شقيقة قتيل تشابل هيل: يرفضون مصافحتي لأنني محجبة

بعد شهر علي مقتل العائله المسلمه في تشابيل هيل، شقيقه القتيل :الاسلاموفوبيا  لازالت مشكله هنا

سان فرانسيسكو جيت – حامد عبد العزيز – ترجمه: محمد الصباغ

كانت الطبيبه سوزان بركات تصف للمرضي علاجهم في مستشفي سان فرانسيسكو حينما اضاء هاتفها بعد وصول عده رسائل من اصدقاء يرسلون التعازي. كان ذلك في العاشر من فبراير وتجاهلت الطبيبه البالغه 27 عاماً الرساله الاولي معتقده انها اما جاءت بالخطا او المقصود بها احد افراد العائله في سوريا الممزقه بفعل الحرب.

قالت سوزان: ”كان تركيزي علي عملي“، لكنها لاحظت اسم اخيها ضياء بركات، 23 عاماً، الطالب بطب الاسنان في جامعه نورث كارولينا بتشابل هيل. واضافت في حوار معها الاسبوع الماضي، انه حتي لحظه الرساله التي ذكر فيها اسم اخيها لم تكن تعلم انه قد قتل مع زوجته و شقيقتها. وذلك في حادثه عنف مروعه  قد تفتح مناقشه عالميه حول كيفيه معامله المسلمين في امريكا.

اقرا : ارهاب ابيض؟ اميركي يقتل عائله مسلمه في نورث كارولينا

اتصلت سوزان بوالدها في خوف شديد، ورد عليها بهدوء موضحاً انه كان هناك حادث اطلاق نار في المنطقه التي يعيش فيها ضياء وهو لا يعرف اكثر من ذلك وسيخبرها بما يتوصل اليه لاحقاً. لكن سوزان اصيبت بانهيار عصبي. حاولت الاتصال بشقيقها وكان هاتفه مغلقاً وكذلك كان هاتف زوجته يسر ابو صالحه التي كانت تبلغ من العمر 21 عاماً. اهتزت قلقاً وعادت الي حجره العاملين، وقالت لهم: ”اعتقد اني في حاجه للمساعده قبل ان انهار”.

و تكمل سوزان، عنما سالني احد زملائي الاطباء عما حدث قلت له ”اعتقد ان اخي قد قتل“. وازدادت مخاوفها حينما بحثت علي الانترنت ووجدت تقريراً عن اطلاق نار علي ثلاثه اشخاص في نفس المجمع السكني حيث يعيش اخيها. وفي تلك اللحظه تعرضت للاغماء.

وفي ذلك المساء، جهزت سوزان نفسها للسفر في رحله بعد منتصف الليل الي نورث كارولينا، ثم تلقت مكالمه اكدت مخاوفها، فتعرضت لاغماءه ثانيه. واضافت: ”كان امرا مؤلما“.

مر قرابه الشهر علي مقتل ضياء وزوجته يسر وشقيقتها رزان، 19 عاماً، واتهم في الحادث جارهم في تشابل هيل كريج ستيفن هيكس، 46 عاماً.

كان الضحايا الثلاثه من المسلمين والفتيات يرتدين الحجاب. وتقريباً علي الفور بدا الجدل حول اذا ما كان الحادث الذي قام به هيكس مبني علي كراهيه دينيه. وايضاً حول اذا كان النظر الي الجريمه سيختلف لو كان مسلماً هو من قتل ثلاثه اخرين.

قالت الشرطه ان ”دافع القتل كان بسبب نزاع مستمر حول مكان انتظار السيارات“ لكن عائلات الضحايا قالت ان اطلاق النار كان جريمه كراهيه واضحه.

اقرا: شقيقه قتيل شتابل هيل: الامر اكبر من ركنه جراج

وفي بحثها حول القضيه، ذكرت جريده “نيويورك تايمز” ان هيكس تسبب في مشاكل بمكان انتظار السيارات في المجمع السكني، لكن ايضاً اشارت الي انه في يوم القتل لم يوقف الضحايا سيارتهم في المكان المخصص لهيكس. وفي موقعها الالكتروني ذكرت “التايمز”، يبدو ان هيكس ”كانت لديه مشاكل مع كل الاديان”.

كانت لسوزان مشاعر قويه عند هذا السؤال. فقالت في حوار هاتفي انها تعتقد ان تصريحات الشرطه عن النزاع حول مكان انتظار السيارات هو ”اهانه لهم و لعائلاتهم –عائلات الضحايا- و يقلل تماماً من جريمه القتل“.

ووسط الماساه، ظهرت سوزان بركات كشخصيه مسلمه امريكيه تتعامل كصوت قيادي يعبر عن عائلتها. وتقول سوزان: ”انا شقيقه لثلاثه افراد من العائله قتلوا بوحشيه بمنزلهم بسبب معتقدهم. انا امريكيه مسلمه، لا اختلف كثيراً عن الاخرين الذين يسعون وراء ما تقدمه لنا بلادنا”.

وقعت جريمه القتل في نورث كارولينا بينما نري زياده في مشاعر المعاداه للمسلمين، مع العديد من السياسين وحتي الترفيهيين امثال بيل ماهر الذين ينتقدون الدين بشده.

تقول سوزان: ”اذا لم يصدق الناس وجود الاسلاموفوبيا من قبل، والان اذا لم يروا انها طرقت الابواب وقتلت ثلاثه امريكيين مسلمين، فلدينا مشكله كبيره”.

واضافت سوزان انه في نورث كارولينا حيث درست طب الاسنان، بعض المرضي يرفضون مصافحتها بالايدي او التعامل معها لانها محجبه. وقد هددها بعض المرضي. وفي سان فرانسيسكو، رات التعصب الاعمي فقط لانها ترتدي الحجاب.

لكنها تشجعت بسبب الدعم المتدفق من حولها ومن زملائها في مستشفي سان فرانسيسكو التي تعمل بها. وتقول:”لقد تاثرت بشده، و ممتنه جداً لكوني جزء من هذا المجتمع”.

كان ضياء بركات احد كبار المعجبين بنجم نادي كره السله ”جولدن ستيت واريورز“ ستيفان كاري، وقام اللاعب بتكريم الضحايا خلال مباراه كل النجوم التي تلعب في نهايه كل موسم لكره السله، وكتب: (#CurryforDeah اي كاري من اجل ضياء) و (#RIPDeah  اي ارقد في سلام يا ضياء) علي حذائه مما اسعد العائله تماماً.

و تقول سوزان: ”بكينا جميعاً، ضحكنا وتمنينا بحق ان يكون ضياء معنا في تلك اللحظه“.