المحتوى الرئيسى

التركمان يرزحون تحت وطأة تهديدات مؤيدي النظام السوري رغم "الخبز والملح"

03/16 15:15

تعرض التركمان مثل باقي مكونات الشعب السوري، الي معاناه كبيره جراء تهميش النظام لهم قبل الحراك الشعبي، فيما حمّلهم ارتباطهم بالدم واللغه مع تركيا تبعات ما يجري هناك، فتحولت لغه مؤيدي النظام الي عداء وتهديد، رغم العشره والخبز والملح فيما بينهم.

وقبل 4 سنوات عند بدء الحراك الشعبي، تحرك التركمان مثلهم مثل اخوانهم من مكونات الشعب السوري، للتعبير عن رفضهم للظلم الذي تعرضوا له من قبل النظام، وتهميشهم وتحميلهم تبعات تاريخ لم يكونوا فيه فاعلين، فقدموا التضحيات والشهداء، وتشردوا في المخيمات وفي دول الجوار، وتقاسموا الامهم مع اخوانهم السوريين.

 واتهم التركمان وممثليهم السياسيين؛ النظام السوري بتحميلهم قرابه الدم مع تركيا - حيث فتحت الاخيره ابوابها لعموم الشعب السوري - علي اساس انها تامرت علي النظام، والتركمان مرتبطون بها، فيما تلقوا تهديدات بالاباده مرات عديده، من قبل انصار النظام، وهم من تقاسموا لقمه العيش مع كافه مكونات الشعب، وحتي مؤيدي النظام في الساحل السوري.

وقال احمد جقل - وهو عضو تركماني سابق في الهيئه السياسيه للائتلاف الوطني المعارض، ونائب رئيس الكتله الوطنيه التركمانيه السوريه - ان "التركمان بداوا بالثوره والحراك الشعبي مع بقيه مكونات الشعب السوري، وتظاهروا في احيائهم ومناطقهم ومدنهم، وتعرضوا للاعتقال من قبل اجهزه النظام، وتعرضوا للتعذيب، ولا يزال المئات منهم معتقلين".

واضاف في تصريحات للاناضول، ان "التركمان شاركوا اخوانهم في الدفاع عن ثوره الشعب السلميه، ورفعوا السلاح بوجه النظام، وقدموا عشرات الاف من الشهداء، بل ويتواجد معظمهم في مناطق مواليه للنظام، مما يعرضهم لعمليات انتقاميه، وتهديدات بالتصفيه والاباده، لمن بقي في مناطق سيطره النظام".

ولفت الي ان "التركمان كان لهم نصيب في اللجوء الي بلدان الجوار، وخاصه تركيا، التي استقبلتهم كما استقبلت بقيه مكونات الشعب دون تمييز، في حين اشار الي ان مخيمات التركمان بحاجه الي مزيد من الرعايه والعنايه والاهتمام، لتخفيف وقع معاناه اللجوء".

من جانب اخر، لفت الي ان "التركمان في سوريا، ونظرا لرابط الدم واللغه مع تركيا، تحملوا من بدايه الاحداث عبئا كبيرا، حيث اتهمهم النظام بالتبعيه لتركيا رغم انهم مواطنون سوريون ومدنهم وقراهم داخل سوريا، وكذلك شككت بعض اطياف المعارضه بدايه بان يكونوا جزءا من سعي لمخطط تركي في المنطقه، وهو ما رفضوه، مؤكدين انتماءهم لوطنهم، ومطالبين بحقوقهم في مستقبل الدوله المدنيه في سوريا".

وشدد علي ان "التركمان مصرون علي اسقاط نظام الاسد، واقامه دوله مدنيه في سوريا يتمتعون فيها بالحقوق المتساويه مع الجميع، ويحافظون علي هويتهم وثقافتهم، وانهم مستعدون لتقديم ارواحهم في سبيل ذلك".

من ناحيته قال احمد شيرين رئيس جمعيه اتراك سوريا، وهو عضو في الكتله الوطنيه التركمانيه: ان "الوضع السوري في الداخل مزر الي حد كبير، حيث منطقه باير بوجاق شمال اللاذقيه، تعرضت لقصف كبير، ودمرت معظم البلدات والقري، وحاول النظام الانتقام من التركمان، باتهامهم بقرب مناطقهم من تركيا التي وقفت ايجابيا الي جانب الحراك في سوريا".

واوضح في تصريحات للاناضول انه "لم ينفع تداخل مناطق التركمان في ريف اللاذقيه، وفي المدينه، مع المناطق المؤيده للنظام، وهو ما جعلهم يختلطون مع بعضهم البعض علي مدي عشرات السنوات السابقه، ورغم العشره والخبز والملح فيما بينهم، الا انه مع بدء الاحداث انقلبت الامور، وتعرض التركمان لمضايقات واعتداءات كبيره، نتيجه التهم المسبقه التي ساقها النظام".

