المحتوى الرئيسى

بروفايل| سيد درويش اللحن الخالد

03/16 09:14

في منزل بسيط يقع بحي كوم الدكه بالاسكندريه، فتح الصغير عينيه للمره الاولي صباح يوم 17 مارس عام 1892. ثمه اصداء خارجيه تصك سمعه الذي لم يتفتح بعد، لعلها تسللت من الفضاء الفسيح حيث يصعب استخلاص النغمات الكونيه، او ربما انبعثت من تلاطم موجات البحر الواسع الذي تطل عليه المدينه الساحليه، او علي الارجح جاءت من هنا، من تلك الحاره الصغيره التي لا يكف فيها الناس عن الحركه، سقائين وعمال وحرفيين، عربجيه وشيالين، شوام وجريج وعجم وبرابره، مسلمين ومسيحيين ويهوداً، لا يعرفون بالتاكيد ان اصوات ضجيجهم تتسلل الي روح الصغير فتنطبع بداخلها، «السيد درويش البحر»، او «سيد درويش» الشهير بـ«الشيخ سيد»، «ذلك الذي هوي وانتهي، وعشق، وشد الحزام، وهز الهلال، ومات ولم يمت. السكندري ذو الشعر الهائش الخشن، والانف العريض والسحنه السمراء، «ابو عرب» بالجبه والقفطان والبذله الافرنجيه والبابيون الكبير، صاحب «العشره الطيبه»، و«شهرزاد»، و«الباروكه»، و«اش»، و«رن»، و«فيروز شاه». ملحن «انا المصري»، و«الحلوه دي»، و«اقرا يا شيخ قفاعه». مغني «اوعي يمينك»، و«يعوض الله»، و«سالمه يا سلامه». من ردد الناس الحانه الوطنيه الرائعه، وعزفت مصر نشيدها الوطني من نغماته. الموسيقار المجدد الذي تحتفل البلاد اليوم بمرور 123 عاماً علي ميلاده، لم يغب خلالها لحظه واحده عن الحياه رغم تغييب الموت الفعلي له قبل اكثر من تسعين عاماً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل