البويضات والحيوانات المنويه لاجدادنا القدامي، وربما تكون بعض الاثار الفيروسيه الباقيه في جيناتنا حتي الان، تلعب دورا في المناعه الذاتيه لبعض الامراض وبعض انواع السرطان، كما ان بعض البروتينات الفيروسيه المفيده، هي السبب في عدم مهاجمه النظام المناعي للام للجنين عند تكونه في رحمها.