وروي شيرين بعضا من هذه القصص، حيث افاد "ان بعض المؤيدين للنظام احتلوا بيوت بعض التركمان المحسوبين علي المعارضه، وارسلوا تهديدات لاخرين عبر وسائل التواصل المختلفه، في حين ان قله قليله كانت علي درايه لما يحدث من ممارسات النظام، وغلبت لغه العقل والحكمه، علي الانفعال والتعصب".

وفي نفس السياق، اشار الي ان "الماساه الانسانيه متفاقمه في الداخل السوري عموما، وفي مناطق التركمان خصوصا، حيث الحاجه الماسه من اجل تقديم المساعدات الاغاثيه والانسانيه، موجها نداءه الي المؤسسات الرسميه وغير الرسميه التركيه، ومختلف دول العالم والمنظمات الدوليه للاهتمام بالتركمان ايضا وعدم اهمالهم، لكي لا يُهمّشوا كما فعل النظام السوري، وان ثورتهم ايضا كانت ضد هذا التهميش".

واكد ان "مخيمات التركمان، ومنها مخيم عثمانيه جنوب تركيا، بحاجه الي مزيد من الدعم والاهتمام، وتحسين الخدمات فيه، حيث لا تقل معاناه اللاجئين والاطفال والنساء التركمان عن معاناه اخوانهم السوريين".

وفي مناطق اخري عاني التركمان كذلك من ممارسات النظام والاتهامات التي تطالهم بالارتباط في تركيا، وحتي لو لم يشارك اي مواطن تركماني في الحراك او باعمال مناهضه للنظام، كان عرضه للاتهام والتساؤل.

واوضح هادي الشامي، وهو احد سكان حي جوبر الدمشقي من التركمان، ان "حواجز النظام كانت دائما تسال المواطنين القادمين من جوبر من اي حي بالضبط، وعندما كانوا يعرفون بانهم من الحي التركماني، كانوا يوضعون تحت الشبهه ويقولون لهم هل انتم اردوغانيون، نسبه للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ومواقفه".

واضاف في تصريحات للاناضول انه "كان يعمل في شركه تركيه مع بدء الاحداث، وهو ما كان يعرضه دوما للسؤال من قبل مؤيدي النظام عن مواقفه، لكونه تركمانيا، ويعمل في شركه تركيه، مبينا انه من العار ان يُسال عن ذلك فيضطره للتاكيد علي انتمائه لسوريا التي يحمل جنسيتها، وحرصه علي امنها".

وشدد علي ان "التركمان تحركوا مع السوريين ضد النظام، ولا يجوز ربط ذلك بالمواقف التركيه، حيث لم تمنعهم هويتهم القوميه عن الخروج مع شركائهم في الوطن ضد النظام".

من جانبه قال زياد حسن، نائب رئيس حزب الحركه الوطنيه التركمانيه، انه "لم تكن اوضاع التركمان السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه في المراحل التي سبقت انطلاق الثورة السورية، افضل حالا من بقيه المكونات الاجتماعيه في سوريا، وقد كانت معاناه التركمان كقوميه، معاناه مزدوجه، حيث كان النظام البعثي العنصري يسعي الي اذابه هذه القومية السورية الاصيله، ومحو وجودها من الذاكره المجتمعيه للشعب السوري".

وبين حسن في تصريحاته للاناضول؛ انه "كان لهذه السياسه السوداء اسقاطات مجحفه بحق التركمان بكل مجالات الحياه، وبشكل خاص في المجالين الثقافي والاقتصادي، وكل هذه الاجراءات كانت اسباب موضوعيه عايشها الشعب السوري طيله العقود الماضيه، مما دفع الشعب التركماني الي المشاركه الفاعله في الثوره السوريه منذ اليوم الاول لانطلاقتها، حيث كان التركمان في سوريا من اوائل المنخرطين في تشكيل التنسيقيات الثوريه في حلب وبقيه المحافظات، وشاركوا في كل الفعاليات الثوريه خلال المراحل المختلفه للثوره".

وشدد علي ان "الواقع الانساني اليوم الحالي مؤلم جدا بالنسبه لحلب وبقيه المناطق التي يقطنها التركمان السوريون، فمناطق تركمان حلب يخضع 80% منها لسيطره داعش، ومساحات واسعه من مناطق التركمان في حمص ودمشق واللاذقيه والرقه خاضعه لسلطه النظام او داعش، وهذا الواقع يحمل في كل تفاصيله وجزئياته الاماً ومشكلاتٍ انسانيه واقتصاديه وثقافيه".

وتقدر احزاب تركمانيه سوريه اعداد التركمان في البلاد بنحو 3 ملايين ونصف، وينتشرون في معظم المناطق السوريه، وتاسس اول كيان سياسي لهم باسم الكتله الوطنيه التركمانيه السوريه في شباط 2012، وبعد ذلك تاسست كيانات اخري من مثل الحركه التركمانيه والمجلس التركماني، وحزب الحركه الوطنيه التركمانيه، وحظيت كلها بدعم من اطياف المعارضة السورية، وتشارك في الائتلاف الوطني لقوي الثوره.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل